التعاون الصيني - العربي الى أين؟
بقلم: محمود نفادى
يمتد التعاون الصيني - العربي لسنوات طويلة، الا ان تأسيس منتدى التعاون الصيني العربي- مر عليه حتى الآن 20 عاما حيث تأسس في عام 2004- ويتقدم المنتدى الى الامام بثبات في ظل تغير المجتمع الدولي والشرق الاوسط، بشكل غير مضبوط، مثل سفينة عملاقه تتحرك وسط الامواج العاتية.
ويعد تأسيس منتدى التعاون الصينى العربى، قرارا استراتيجيا اتخذته الصين وجامعة الدول العربية، بهدف تطوير العلاقات الصينية العربية على المدى الطويل.
فبعد ان وقعت هجمات الحادي عشر من سبتمبر في امريكا في بداية القرن الحادي والعشرين، اصبحت مكافحة الارهاب اولوية قصوى للدبلوماسية الامريكية، واصبح الشرق الاوسط ساحة المعركة الرئيسية، بالاضافة الى شن حربين ضد افغانستان والعراق، وقيام امريكا بالترويج لمشروع الشرق الاوسط الكبير الذي يسعى الى اجراء الاصلاحات الديمقراطية فى الشرق الاوسط على اساس القضاء على التربة المغذية للارهاب.
وقد تعرضت الدول العربية، بل والدول الاسلامية لضغوط كبيرة مما دفعها للسعي الى الحصول على دعم الدول الصديقة لتوسيع مجال المناورة الدبلوماسية.
وفي هذا الإطار، جاء تأسيس منتدى التعاون العربي الصيني ليكون محورا اساسيا للتنمية.
وقد واجهت الصين تحديات وفرصا في نفس الوقت كون الدول العربية جزءا مهما من الدول النامية، وأنشأت علاقات تعاونية ودية ومتبادلة المنفعة لارساء اساس الدبلوماسية الصينية.
ويعد المنتدى، مصلحة مشتركة للصين والدول العربية، حيث أنشأت الصين مع جامعة الدول العربية منتدى التعاون الصيني العربي لدفع العلاقات بين الجانبين، ولعل التطورات الاخيرة في منطقة الشرق الاوسط، خاصة حرب اسرائيل على غزة وتداعياتها، وكما شاهدنا في البحر الاحمر من تهديدات للملاحة الدولية، وايضا في سوريا والعراق، هنا، اصبحت الحاجة ملحة الى مزيد من العلاقات الوثيقة بين الدول العربية والصين، خاصة ان الصين تتخذ دائما المواقف الصحيحة والمؤيدة والداعمة للقضايا العربية، وفي مقدمتها القضة الفلسطينية. وقد ظهر مدى الترابط العربي الصيني في التعامل مع الحرب في غزة عند طرح هذه القضية في مجلس الامن ومساندة الصين للقرارات المطالبة بوقف اطلاق النار في غزة، الا ان الفيتو الامريكي والبريطاني افسد اي قرار لوقف هذا القتال.
وبلا شك، فان التعاون الصيني العربي يمثل حاليا ركيزة اساسية واستراتيجية للعلاقات العربية الصينية، وهو ما اكده لي الامين العام السابق لجامعة الدول العربية، عمرو موسى، قائلا ان ذلك يعد خطوة رائدة في طريق العلاقات الخارجية لجامعة الدول العربية، وان تاسيس منتدى التعاون الصينى العربي وتعيين مندوب مفوض للصين لدى جامعة الدول العربية رفع العلاقات الى مستوى جيد، مما يرجح استمرار هذا التعاون في الفتره المقبلة من خلال استراتيجية عربيه صينية تواجه التحديات الاقليمية والدولية.
وموقع "اتحاد العالم الاسلامي" يرحب بهذا المنتدى ويؤكد اهمية دعمه واستمراره لمزيد من القوة والتميز في العلاقات الاستراتيجية بين الصين والدول العربية.