مصر وفقه الأولويات.. بقلم رجب حميدة
مصر بلد ذات تاريخ عريق وحضارة رائعة، ولكنها تواجه اليوم تحديات اقتصادية كبيرة. بينما تواجه ازمة الدولار ومشاكل اقتصادية متعددة، يثير القلق رؤية الإنفاق الكبير على مشاريع فاخرة بينما هناك احتياجات أساسية تفتقر إليها البلاد.
وعلى الرغم من أهمية الحفاظ على التراث والمعالم الأثرية، يجب أيضًا أن تكون هناك الأولوية لتحسين الظروف الحياتية للمواطنين. فالتعليم يجب أن يكون من بين الأولويات لضمان مستقبل أفضل للبلاد. ويبدو أن الاهتمام بتجليد الهرم بالرخام ليس متوازناً مع الاحتياجات الملحة للتعليم والرعاية الصحية والبنية التحتية.
ومن الواضح أن هناك استفزاز كبير حيال مشروع تجليد الهرم بالرخام خلال الظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة التي تواجهها مصر حاليًا. وبصرف النظر عن مدى جمالية المشروع وقيمته الثقافية، فهناك الكثير من المشاكل والأولويات الأخرى التي تتطلب اهتماما أكبر. مثل المدارس في حالة سيئة وضرورة العمل علي تحسين البنية التحتية للتعليم وتوفير الإمكانيات الضرورية للطلاب والمعلمين وينبغي للحكومة أن تضع الأولويات الأساسية للمواطنين في المقدمة وتعمل على تحسين أوضاعهم وتلبية احتياجاتهم الأساسية خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تواجهها مصر حالياً. ويجب على الحكومة أن تولي اهتماماً أكبر بالقضايا الاجتماعية والتعليمية وتحسين أوضاع الناس في المقام الأول قبل الانخراط في مشاريع فاخرة.
ومن غير المعقول بالفعل أن تخصص مصر مواردها لتجميل الهرم بدلاً من تحسين ظروف المواطنين فالقضية تستحق الانتباه والاهتمام فعلا، ويبدو أن هناك حاجة إلى إعادة التفكير في الأولويات وتوجيه الاستثمارات نحو المشاريع الحيوية التي تلبي احتياجات المواطنين وتساهم في تقدم البلاد.