حكايات من الترات.. تعرف علي قصة المسحراتي في مصر
تعد مهنة المسحراتى، أبرز عادات وتقاليد المصريين شهر رمضان الكريم، ورغم أنها فقدت الكثير من رونقها وشعبيتها فى السنوات الأخيرة، إلا أنها لا تزال مرتبطة بأذهان كبار السن أو الشباب من جيل الثمانينيات.
والمسحراتى لقب يطلق على الشخص الذى يتولى مهمة إيقاظ المسلمين فى ليالى شهر رمضان لتناول السحور، والمشهور عنه أنه يحمل طبلة أو مزمارا لإيقاظ الناس لتناول السحور قبل أذان الفجر.
ومع بداية سلسلة «حكايات من الترات» نقدم كل يوم عن أصل العادات والطقوس الدينية والاجتماعية خلال الشهر المبارك، اليوم نتحدث عن مهنة المسحراتى.
متي بدأت قصة المسحراتي
بدأت قصة المسحراتي في مصر منذ ما يقرب من 12 قرنا مضى وتحديدا عام 853م، وكان والي مصر العباسي إسحاق بن عقبة، أول من طاف شوارع القاهرة ليلا في رمضان لإيقاظ أهلها لتناول طعام السحور.
وكان أول مسحراتى فى العهد الإسلامى هو الصحابى الجليل بلال بن رباح، وكان بلال يجوب الطرقات ليلا لإيقاظ الناس للسحور، كما طلب منه النبى ضلى الله عليخ وسلم، وكان أول مؤذّن فى الإسلام ومعه ابن أم مكتوم، يقومان بمهمة إيقاظ الناس للسحور، وفقًا لما ذكرته مجلة اليمامة السعودية.
ظهرت مهنة المسحراتي، بشكل رسمى فى عهد الحاكم بأمر الله الفاطمى، حيث كان قد أصدر أمرا بأن ينام الناس مبكرا بعد صلاة التراويح، وكان جنوده يمرون على البيوت ويوقظون الناس لتناول السحور.
وتطورت تلك الظاهرة كما يصفها الكتاب على أيدى المصريين، الذين ابتكروا الطبلة التى يحملها المسحراتى ويدق عليها دقات منتظمة، وكانت تسمى "بازة" ثم تطورت إلى طبلة كبيرة أثناء تجوله فى الأحياء وهو يقول أشعارا شعبية وزجلا خاصا، ثم تطورت المهنة لتضم فريقا معهم طبلة برئاسة المسحراتى، يؤدون أهازيج خفيفة، يؤلفها الشعراء الشعبيون.
مهنة المسحراتي
وكادت مهنة المسحراتي تندثر في بلاد المحروسة، إلى أن جاء العصر المملوكي وتحديدا في عهد السلطان المملوكي الظاهر بيبرس، الذي عمل على إحيائها كتراث إسلامي.
ولتحقيق ذلك عيّن صغار علماء الدين، للدق على أبواب البيوت لإيقاظ أهلها للسحور، ومع التطور التكنولوجي وظهور التليفزيون والراديو اندثرت مهنة المسحراتي.
ومع مرور الوقت بدأت المهنة تطرق أبواب الفنانين والشعراء أمثال بيرم التونسي وفؤاد حداد والفنان الراحل سيد مكاوي، الذين تولوا مهمة نقل تلك الوظيفة إلى شاشة التليفزيون وميكروفون الإذاعة، مستخدمين أحدث التقنيات لإيقاظ الناس للسحور.