أغرب محاولة إغتيال باتت بالفشل
إسرائيل لها تاريخ إجرامي في مطاردة أعداءها من الفلسطينيين المقيمين بالخارج ، لم تتردد في قتلهم وهم يعيشون بأوروبا أو حتى في أقصى الشرق كما حدث لذلك الذي أغتالته في "ماليزيا"!!
والغالبية العظمى من هذه العمليات كانت ناجحة إلى حد بعيد ، ولم يعرف أبدا منفذوها فهم وكأنهم "فص ملح وداب" بعدما تمكنوا من الإختفاء بعد أصطيادهم للصيد الثمين عدو إسرائيل ..
وعندما جاء "إسحاق رابين" إلى الحكم طلب بوقف سياسة إغتيال القادة الفلسطينيين بالخارج ، فقد كان يبحث عن السلام ، ولذلك تم إغتياله من قبل أحد المتطرفين اليهود ، وعندما تولى "بنيامين نتنياهو " الوزارة لأول مرة قبيل إنتهاء القرن العشرين وتحديداً عام ١٩٩٩ قرر إعادة قتل أعداء إسرائيل الذين يعيشون بالخارج .. وعرض مسئولوا الموساد على رئيس الحكومة أن يقوم الجهاز بإغتيال عدد من قادة "حماس " على رأسهم"موسى أبو مرزوق " الذي يقيم بالولايات المتحدة وحامل للجنسية الأمريكية ، لكن تم إستبعاد قتله لأنه سيضر بالعلاقات مع أمريكا ، وكان البديل الآخر "خالد مشعل" رئيس المكتب السياسي لحماس المقيم في "الأردن" ..
ونظراً لحساسية العلاقات مع هذه الدولة العربية وكان قد أبرم معها إتفاقية سلام ، ولذلك وضعوا خطة قتله بطريقة لا تصيب أحد من المدنيين عن طريق إغتياله بالسم ، وسيخطر على بالك فوراً أنه تم دس إحدى المواد السامة له وهو يتناول طعامه .. لكن هذا غير صحيح حيث حاولوا قتله عن طريق غرس حقنة سامة في رقبته بعدما أنقض عليه أثنين من الموساد أثناء قيادته لسيارته ومعه أبنته لتوصيلها إلى المدرسة!!
وحدث هرج ومرج في الشارع وحاولوا الهرب لكن الأهالي طاردوهم وجاءت الشرطة وألقت القبض على الجناة.
وبعدما علم الملك "حسين" رحمه الله بما جرى أتصل برئيس الوزراء الإسرائيلي وأخبره أن عملاءها سيتم الحكم عليهم بالإعدام عند محاكمتهم إذا مات "خالد مشعل" ، وطالبه بأن يرسل له على الفور المادة التي تزيل أثار هذا السم .. وبالفعل أستجاب نتنياهو .. وكانت أغرب محاولة إغتيال إسرائيلية فهم حاولوا قتله ، ثم هم أنفسهم الذين عملوا على إنقاذه من أثار السم حتى لا يقضي عليه .. وكانت فضيحة مدوية لجهاز الموساد أطاحت بعدد من قياداته ، فضلاً عن تأثر العلاقات الأردنية الإسرائيلية بشدة من هذا الحادث والذي أدى كذلك إلى سقوط هيبة رئيس الوزراء الإسرائيلي في الداخل حيث كان يقدم نفسه أنه أحد أبطال مكافحة الإرهاب .. ولذلك فالحرب التي نراها حالياً ليست دفاعاً عن النفس ، بل هو جنون إنتقامي من "حماس" ونتنياهو عنده عقدة منهم من ٢٤ سنة بالضبط بعد فشله في إغتيال أحد قادتهم وكانت الخطة تحت إشرافه الشخصي ..
المهم أن الموضوع لم ينتهي بإرسال الدواء الشافي بل طلبت منظمة التحرير الفلسطينية من الملك "حسين" رحمه الله عدم الإفراج عن جواسيس إسرائيل إلا بعد إبرام صفقة يتم بمقتضاها الإفراج عن مئات من الأسرى الفلسطينيين بالسجون الإسرائيلية ..
وهذا ما جرى بالفعل حيث رفض العدو الصهيوني ذلك في البداية ولكن خوفاً من محاكمة جواسيسه التي قد تكشف الكثير من أسراره وافق في النهاية مرغماً ..
وهكذا أنقلب السحر على الساحر!
وما زال "خالد مشعل" حي يرزق حتى اليوم!!