رمضان في جنوب أفريقيا.. طقوس ساحرة ومميزة
على الرغم من أن المسلمين في جنوب أفريقيا عدد قليل، حيث يمثلون 2٪ من إجمالي عدد السكان، إلا أن طقوس شهر رمضان في هذا البلد الأفريقي مميزة وساحرة نظرا للتنوع الكبير الذي تعيش فيه مكونات المجتمع هناك.
وتتميز طقوس شهر رمضان في جنوب أفريقيا بتنوعها الثقافي والاجتماعي، حيث يشارك في الصوم والعبادة المسلمون من مختلف الخلفيات العرقية والثقافية. خلال هذا الشهر الفضيل، يتم تنظيم مجموعة متنوعة من الفعاليات والأنشطة التي تعكس تراث وثقافة المسلمين في البلاد.
وتحرص الجالية الإسلامية في جنوب أفريقيا على إحياء المظاهر الرمضانية في البلاد، ويوجد حوالي 500 مسجد و408 معاهد تعليمية للدراسات الإسلامية، وكذلك كلية العلوم الإسلامية، حيث تتبارى في عقد الخطب الدينية عن الدين الإسلامي، والحديث عن فضائل الشهر الكريم.
وكسائر بلاد المسلمين فإن المساجد تكنظ بالمصلين في شهر رمضان إلى جانب الحرص على الاستماع إلى الدروس الدينية، ويعتبرون اللون الأخضر محببًا في الإسلام، لذا تضاء المساجد من الخارج خلال الشهر الكريم بهذا اللون لإعطائها هالة من القدسية، وأشهرها مسجد “نظامي” أو “نيزامي”.
ومن الطقوس الرمضانية في جنوب أفريقيا زيارة قبور الموتى والدعاء لهم في طقس يمنحهم العظة، وفي نفس الوقت يمنحون الأنس لموتاهم ويتذكرونهم.
وتعمل المنظمات الإسلامية في جنوب أفريقيا على إبراز شهر رمضان كموعد سنوي للخير والمودة والرحمة بتوزيع المساعدات الإنسانية على الفقراء، والبحث عن المحتاجين، وأهم تلك المنظمات “لجنة مسلمي أفريقيا” و”لجنة هلال الرجاء”، بالإضافة إلى الجمعية الطبية الإسلامية، وما يميز هذه الجماعات أنها تقدم مساعداتها لكل المحتاجين سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين.
وتبث الإذاعة في جنوب أفريقيا كل عام صلاة العشاء والتراويح في الولايات التي يكثر فيها المسلمون، مثل: إذاعة الأنصار في ديربان، وإذاعة إسلام في جوهانسبرج، وإذاعة 786 في كيب تاون.
وبعد صلاة المغرب، تتزين المساجد والمنازل بالإضاءات والزينة، ويشترك المسلمون في الصلاة والذكر والدعاء خلال ليالي العشر الأواخر من رمضان، متطلعين للوقوف ليلة القدر.
بهذه الطريقة، تعكس طقوس شهر رمضان في جنوب أفريقيا التلاحم والتعايش السلمي بين مختلف الثقافات والأعراق في البلاد، مع الحفاظ على القيم والتقاليد الإسلامية.