اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارون مدير التحرير التنفيذي محمد سلامة
ملتقى السيرة النبوية بالجامع الأزهر: الاصطفاء سنة من سنن الله في كونه ما حكم قراءة القرآن مصحوبا بموسيقى؟.. الإفتاء تجيب بعد إقامة الاحت.لال قواعد عسكرية في غ.زة.. مرصد الأزهر: أهدافه ”الغير معلنة” كشّرت عن أنيابها التنظيم والإدارة يعلن عن وظائف خالية بالأوقاف المصرية.. (الشروط ورابط التقديم) وزير الأوقاف المصري يوجه رسالة مهمة للمتقدمين لوظائف الأئمة الأحد المقبل.. انطلاق الملتقى الأول للتفسير القرآني بالجامع الأزهر الاثنين المقبل.. «الأوقاف المصرية» تعقد 100 ندوة علمية حول «جريمة الفتوى بغير علم» غدا.. الأوقاف المصرية تطلق برنامج ”لقاء الجمعة للأطفال” بالمساجد الكبرى مرصد الأزهر يكشف ما يعول عليه تنظيم د.ا.عش مستقبلا «الأوقاف المصرية» تضع خطة شاملة لتطوير الدعوة ومواجهة التطرف في شمال سيناء كيف نميز بين وسوسة الشيطان ودعوة النفس؟.. الدكتور علي جمعة يوضح مفتي الديار المصرية: تجديد الخطاب الديني هدفه استيعاب الواقع المتجدد برؤية حكيمة

آسيا الوسطي ودورها في احتضان داعش.. هل طاجستان بيئة خصبة لـ”الإرهاب”؟

طاجستان- أرشيفية
طاجستان- أرشيفية

بعد الهجوم الإرهابي في روسيا والقبض على المتهمين ومعرفة جنسياتهم اتجهت الأنظار إلى طاجستان الدولة القابعة على الحدود الجنوبية لروسيا التي أصبحت تتأرجح بين الجماعات الإرهابية ومحاولات الحكومة لفرض السيطرة.

وكانت البداية عندما اقتحم أربعة مسلحين مجمع كروكوس في ضاحية العاصمة الروسية وفتحوا النار على الناس وأضرموا النار في المبنى. وبحسب آخر البيانات بلغ عدد ضحايا الهجوم الإرهابي 144 شخصاً ونحو 200 جريح لا يزال 80 منهم في المستشفيات.

في اليوم التالي للهجوم الإرهابي أبلغ مدير جهاز الأمن الفيدرالي الروسي (الاستخبارات) ألكسندر بورتنيكوف الرئيس فلاديمير بوتين أنه اعتُقل 11 شخصاً غالبيتهم يحملون جوازات سفر طاجيكية، من بينهم أربعة مشاركين مباشرين في الهجوم.

ثم بعد يومين، بدأت محكمة باسماني إجراءات محاكمة أربعة متهمين في القضية، وهؤلاء هم: داليرغون باروتوفيتش ميرزويف، وسيدكرامي مورودالي راشاباليزودا، ومحمد سوبير فايزوف، وشمس الدين فريدوني، وجميعهم يواجهون عقوبة تصل إلى السجن مدى الحياة.

بدورها، قالت وزارة الخارجية الروسية، في بيان لها، نهاية الشهر الماضي، إن إجراءات التحقيق أظهرت أن مسار الهجوم على قاعة مدينة كروكوس والهجمات الإرهابية الأخرى في الاتحاد الروسي تشير إلى تورط أوكرانيا، موضحة أن موسكو طالبت كييف باعتقال وتسليم جميع المتورطين.

منفذي عملية كروكوس الإرهابية

مطلب روسي

وفي هذا الصدد، نقلت وزارة الخارجية الروسية إلى السلطات الأوكرانية مطالبها، في إطار الاتفاقية الدولية لقمع الهجمات الإرهابية والاتفاقية الدولية لقمع تمويل الإرهاب، بالاعتقال الفوري وتسليم جميع الأشخاص الذين تم اعتقالهم فوراً، وفقا لما نشرته صحيفة إندبيندنت عربية

ومن بين هذه المطالب اعتقال رئيس جهاز أمن الدولة فاسيلي ماليوك الذي اعترف بسخرية في 25 مارس 2024 بأن أوكرانيا نظمت تفجير جسر القرم في أكتوبر 2022. وكشف تفاصيل تنظيم هجمات إرهابية أخرى في الاتحاد الروسي.

