الأسيرات الفلسطينيات في سجن الدامون: بين معاناة الاحتلال وتجاهل العالم في شهر رمضان
في ظل الاحتلال الإسرائيلي القاسي والمستمر، يعيش الأسرى الفلسطينيون والأسيرات في ظروف صعبة ومأساوية داخل سجون الاحتلال، وفي شهر رمضان المبارك، يتفاقم وضع الأسيرات في سجن الدامون، حيث يستمر الإهمال والتجاهل الإسرائيلي تجاههن، وتتفاقم معاناتهن في محاولة للتحديق بشمس الحرية والعدالة.
يحمل شهر رمضان في فلسطين وقعًا خاصًا، إذ يعيش الشعب الفلسطيني تحت وطأة العدوان الإسرائيلي المستمر، وهذا العام استثناءً، فتواصل الهجمات الإسرائيلية الغاشمة على قطاع غزة للشهر السادس على التوالي، مما عمّق معاناة الأسيرات في سجن الدامون وأفقدهن فرحة الشهر الكريم.
داخل أروقة سجن الدامون، يستمر الأسيرات في مواجهة ظروف قاسية وصعبة، حيث يواصل الاحتلال الإسرائيلي مسلسل الإهمال والاستهتار بصحة وحياة الأسيرات، ولم تشهد الشهور السابقة أي تحسن في المعاملة الإنسانية المقدمة لهن، وما يزيد من معاناتهن والاستمرار في التجاهل حتى في شهر رمضان المبارك.
صادرت شهادات مؤثرة من داخل سجن الدامون تكشف عن حجم الإهمال والتجاهل الذي يتعرضن له الأسيرات الفلسطينيات، حيث يضطرن لوضع المياه في أوعية لفترة طويلة حتى تترسب الأوساخ في الأسفل ويستطعن شربها.
تؤكد هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني أن ظروف احتجاز الأسيرات في سجن الدامون تشكل امتدادًا لمعاناتهن منذ لحظة الاعتقال وفي سجون أخرى، وتقديم طعام سيئ يفتقر إلى القيمة الغذائية اللازمة ونقص الرعاية الصحية هي أمور تزيد من معاناة الأسيرات خلال شهر رمضان.
وفي بيان صادر عن الهيئة الأسرى أشارت إلى أن السلطات الإسرائيلية تحتجز أكثر من 51 فلسطينية من قطاع غزة في سجن الدامون، الذي يقع في الكرمل شمالي الأراضي المحتلة، ورغم أن هناك عددًا أعلى من الأسيرات الفلسطينيات من غزة في الاعتقال، إلا أن المعلومات المتاحة تتعلق بالأسيرات المحتجزات في سجن الدامون فقط، وتشير التقارير إلى أن الأسيرات يتعرضن لعمليات تنكيل وإذلال مستمرة، ويحتجزن في ظروف مأساوية.
وذكرت الهيئة أن الأسيرات مع بداية شهر رمضان يتم إحضار لهن ثلاث وجبات وتقوم الأسيرات بحفظ الطعام لوقت الإفطار ويتم تقسيمها على الإفطار والسحور رغم كميتها المحدودة.
وفي وقت سابق قالت هيئة الأسرى، إن إدارة سجون الاحتلال قامت منذ اليوم الأول لأحداث غزة، بالهجوم على غرف المعتقلات وعزلهن، كما أغلقت الكانتين، وقلصت ساعات الاستحمام، وعزلت المعتقلات عن العالم الخارجي، ومنعت زيارة الأهل او الاتصال بهم، كما اوقفت زيارة المحامين، وسحبت كافة الأجهزة الكهربائية والراديو والتلفاز
وتواجه المعتقلات في سجن الدامون وكافة المعتقلين في غزة صعوبة في الحصول على معلومات دقيقة حول أعدادهم وأماكن احتجازهم وأوضاعهم الصحية، فالاحتلال الإسرائيلي يواصل ممارسة جريمة الإخفاء القسري بحقهن، ويمنع الجهات القانونية والمؤسسات الحقوقية من زيارتهن والاطلاع على أحوالهن، هذا يزيد من تجاهل معاناتهن وتفاقم الانتهاكات التي يتعرضن لها.
تستمر معاناة الأسيرات الفلسطينيات في سجن الدامون بشكل متواصل، حيث يتعرضن للتعذيب الجسدي والنفسي، والإهمال الطبي، والعزل الانفرادي، والتهديدات، يتم احتجاز الأسيرات في زنازين ضيقة وقذرة، وتفتقر إلى الظروف الصحية اللائقة، مما يؤثر على صحتهن العامة ويعرضهن للأمراض والإصابات.
كما تعاني الأسيرات في سجن الدامون من الإهمال الطبي، حيث يتم رفض تقديم الرعاية الطبية اللازمة لهن، يتعرضن للمرض والإصابات دون أن يحصلن على العلاج الكافي، وتتسبب الظروف السيئة في تفاقم حالتهن الصحية.