دور مصر في بناء معالم بيت المقدس عبر التاريخ
تحظى رحلة الإسراء والمعراج بأهمية كبيرة في قلوب المسلمين، حيث يتذكرون في يوم 27 من شهر رجب من كل عام الأحداث التي مر بها النبي محمد صلى الله عليه وسلم في المسجد الأقصى، يعتبر المسجد الأقصى مكانًا مقدسًا يشتاق إليه المسلمون، ويتسابقون لشرف الصلاة فيه نظرًا لقدسيته وربانيته.
من المهم أن نذكر دوراً هاماً لمصر عبر التاريخ في إعادة بناء وترميم بيت المقدس ومعالمه الإسلامية والمسيحية.
مسجد قبة الصخرة من أعظم ما خلفه بنو أمية من أبنية، وسبق بناؤه بناء المصلى القبلي في عهد عبد الملك بن مروان ، وقد صمم بناء القبة وأشرف عليه وأنجزه المهندسان رجاء بن حيوة البيساني وهو مسلم، ويزيد بن سلام المقدسي وهو مسيحي.
وتذكر كتب التاريخ، بأنه قد بدأ بناء الصخرة عام 685 ميلادية واستمر سبع سنين، وأنفق عليه خراج مصر كاملا ولمدة سبع سنين. أكثر من90% من مباني القدس أقيمت بأموال وأياد مصرية خبراء الآثار والمتخصصين الفلسطينيين أكدوا علي أن أكثر من 90% من الحجم الحقيقى للوجود المصرى فى خريطة القدس المحتلة بُنيت بأيدي مصرية، كما أكدوا أن حق مصر تاريخي بالقدس، وليست إسهامات مالية وفنية مصرية فى إعمار منطقة مقدسة لدى المصريين مسلمين كانوا أو أقباطًا.
أكد الخبراء، الذي وضحت شهاداتهم في أكثر من كتاب التاريخ وكذلك تقارير صحفية ابرزها تقرير للصحيفة الأهرام المصرية، بأنهم لا يستطيعوا أن يقولوا إن هذا البناء أو هذا السور بنى فى فترة معينة حقيقة لأن أسوار مدينة القدس قد أقيمت فى فترة المماليك، وتمت إعادة بنائها فى فترة العثمانيين. كذلك الأبنية التاريخية المملوكية والخانات والأسواق والتكايا أقيمت فى هذه الفترة، لكن تاريخ القدس هو مزيج من العناصر بدأت منذ فترة البيزنطيين وانتهاء بالفترة العثمانية. على سبيل المثال، أقيمت أسوار مدينة القدس في فترة المماليك وتمت إعادة بنائها في فترة العثمانيين، وهناك أيضًا مبانٍ تاريخية أخرى مثل الخانات والأسواق والتكايا التي أنشئت في هذه الفترة.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن جزءًا من كنيسة القيامة قد أقيم في فترة المماليك، وليست المساهمات المصرية في إعمار المنطقة المقدسة للمصريين المسلمين والأقباط مقتصرة على المساهمات المالية والفنية فحسب، بل تشمل أيضًا بناء مدارس مهمة مثل المدرسة القبطية في بيت حنينا.
تأتي مصر بدور هام في بناء وإعادة ترميم معالم بيت المقدس، وتاريخ مصر في هذا الصدد يمتد عبر العصور المختلفة، بناء مسجد قبة الصخرة وترميمه بأيدي مصرية يعد مثالًا بارزًا على الدور المهم الذي لعبته مصر في المساهمة في حفظ وصيانة هذا الموقع المقدس، هذا الدور لا يقتصر على الجانب المالي فحسب، ولكنه يشمل أيضًا الجوانب الفنية والثقافية والتعليمية.
تعتبر مصر حاليًا عضوًا فعالًا في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، والتي تعمل على حماية وصيانة المواقع التراثية في جميع أنحاء العالم، تتعاون مصر مع اليونسكو في جهود الحفاظ على مواقع التراث العالمي، بما في ذلك بيت المقدس والمعالم الأخرى في القدس، يتم تنفيذ مشاريع الترميم والصيانة بالتعاون بين خبراء مصريين ودوليين، وتستفيد من الخبرات والموارد المتاحة للمحافظة على هذه المواقع التاريخية الهامة.