تغير الهوية.. نائب أمريكي يدعو إلى تغيير اسم جرينلاند

أبدى النائب بادي كارتر، عضو الكونجرس الجمهوري من ولاية جورجيا، أبدى دعمه للمساعي التي بذلها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في محاولة شراء جزيرة جرينلاند، وأخذ خطوة لربط هذه المساعي بهوية أمريكية أكثر بروزاً. ففي تصريح له، اقترح كارتر مشروع قانون جديد يهدف إلى تغيير اسم الجزيرة من "جرينلاند" إلى "أرض الأحمر والأبيض والأزرق"، في خطوة تهدف إلى تجسيد السيطرة الأمريكية على المنطقة، وتعزيز مكانتها في سياق الأمن القومي.

وأشار كارتر إلى أن الولايات المتحدة تصبح أقوى من أي وقت مضى حال انضمام جرينلاند إليها، مضيفاً أن الرئيس ترامب قد قام بتحديد هذا الملف كأولوية ضمن استراتيجية الأمن القومي. وأكد كارتر أن انضمام الشعب الجرينلاندي إلى الولايات المتحدة يعد بمثابة خطوة تاريخية ستعزز من عظمة الدولة الأمريكية، معتبراً أن تلك الخطوة تعكس فخر الولايات المتحدة في توسيع نفوذها على مستوى العالم.

مشروع القانون، الذي أطلق عليه اسم "قانون أرض الأحمر والأبيض والأزرق لعام 2025"، ينص على أن أي إشارة إلى جرينلاند في الوثائق الرسمية الأمريكية، سواء في الخرائط أو القوانين أو اللوائح، يجب أن تشير إلى "أرض الأحمر والأبيض والأزرق".

وبحسب خبراء يعكس التصريح الذي أبداه النائب بادي كارتر استراتيجية أمريكية التي تهدف إلى تعزيز النفوذ العالمي للولايات المتحدة، كما يعكس بشكل غير مباشر مواقف الرئيس ترامب بشأن توسيع نطاق السيطرة الأمريكية على مناطق معينة، مثل جزيرة جرينلاند، من خلال مشروع القانون الذي اقترحه كارتر، يبدو أن النية هي تجسيد هذا النفوذ ليس فقط عن طريق استحواذ سياسي أو عسكري على الجزيرة، ولكن أيضًا عبر تغيير هويتها الثقافية والجغرافية من خلال فرض اسم "أرض الأحمر والأبيض والأزرق".

ويظهر المشروع أن انضمام جرينلاند ليس مجرد خطوة دبلوماسية، بل يتعلق بشكل أساسي بالاستراتيجيات العسكرية والأمنية، فوجود النفوذ الأمريكي في منطقة ذات أهمية جيوسياسية عالية قد يساعد في تأمين موقع الولايات المتحدة في البحر القطبي الشمالي ويعزز من قدراتها العسكرية والاستخباراتية في تلك المنطقة.

كان ترامب قد أبدى اهتمامه في وقت سابق بشراء جرينلاند، مشيراً إلى أن ذلك يعد "صفقة عقارية كبيرة" ويجب أن يكون أولوية في ولايته الأولى. وقد جدد في ديسمبر الماضي دعوته لضم الجزيرة إلى الولايات المتحدة، مستنداً إلى مبررات أمنية، حيث وصف هذا التحرك كضرورة استراتيجية للولايات المتحدة لضمان قوتها ونفوذها في المنطقة.

من جهة أخرى، رئيسة وزراء الدنمارك، مته فريدريكسن، التي تدير شؤون جرينلاند كجزء من مملكة الدنمارك، أكدت في فبراير أن الجزيرة "ليست للبيع"، لكنها أبدت استعدادها لتعزيز التعاون مع الولايات المتحدة في المنطقة القطبية الشمالية. فريدريكسن شددت على أهمية المنطقة في ضوء التحديات المتزايدة من قبل الصين وروسيا، وأوضحت أنه يمكن تعزيز الوجود الأمريكي في جرينلاند بما يتماشى مع حماية المنطقة وتعزيز دفاعات حلف شمال الأطلسي (الناتو).