وفي الوقت الذي نفت فيه أوكرانيا تورطها في الهجوم على قاعة الحفلات الموسيقية الروسية، وجهدت الولايات المتحدة وبريطانيا لتبرئتها من التورط في هذه العملية الإرهابية، تصر القيادات الروسية على أن كييف استخدمت أصوليين إسلاميين متطرفين لشن هذا الهجوم الإرهابي، على رغم انتقال محققيها إلى طاجكستان الدولة الفقيرة الواقعة في آسيا الوسطى للكشف عن مزيد من الخيوط والخلايا الإرهابية النائمة والكامنة في هذا البلد المجاور لأفغانستان، الذي يدين معظم سكانه بالإسلام على المذهب الحنفي.

إرهاب في روسيا واعتقالات في طاجكستان

غداة العملية الإرهابية الدموية في موسكو، أعلن مصدر أمني طاجيكي أنه في إطار التعاون مع الأمن الفيدرالي الروسي اعتقل تسعة أشخاص في إحدى ضواحي العاصمة دوشنبه، بتهمة ارتباطهم بمنفذي هجوم "كروكوس" الإرهابي. وقال إن المعتقلين يواجهون أيضاً تهماً تتعلق بصلتهم بتنظيم "داعش" الإرهابي.

من جهتها، نقلت قناة "آر تي" التلفزيونية الروسية عن مصدر قوله إن من بين المعتقلين في طاجكستان أقارب أحد المهاجمين على قاعة "كروكوس" داليرغون ميرزويف وأصدقاؤهم.

وعلى رغم ذلك، أعلن رئيس جهاز الأمن الفيدرالي الروسي ألكسندر بورتنيكوف أن التحقيق الأولي يشير إلى وقوف الولايات المتحدة وبريطانيا وأوكرانيا وراء الهجوم.

وأكد مصدر في الهيئات الأمنية الطاجيكية أنه تم فور ارتكاب العمل الإرهابي في موسكو التحقيق في دوشنبه مع أقارب منفذي هجوم "كروكوس" وأخذ إفاداتهم، مشدداً على أن سير التحقيق مع أقارب المجرمين، يخضع لإشراف شخصي من رئيس طاجكستان إمام علي رحمون، وهو يتلقى يومياً جميع المعلومات حول سير العمل والتدابير المتبعة خلال التحقيق الجاري في دوشنبه حول هجوم كروكوس الإرهابي.

ويبدو أن مخططات المتطرفين لتنفيذ عمليات في روسيا لا تقتصر على المهاجرين الآتين من طاجكستان، بل تمتد لتشمل متطرفين روساً يعيشون في القوقاز، إذ أعلنت لجنة مكافحة الإرهاب الروسية نهاية مارس الماضي، عن اعتقال ثلاثة مسلحين بعملية أمنية خاصة في مدينة كاسبيسك بداغستان.

عملية كروكوس الارهابية

جذور الحركات الأصولية في طاجكستان

تنشط "الحركة الإسلامية" والمجموعات الأصولية المتطرفة في طاجكستان الجمهورية السوفياتية السابقة منذ استقلالها عام 1991، أي قبل تأسيس تنظيمي "القاعدة" و"داعش" وظهورهما إلى حيز الوجود، وبدأ نشاط خلاياها الأولى في منطقة أسفرة المتاخمة لأوزبكستان، ثم انتشر بقوة إلى باقي أقاليم ومحافظات طاجكستان.

ومع أن عدد الإجراءات القانونية ضد أنصار المنظمات والحركات الدينية المحظورة في البلاد زاد 10 أضعاف في السنوات الأخيرة، إلا أن هذا لم يقض عليها ولم يؤثر كثيراً على نشاطها السري.

وبحسب مكتب المدعي العام، جرى فتح 196 قضية جنائية العام الماضي ضد مشتبه في انضمامهم إلى الجماعات الإرهابية والمتطرفة وتورطهم في عمليات خارج البلاد.

تنظيمات عنقودية سرية

تعترف المحكمة العليا في طاجكستان بأنه منذ بدء السلطات بملاحقة الجماعات الأصولية المتطرفة، كان جميع المتهمين بالانضمام إلى حركات أصولية متطرفة في البلاد من مواطني طاجكستان، وأن التهم التي وجهت إليهم كانت تنظيم جماعات متطرفة محظورة في البلاد والمشاركة فيها.

