اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار
الأمين العام للأمم المتحدة: الاستطان الإسرائيلي المستمر يغير معالم الضفة الغربية دول الاتحاد الأوروبي تدعو إلى ”العودة الفورية لوقف إطلاق النار” في غزة الحوثيون: نجحنا في تنفيذ عمليتين عسكريتين ضد أهداف أمريكية وإسرائيلية ملتقى الأزهر للقضايا الإسلامية:بر الوالدين والإحسان إليهما شرط لقبول العبادة درس التراويح بالجامع الأزهر: الإخلاص روح العبادة مندوب الأردن بمجلس الأمن: إسرائبل ليس لديها نية صادقة في إنهاء الحرب واستعادة الرهائن مفتي مصر :التصوف الإسلامي أسَّس منهجًا راسخًا في تزكية النفوس خطيب الجامع الأزهر:الإيمان والاحتساب مفتاح المغفرة والأمل مفتي مصر: لا تعارض بين الإسلام والعلم.. والشريعة لم تكن يومًا عائقًا أمام التقدم العلمي هل جلب طوفان الأقصى النصر لروسيا؟ تحليل المشهد العالمي بعد 7 أكتوبر بدء التحقيق مع إمام أوغلو وسط غضب عارم في الشارع التركي وتحذير أوروبي شيخ الأزهر: الحديث في الدين ليس متاحاً للجميع

من ”الرصاصة السحرية” إلى أسرار المخابرات.. هل تكشف وثائق اغتيال كينيدي الحقيقة؟

الرئيس الأمريكي الأسبق جون كينيدي
الرئيس الأمريكي الأسبق جون كينيدي

أفرجت الولايات المتحدة عن مجموعة جديدة من الوثائق الحكومية المتعلقة باغتيال الرئيس جون ف. كينيدي، وذلك بموجب أمر أصدره الرئيس دونالد ترامب. ورغم أن الإفراج عن هذه الوثائق كان منتظرًا بفارغ الصبر، إلا أن مراجعة أولية لم تكشف عن تفاصيل جديدة قاطعة، ما زاد من حالة الغموض والتكهنات المحيطة بالقضية.
تضمنت الدفعة الأخيرة 1123 وثيقة بصيغة PDF، تتنوع بين تقارير مكتوبة بالآلة الكاتبة وملاحظات بخط اليد، وكانت معظمها قصيرة ولم تتجاوز عشر صفحات. وبينما صرّح ترامب سابقًا أن الوثائق ستُنشر دون أي تنقيحات، إلا أن بعض المعلومات بقيت محجوبة، ما أثار تساؤلات حول سبب استمرار السرية بعد ستة عقود من الحادثة.
رغم توقعات بعض الباحثين بظهور معلومات جديدة، فإن المؤرخين لا يتوقعون أن تُحدث هذه الوثائق تغييرًا جذريًا في الرواية الرسمية، التي تؤكد أن كينيدي اغتيل على يد مسلح منفرد، لي هارفي أوزوالد، في 22 نوفمبر 1963. ومع ذلك، تتركز التساؤلات حول الملفات السرية المتبقية، والتي يُعتقد أنها تتعلق بـ رحلة أوزوالد إلى المكسيك واتصالاته المشبوهة قبل الاغتيال.
تُشير بعض التقارير إلى أن هناك 44 وثيقة تتعلق بضابط وكالة المخابرات المركزية جورج جوانيديس وبرنامج سري متعلق بكوبا، والذي يُعتقد أنه تواصل مع أوزوالد قبل أقل من أربعة أشهر من حادثة الاغتيال. هذه التفاصيل قد تسلط الضوء على صلات أوزوالد المحتملة بأطراف خارجية أو جهات استخباراتية.
3. التناقضات والنظريات البديلة: هل كان هناك أكثر من قاتل؟
لطالما كانت الرواية الرسمية محل جدل وتشكيك، حيث يعتقد البعض أن هناك أكثر من مطلق نار، وأن أوزوالد لم يكن الفاعل الوحيد. إحدى أبرز النظريات تتعلق بما يُعرف بـ "الرصاصة السحرية"، وهي الرصاصة التي قيل إنها أصابت كينيدي ثم خرجت من جسده لتصيب حاكم ولاية تكساس جون كونالي.
في تطور جديد، كشف بول لانديس، أحد عملاء الخدمة السرية، في مقابلة عام 2023 أنه عثر على الرصاصة في سيارة الليموزين وليس على نقالة كما زُعم سابقًا، ما يثير مزيدًا من الشكوك حول المسار الفعلي للرصاصات التي أطلقت يوم الاغتيال.
كما أشار تقرير سابق للجنة الكونغرس المختارة عام 1979 إلى احتمال وجود مطلق نار آخر في تل عشبي قرب موقع الاغتيال، مما يعزز فرضية وجود مؤامرة تتجاوز أوزوالد وحده.
لماذا تأخرت واشنطن في الكشف عن الوثائق؟
وفقًا لمحللين، فإن السبب الأساسي وراء إخفاء هذه الوثائق لعقود لم يكن بالضرورة إخفاء مؤامرة، بل حماية تفاصيل حساسة تتعلق بأساليب جمع المعلومات الاستخباراتية في حقبة الحرب الباردة. يعتقد المؤرخ تيم نفتالي أن "ما كان يتم حمايته ليس سراً مروعاً عن الاغتيال، بل تفاصيل حول كيفية عمل وكالة الاستخبارات المركزية في ذلك الوقت".
وبموجب قانون جمع سجلات اغتيال كينيدي لعام 1992، كان من المفترض الإفراج عن جميع الوثائق بحلول عام 2017، لكن ترامب منح وكالات الاستخبارات المزيد من الوقت لمراجعتها. لاحقًا، في ديسمبر 2022، أصدر الرئيس جو بايدن أكثر من 13,000 وثيقة، بعد دعوى قضائية رفعتها مؤسسة ماري فيريل لإجبار الحكومة على الامتثال للقانون. ومع ذلك، لا تزال حوالي 4700 وثيقة غير مكشوفة بالكامل، ما يزيد من الفضول حول محتواها.
على الرغم من أن 99% من الوثائق المتعلقة باغتيال كينيدي قد تم الإفراج عنها، إلا أن أكثر من 2100 وثيقة لا تزال خاضعة لتنقيحات، فيما تبقى 2500 وثيقة أخرى تحت قيود قانونية وأوامر قضائية. من بين الأسئلة التي لم تجد إجابة واضحة حتى الآن:
ما الذي دار بين أوزوالد والبعثات السوفيتية والكوبية في المكسيك قبل الاغتيال؟
هل كان هناك تواصل بين أوزوالد وأطراف داخل الولايات المتحدة؟
لماذا أقدم جاك روبي، صاحب ملهى ليلي في دالاس، على قتل أوزوالد بعد يومين من الاغتيال؟ وهل كان لديه دافع شخصي أم أنه كان ينفذ تعليمات جهة ما؟
على الرغم من الكشف المتكرر عن الوثائق، فإن حادثة اغتيال كينيدي لا تزال من أكثر الأحداث إثارة للجدل في التاريخ الأمريكي. لا تزال بعض الأصوات تؤكد أن الاغتيال لم يكن مجرد عمل فردي، بل كان نتيجة لمؤامرة أكبر ربما تورطت فيها جهات استخباراتية أو مافيا أو حتى جهات سياسية داخلية.
ومع استمرار الإفراج عن الوثائق بوتيرة بطيئة، يتساءل الكثيرون: هل سيتم الكشف عن كل الحقائق في يوم ما، أم أن بعض الأسرار ستظل مدفونة للأبد؟