تلال جنوب لبنان حصان طروادة إسرائيل لمراقبة التحركات العسكرية في المنطقة
![لبنان](https://media.unitedmuslimworld.com/img/25/02/11/31608.webp)
يواجه لبنان تحديات كبيرة في التعامل مع العدوان الإسرائيلي، سواء عبر القنوات الدبلوماسية أو بالضغط الدولي لإتمام انسحاب قوات الاحتلال، أو بالبحث عن خيارات بديلة في حال استمر التعنت، وتظل التساؤلات قائمة: هل ستلتزم إسرائيل باتفاق التهدئة أم ستستخدمه كغطاء لترسيخ واقع جديد على الحدود؟
الواقع الميداني يعكس تحديات كبيرة في الوصول إلى هدنة دائمة، حيث يتمسك الجيش الإسرائيلي بعدد من النقاط الاستراتيجية داخل الأراضي اللبنانية، مثل تلال جبل بلاط والعزية والعويضة والحمامص، التي توفر له مزايا عسكرية كبيرة، بما في ذلك القدرة على مراقبة التحركات اللبنانية وقطع الطرق الحيوية بين البلدات الحدودية.
من الناحية العسكرية، تتيح هذه النقاط لإسرائيل السيطرة على مناطق واسعة داخل لبنان، مما يجعلها محورية في الصراع. كما أن بقاء إسرائيل في هذه المواقع لا يتوقف عند الأبعاد العسكرية فحسب، بل يرتبط أيضاً بأهداف سياسية، حيث تسعى لتفسير الاتفاقات لصالحها، خاصة في ظل تصريحات "حزب الله" حول سلاحه في جنوب الليطاني، وتسعى لربط وجودها بهذه النقاط بنزع سلاح الحزب شمال الليطاني، معتبرة هذه المناطق خط دفاع استراتيجي لحماية مستوطناتها.
كما تحاول إسرائيل الهيمنة على المنطقة عبر السيطرة على نقاط استراتيجية، أبرزها مرتفع جبل الشيخ، الذي يعد من المواقع العسكرية القريبة من دمشق ويتيح لها مراقبة التحركات العسكرية في لبنان وسوريا والأردن، وحتى إيران وتركيا، مما يزيد من أهميته في أي صراع مستقبلي.
وجود إسرائيل في تلال جنوب لبنان، من كفرشوبا وشبعا إلى مرتفع اللبونة، يعد احتلالًا مقنعًا يسمح لها بالإشراف العسكري على الأراضي اللبنانية ومراقبة تحركات حزب الله، هذه المواقع أيضًا تطل على المستعمرات الإسرائيلية المقابلة، مما يشكل تهديدًا لها. السكان الذين أخلوها خلال الحرب يطالبون الجيش الإسرائيلي بإبعاد حزب الله عنها.
وبحسب الخبراء تسعى إسرائيل لمنع عودة السكان إلى الشريط الحدودي خوفًا من إعادة إعمار المنطقة لصالح حزب الله، كما تعرقل مفاوضات ترسيم الحدود البرية مع لبنان. لمواجهة هذا الوضع، يجب تطبيق قرار 1701، وتقديم الشكاوى للأمم المتحدة ومجلس الأمن، مع الضغط على إسرائيل عبر الدول الكبرى مثل الولايات المتحدة وفرنسا. ومع ذلك، يبقى مجلس الأمن متأثرًا بالمصالح العالمية، حيث تستخدم الولايات المتحدة الفيتو لحماية إسرائيل.
العملية العسكرية الإسرائيلية الأخيرة تهدف إلى حماية المستوطنات الإسرائيلية، خاصة المواقع الاستراتيجية شمال إسرائيل. إسرائيل تخشى من عودة "حزب الله" وتوسع نفوذه العسكري في الجنوب اللبناني. وقد كشفت عن بنية "حزب الله" من أنفاق وتحصينات، مما أثار مخاوف من تكرار سيناريو طوفان الأقصى.
ورداً على ذلك، عززت إسرائيل وجودها العسكري وسيطرتها على 5 تلال استراتيجية، لكن السؤال يبقى حول مدى ديمومة هذا التمركز وما إذا كان يعكس فقدان الثقة في الجيش اللبناني.
ترى إسرائيل أن الجيش اللبناني غير قادر على السيطرة في الجنوب، وهو رأي تدعمه اللجنة الأمنية الأمريكية - الفرنسية التي تشير إلى غياب القرار السياسي اللبناني لمواجهة "حزب الله". كما يثير الوضع تساؤلات حول ما إذا كان لبنان غير قادر أو غير راغب في التصدي لـ"حزب الله"، الذي لا يزال متمسكًا بسلاحه رغم تراجع قدراته العسكرية.