هل من توفي في رمضان سيدخل الجنة بغير حساب؟
يعدُّ شهر رمضان الكريم فترةً مميزةً في حياة المسلمين، حيث يُفتح فيها باب الرحمة والغفران والثواب العظيم من الله، وفي إطار هذا السياق وصل إلى دار الإفتاء سؤالٌ يتعلق بمصير المسلم الذي يتوفى في شهر رمضان، حيث يتساءل السائل عما إذا كان سيدخل الجنة بغير حساب.
وجاء رد الدار على هذا السؤال، انه يجب نتذكر أن الموت على طاعة الله تعالى يعتبر سببًا لحصول حسن الخاتمة ودخول الجنة، وقد أنعم الله علينا بشهر رمضان الذي يمنح المسلم فرصةً للتقرب إلى الله من خلال الصيام والقيام والصدقة وتلاوة القرآن وغيرها من الطاعات، يُروى عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إذا كانت أول ليلة من رمضان، صفدت الشياطين ومردة الجن، وغلقت أبواب النار ولم يفتح منها باب، وفُتحت أبواب الجنة ولم يُغلق منها باب، ونُودي منادٍ: يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار، وذلك في كل ليلة"، وهذا الحديث مروي في سنن ابن ماجه.
ومن السنة النبوية أيضًا، نجد أحاديث تثبت أن صيام شهر رمضان وإخلاص النية لله يعدان سببًا لمغفرة الذنوب، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفِرَ له ما تقدم من ذنبه"، وهذا الحديث مروي في صحيح البخاري.
وتابعت الإفتاء، أن مغفرة الذنوب والموت على طاعة الله تعالى يعتبران سببا لحصول حسن الخاتمة ودخول الجنة، ووفقا للأدلة الشرعية، يمكن أن نفهم أن المسلم الذي يتوفى في شهر رمضان وهو يمارس العبادات ويسعى للتقرب إلى الله، فإنه لديه فرصة كبيرة لدخول الجنة بغير حساب وبتوفيق من الله.
ولكن علينا أن نتذكر أن الدخول إلى الجنة ليس مجرد مسألة توقيت، بل يتعلق بالإيمان والأعمال الصالحة، يجب على المسلم أن يسعى دائمًا للتقرب إلى الله والعمل على تحسين نفسه واجتناب المعاصي، بغض النظر عن الوقت الذي يتوفى فيه.
في الختام، شددت دار الإفتاء على المسلمين أن يستغلوا شهر رمضان الكريم بأفضل طريقة ممكنة، وأن يكثروا من العبادات والطاعات والأعمال الصالحة، وعليهم أن يثقوا برحمة الله وأن يتوكلوا عليه فيما يخص مصيرهم الأبدي، فالله هو العليم الحكيم وهو الذي يقرر من يدخل الجنة ومن يعاقب في الآخرة، وإنما يكون ذلك بحسب مشيئته ورحمته.