كما أن تشديد السلطات الإجراءات الأمنية بسبب المخاوف من الهرب وكثرة عدد المتهمين خلال السنوات الأخيرة، لم يسفر عن التعرف إلى القيادات التي تقف وراء هذه الجماعات وتنظيمها وتمويلها.

وتقول المحكمة، "يعترف المتهمون أنفسهم جزئياً بذنبهم، ولا ينكرون أنه تم تجنيدهم في أحد التنظيمات السرية، لكنهم، بحسب قولهم، لم يعرفوا حتى لحظة اعتقالهم أي تنظيم ينتمون إليه".

إضافة إلى ذلك، لم يكن لديهم معلومات حول الأشخاص الذين تعاونون معهم. ولم يعلم المتهمون أن هؤلاء كانوا نشطاء في حركة محظورة في طاجكستان إلا أثناء التحقيق.

وتتميز منطقة أسفرة في طاجكستان، حيث ينحدر المتهمون، بالتدين العالي منذ العهد السوفياتي. علاوة على أن الجيوب الطاجيكية الموجودة في هذه المنطقة بعيدة عن المناطق الوسطى من الجمهورية، ومن المستحيل عملياً السيطرة على المناطق الجبلية التي يصعب الوصول إليها من قبل السلطات.

القوة لا تساعد

إن تكثيف الحركات الدينية المتطرفة السرية في طاجكستان، وسلسلة من الهجمات الإرهابية التي يرتكبها ، كل هذا يسبب قلقاً شديداً للسلطات الطاجيكية.

ومع ذلك، فإن اللجوء إلى الحلول العسكرية للمشكلة لم يحقق نتائج ملموسة بعد، بل على العكس من ذلك، فإن هذا لا يؤدي إلا إلى تعزيز المشاعر المتطرفة بين الجزء الديني من سكان البلاد.

ويجد المتخصصون صعوبة في الإجابة على مدى انتشار الحركات الإسلامية المتطرفة في آسيا الوسطى. وتعمل معظم هذه المجموعات تحت الأرض، ويقدر عدد مقاتلي "الحركة الإسلامية" في طاجكستان بثلاثة آلاف مقاتل.

ويعتقد المحللون أن مثل هذه الجماعات لا يمكن أن تشكل تهديداً أمنياً خطراً لدول المنطقة، لكن الناشطين الدينيين يمكنهم الاستفادة من الأخطاء التي ترتكبها حكومات هذه الدول.

ويقول المحلل بارفيز مولوغونوف إنه "من المستحيل القيام بثورة إسلامية تحت الأرض، لكن الجماعات المتطرفة يمكنها الاستفادة من الوضع، وذلك بفضل تنظيمها وتوافر الأموال. على سبيل المثال، المحاكمة الأخيرة. لا أعتقد أن المتهمين هم إسلاميون متحمسون".

وتابع، "لقد انتهى الأمر بعديد منهم من طريق الخطأ في هذه المنظمات. لا يمكنك الحكم على المنظمين والمشاركين على حد سواء".

وفي الوقت نفسه أصبح تأثير الإسلام ملحوظاً بشكل متزايد في المجتمع الطاجيكي. وتكثفت عملية الأسلمة، لكن كثيرين يعتبرون هذه الظاهرة عملية طبيعية لجميع الجمهوريات الآسيوية السوفياتية السابقة.

إرهابيين - أرشيفية

أسلمة ثابتة

في الوقت نفسه، فإن رجال الدين المسلمين الرسميين، الذين تسيطر عليهم السلطات، لا يتمتعون بشعبية، بخاصة بين الشباب، على عكس رجال الدين الشباب الذين تلقوا تعليمهم في الدول الشرقية.

وتحاول السلطات الطاجيكية السيطرة على خريجي الجامعات الإسلامية الأجنبية العائدين إلى وطنهم بعد التخرج. وفي العاصمة دوشنبه، يعتقد أن عدداً من المراكز الإسلامية لها توجهات متطرفة.

وفي آسيا الوسطى، هناك تضارب ملحوظ في المصالح بين روسيا والولايات المتحدة وباكستان والهند. على سبيل المثال، تعمل باكستان على تطوير مفهوم (العمق الاستراتيجي)، الذي بموجبه ينبغي للدول الإسلامية في آسيا الوسطى أن تصبح عمقاً استراتيجياً لصراع باكستان من أجل جامو وكشمير".

