لماذا يعد انهيار جسر بالتيمور حدثا غير عادي في أمريكا؟
من بالتيمور الأمريكية إلى العالم: تداعيات انهيار جسر على سلاسل التوريد وتجارة السيارات
هزّت كارثةٌ مدينة بالتيمور الأمريكية، حيث انهار جسر فرنسيس سكوت كي، أحد أهمّ الطرق الرابطة بين نيويورك وواشنطن. وخلّف هذا الحادث المأساوي ضحايا ومفقودين، وأغلق ميناءً رئيسيًا على الساحل الشرقي، ممّا أدى إلى اضطراباتٍ كبيرة في سلاسل التوريد وتهديدٍ للاقتصاد الأمريكي.
ولم تقتصر آثار هذه الكارثة على الخسائر البشرية والمادية، بل امتدت لتشمل جوانب نفسية واجتماعية، حيث خلّفت شعورًا بالخوف والقلق لدى سكان المدينة، وأثارت تساؤلات حول سلامة البنية التحتية في الولايات المتحدة.
في هذا التقرير، نسلط الضوء على، تفاصيل انهيار جسر فرنسيس سكوت كي، الضحايا والأضرار المادية التي خلفها الحادث، تأثير الكارثة على سلاسل التوريد والاقتصاد الأمريكي، الجهود المبذولة لإعادة بناء الجسر ومساعدة الضحايا، التداعيات النفسية والاجتماعية للكارثة.
فقد قال وزير النقل الأمريكي بيت بوتيجيج، أول أمس، إن انهيار جسر بالتيمور على الساحل الشرقي للولايات المتحدة سيكون له تأثير خطير على سلاسل التوريد.
وصرح بوتيجيج في مؤتمر صحفي قائلا: "ليس هناك شك في أن هذا سيكون له تأثير كبير وطويل الأمد على سلاسل التوريد. ومن السابق لأوانه تقديم تقديرات بشأن ما سيستغرقه الأمر لتطهير القناة وإعادة فتح الميناء".
وأضاف وزير النقل أن الطريق إلى التعافي وإعادة البناء في أعقاب انهيار الجسر" لن يكون سريعا"، وسيكون مكلفا بالتأكيد.
إعلان حالة الطوارئ
أعلن حاكم ولاية ماريلاند حالة الطوارئ، أول من امس الثلاثاء، إثر انهيار جسر في بالتيمور تسبب في سقوط سيارات ونحو 20 شخصا في الماء.
وصرّح الحاكم ويس مور عبر منصة إكس "أعلنتُ حالة الطوارئ في ماريلاند ونعمل مع طاقم مؤلّف من عدّة وكالات على إيفاد الموارد الفيدرالية من إدارة بايدن بسرعة".
وتبحث طواقم الإسعاف عن سبعة أشخاص على الأقلّ في المياه في موقع الحادث، مستعينة بمسيّرات ومروحيات وغوّاصين.
وأظهرت تسجيلات لكاميرات المراقبة ناقلة حاويات تصطدم بإحدى ركائز جسر فرنسيس سكوت كي، مما تسبب بانهياره في النهر مع جزء كبير من هيكله المعدني.
بداية الواقعة:
اصطدمت سفينة شحن ضخمة بالجسر في أثناء إبحارها من بالتيمور في الساعات الأولى من صباح الثلاثاء، مما أدى إلى سقوط سيارات وأشخاص في النهر أدناه وإغلاق أحد أكثر الموانئ ازدحاما على الساحل الشرقي للولايات المتحدة.
انتشل أفراد الإنقاذ اثنين من الناجين، لا يزال أحدهما في المستشفى، ويواصلون عمليات البحث عن مزيد من الضحايا في نهر باتابسكو بعد انهيار جسر فرنسيس سكوت كي البالغ طوله 2.57 كيلومتر في المياه.
أبلغت السفينة عن مشكلة في الطاقة قبل الاصطدام، مما مكن المسؤولين من إيقاف حركة المرور على الجسر قبل الانهيار.
قال حاكم ولاية ماريلاند ويس مور في مؤتمر صحفي: " إن المسؤولين أبطال بعد أن استطاعوا منع السيارات من الصعود على الجسر. أنقذوا أرواحا الليلة الماضية". وأن الجسر كان متوافقا مع تعليمات البرمجة الخاصة به ولم تظهر في هيكله أي مشكلة معروفة.
قال المسؤولون إنه لا يوجد دليل على أن الحادث وقع نتيجة ارتكاب جريمة.
قال بول ويديفيلد مسؤول النقل بالولاية إن ثمانية أشخاص كانوا على الجسر وقت الاصطدام وما زال ستة في عداد المفقودين، وذلك بعد ساعات من الحادث الذي أدى إلى إغلاق أحد أكثر الموانئ ازدحاما في الولايات المتحدة.
وذكرت هيئة موانئ سنغافورة أن شركة سينرجي مارين التي تدير السفينة دالي البالغ طولها 288.95 متر أبلغت بأن السفينة تعرضت لفقدان مؤقت للدفع وأسقطت معدات الرسو في المياه ضمن إجراءات الطوارئ قبل اصطدامها بالجسر.
قال مدير شركة سينرجي إن السفينة دالي التي ترفع علم سنغافورة والمملوكة لشركة جريس أوشن اصطدمت بأحد أعمدة الجسر. وأنه لم يُفقد أي من أفراد الطاقم البالغ عددهم 22.
عُلقت حركة السفن في ميناء بالتيمور حتى إشعار آخر، وهو أكثر الموانئ الأميركية ازدحاما بشحنات السيارات، إذ تعامل وفقا لبيانات الميناء مع أكثر من 750 ألف مركبة في العام 2022.
ومن ناحيته صرح الرئيس الأمريكي جو بايدن إن التركيز الأساسي لا يزال ينصب على عملية البحث والإنقاذ. وتعهد بزيارة بالتيمور في أقرب وقت ممكن، وقال إنه يريد أن تدفع الحكومة الاتحادية تكاليف إعادة بناء الجسر.
وجسر فرنسيس سكوت كي هو الطريق الرئيسي الرابط بين نيويورك وواشنطن لمن يريد تجنب وسط مدينة بالتيمور، وهو واحد من ثلاثة طرق لعبور ميناء بالتيمور، وتمر عليه 31 ألف سيارة يوميا أو 11.3 مليون مركبة سنويا.