أطفال فلسطين بين أنقاض الحرب.. دعوات دولية عاجلة لحمايتهم في يومهم العالمي
في ذكرى اليوم العالمي للطفل الذي يصادف 20 نوفمبر من كل عام، طالبت وزارات ومؤسسات فلسطينية بضرورة توفير حماية عاجلة للأطفال الفلسطينيين الذين يتعرضون لانتهاكات متواصلة من قبل الاحتلال الإسرائيلي، محملين المجتمع الدولي مسؤولية التحرك الفوري لتوفير الحماية اللازمة.
وزارة الخارجية الفلسطينية: ضرورة حماية أطفال فلسطين دولياً
في بيان لها، شددت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية على أهمية عدم استثناء أطفال فلسطين من الحماية الدولية، محذرة من أن الأطفال في الأراضي الفلسطينية يعانون أوضاعًا إنسانية كارثية. وأشارت الوزارة إلى أن الاحتلال الإسرائيلي ينتهك أبسط حقوق الأطفال الفلسطينية، وعلى رأسها الحق في الحياة، مؤكدة أن المجازر التي ترتكب بحقهم في قطاع غزة تتزايد، حيث استشهد المئات من الأطفال جراء القصف الإسرائيلي العشوائي.
واستعرضت الوزارة الأوضاع المأساوية التي يعاني منها أطفال غزة، إذ يعيشون في نقص حاد في الغذاء والمياه الصالحة للشرب، بينما يتعرض الأطفال في الضفة الغربية للاعتقال والمحاكمات العسكرية. وأكدت الوزارة أن 85% من الأطفال المعتقلين يتعرضون للاحتجاز بأيدي مكبلة وأعين معصوبة، ما يشكل انتهاكًا صارخًا لاتفاقية حقوق الطفل الدولية.
المجلس الوطني الفلسطيني: الأطفال في غزة يدفعون ثمن العدوان المستمر
من جانبه، وصف المجلس الوطني الفلسطيني ما يحدث للأطفال في قطاع غزة بأنه إبادة جماعية تستهدف الأطفال بشكل خاص، جراء العدوان الإسرائيلي الذي بدأ في 7 أكتوبر 2023. وأوضح المجلس أن الأطفال في غزة لا يتعرضون فقط للقتل جراء القصف، بل يعانون أيضًا من الجوع والعطش والأمراض بسبب الحصار المفروض على القطاع. ولفت إلى أن الآلاف من الأطفال أصبحوا أيتامًا جراء القتل والدمار المستمر.
وطالب المجلس المنظمات الدولية والدول الأعضاء في الأمم المتحدة باتخاذ إجراءات فورية لإغاثة الأطفال الفلسطينيين وتوفير الخدمات الطبية والإنسانية لهم، مؤكدًا أن العالم يجب أن يتحمل مسؤولياته الأخلاقية والقانونية لوقف المجزرة بحق الأطفال الفلسطينيين.
مركز "شمس" لحقوق الإنسان: مأساة الطفولة الفلسطينية تحت الاحتلال
في السياق نفسه، قال مركز إعلام حقوق الإنسان والديمقراطية "شمس" إن الأطفال الفلسطينيين يعيشون تحت وطأة احتلال طويل الأمد، ما يؤدي إلى تعرضهم لانتهاكات جسيمة بحقوقهم الأساسية. وأوضح المركز أن العدوان الإسرائيلي لم يقتصر على القتل، بل شمل أيضًا الاعتقال والتهجير القسري، لافتًا إلى أن قصص أطفال فلسطين في قطاع غزة والأراضي المحتلة توضح مدى المأساة الإنسانية التي يعيشها هؤلاء الأطفال يوميًا.
وأعرب المركز عن قلقه من الوضع الصحي المتدهور في غزة، مشيرًا إلى انتشار الأوبئة والأمراض نتيجة نقص الرعاية الصحية، في ظل انهيار النظام الصحي، وارتفاع معدلات التسمم بسبب قلة المياه النظيفة. وأكد أن الاحتلال الإسرائيلي يواصل استهداف الأطفال بشكل منظم، ما يشكل وصمة عار على جبين المجتمع الدولي، خاصة في ظل الصمت الدولي تجاه هذه الجرائم.
دعوات للتحرك الدولي: مسؤولية المجتمع الدولي في حماية الأطفال
في ختام بياناتهم، طالب كل من وزارة الخارجية الفلسطينية، المجلس الوطني الفلسطيني، ومركز "شمس" لحقوق الإنسان المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لوقف استهداف الأطفال الفلسطينيين. وأكدوا على ضرورة محاسبة الاحتلال الإسرائيلي على انتهاكاته الجسيمة لحقوق الأطفال، داعين إلى تفعيل آليات الحماية الدولية لضمان حياة آمنة للأطفال الفلسطينيين بعيدًا عن آلة الحرب الإسرائيلية.
كما طالبوا مجلس الأمن الدولي والدول الأعضاء في الأمم المتحدة بـ تحمل مسؤولياتهم الإنسانية والأخلاقية، والضغط على الاحتلال الإسرائيلي لوقف العدوان المستمر وتوفير الحماية للأطفال الفلسطينيين وفقًا للمواثيق الدولية، وعلى رأسها اتفاقية حقوق الطفل.
مع استمرار الأوضاع المأساوية التي يعيشها أطفال فلسطين، يبقى الصمت الدولي والتحركات البطيئة في مواجهة هذه الجرائم مصدرًا للغضب، في وقت يحتاج فيه الأطفال الفلسطينيون إلى حماية عاجلة وفورية.