اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار

وزير الخارجية الأمريكي: ترامب لن يسمح لإيران بامتلاك السلاح النووي.. وطهران: نحتفظ بحق الرد

ترامب وإيران
ترامب وإيران

في خطوة تعكس تشدد إدارة دونالد ترامب تجاه إيران ووكلائها الإقليميين، أكد وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، اليوم الخميس، أن واشنطن مصممة على منع طهران من امتلاك سلاح نووي بأي وسيلة ضرورية. وبينما شدد روبيو على أن الحل الدبلوماسي لا يزال الخيار الأول، فإنه لم يستبعد إجراءات أكثر حزمًا، مؤكدًا أن لدى الولايات المتحدة القدرة على تحجيم القدرات النووية الإيرانية والمضي أبعد من ذلك في مواجهتها.
لم يقتصر التصعيد الأمريكي على الملف النووي فقط، بل امتد إلى الأزمة اليمنية، حيث اتهم روبيو إيران بمواصلة دعم الحوثيين عسكريًا، وهو ما اعتبره "غير مقبول" ويستدعي ردًا صارمًا. وأكد أن واشنطن لن تتسامح مع أي دور لطهران في تعزيز القدرات العسكرية للجماعة، متعهدًا باستمرار الضربات العسكرية ضد الحوثيين حتى يتم تحييد خطرهم بالكامل، في إطار استراتيجية طويلة الأمد تهدف إلى إضعاف الجماعة وتقويض قدرتها على تهديد الملاحة الدولية.
تهديدات ومهلة للتفاوض
وسط هذا التصعيد، كشفت وزارة الخارجية الإيرانية أن طهران تلقت رسالة رسمية من ترامب، تضمنت مزيجًا من التهديدات والفرص، وأشارت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية فاطمة مهاجراني إلى أن إيران تدرس مضمونها وسترد عليها "في الوقت المناسب وبالطريقة المناسبة".
وبحسب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، فإن الرسالة تتضمن مهلة شهرين لإيران للتوصل إلى اتفاق نووي جديد، في خطوة وصفها مراقبون بأنها محاولة لإعادة التفاوض بشروط أمريكية أكثر تشددًا. ونقل موقع "أكسيوس" عن مسؤول أمريكي أن واشنطن أبلغت حلفاءها الإقليميين، بما فيهم السعودية والإمارات وإسرائيل، بمضمون الرسالة، والتي تضمنت تحذيرًا واضحًا لطهران من "عواقب رفض العرض".
في المقابل، فضّلت الخارجية الإيرانية عدم الكشف عن تفاصيل الرسالة علنًا، مؤكدة أن ما يتم تداوله في وسائل الإعلام مجرد تكهنات. وقال المتحدث باسم الوزارة إسماعيل بقائي إن محتوى الرسالة لا يختلف كثيرًا عن التصريحات العلنية لترامب، مما يعكس استمرار النهج الأمريكي المزدوج بين المسار الدبلوماسي والتصعيد العسكري.
ترامب بين الدبلوماسية والحرب

رغم لغة التهديد المباشر، لا يزال ترامب يشير إلى أنه يفضل التوصل إلى اتفاق جديد مع إيران دون اللجوء إلى الحرب. ففي تصريح سابق، أكد الرئيس الأمريكي أنه كتب في رسالته: "آمل أن تتفاوضوا، لأنه إذا اضطررنا للتدخل عسكريًا، فسيكون الأمر فظيعًا"، ما يعكس رغبة الإدارة الأمريكية في تجنب مواجهة مباشرة، مع استمرار الضغط الأقصى لإجبار إيران على تقديم تنازلات.
تأتي هذه التطورات في وقت يواجه فيه الشرق الأوسط تصعيدًا غير مسبوق، حيث تسعى واشنطن إلى إعادة رسم المعادلة الإقليمية من خلال ممارسة أقصى درجات الضغط على طهران. وبينما تراهن إدارة ترامب على أن المهلة المحددة تجبر إيران على الجلوس إلى طاولة المفاوضات بشروط أمريكية، يبقى السؤال الأهم: هل ستقبل طهران بالضغوط أم أنها ستواصل التصعيد، مما قد يقود المنطقة إلى مواجهة مفتوحة؟