ووفقاً للمتخصصين، فإن لدى السلطات أسباباً للخوف من أن تصبح الجماعات الإسلامية أكثر نشاطاً عندما يعود العمال المهاجرون إلى دول آسيا الوسطى.

ومع ذلك، فإن المراقبين واثقون من أن الحل العسكري والبوليسي للمشكلة والحظر الصارم من جانب السلطات لن يحقق النتائج المرجوة، بل لن يؤدي إلا إلى تفاقم الوضع وتعزيز المشاعر المتطرفة في المجتمع.

بؤر التطرف والصراع الدولي

كتبت صحيفة "نيويورك تايمز" ووكالة "رويترز" بعد الهجوم مباشرة في موسكو أن تنظيم "داعش" الإرهابي المحظور في روسيا أعلن مسؤوليته عن الهجوم على قاعة مدينة كروكوس، لكن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، رد على ذلك قائلاً، إن رواية تورط هذه المنظمة في الهجوم "ملائمة للغرب".

وتعتقد الاستخبارات الغربية أن كثيراً من المهاجرين المعتنقين للأفكار الراديكالية دخلوا أوروبا عبر أوكرانيا، بحسب ما أشارت صحيفة "Heute" النمسوية في إطار تغطيتها لهجوم "كروكوس" الإرهابي في روسيا.

وقالت الصحيفة إن هذا الاستنتاج يتوافق أيضاً مع نتائج تحقيقات الشرطة مع المشتبه بتورطهم في الإرهاب في فيينا، الذين اعتقلوا صباح 23 ديسمبر 2023، في ملجأ للاجئين في شارع تالياشتراسه.

وذكرت الصحيفة أنه وفقاً للمعلومات المتوفرة، خطط مواطن طاجيكي يبلغ من العمر 28 سنة مع زوجته وشريك لهما قبض عليه في ألمانيا، لهجوم على كاتدرائية القديس إسطيفانوس في فيينا باستخدام المتفجرات وبنادق كلاشينكوف.

وكان الزوجان وصلا إلى الاتحاد الأوروبي قادمين من أوكرانيا في فبراير 2022، وتمكنت أجهزة الاستخبارات الألمانية من اعتراض رسائل مشبوهة في محادثاتهما على شبكات التواصل الاجتماعي، تضمنت أدلة ملموسة على خطط لشن هجمات إرهابية على مدن أوروبية كبرى باسم تنظيم "داعش ولاية خراسان"، وهي ذات الجماعة التي أعلنت مسؤوليتها عن هجوم "كروكوس" الإرهابي بضواحي موسكو، الجمعة الماضي.

وأشارت الصحيفة إلى أنه من غير المرجح أن يكون الموقوفون في فيينا ومنفذو هجوم "كروكوس" يعرفون بعضهم بعضاً، لكن جميعهم تصرفوا على ما يبدو تحت راية نفس التنظيم الإرهابي.

وأكدت السلطات الروسية أن هجوم "كروكوس" نفذ بأيدي "إسلاميين متطرفين"، لكنها تشكك في أن يكون "داعش" هو الجهة التي تقف فعلاً وراء الهجوم.

في 26 مارس 2024، أجاب أمين مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف، عندما سئل عمن شارك في الهجوم الإرهابي على قاعة مدينة كروكوس، "بالطبع، أوكرانيا".

وذكرت السلطات الروسية مراراً وتكراراً أن الإسلاميين المتطرفين يقاتلون إلى جانب القوات المسلحة الأوكرانية. وقال مدير جهاز الأمن الفيدرالي ألكسندر بورتنيكوف، في أكتوبر 2023، إن أعضاء "داعش" يقاتلون ضد روسيا كجزء من وحدات إيشكيريا وتتار القرم، مشيراً إلى أن "هؤلاء أيضاً جزء من مجموعات التخريب والاستطلاع التي تُرسل إلى الأراضي الروسية لتنفيذ هجمات وهجمات إرهابية".

وبعد الهجوم الإرهابي على قاعة مدينة كروكوس، قال بورتنيكوف إنه على رغم مشاركة إسلاميين متطرفين في الهجوم، فإن أجهزة الاستخبارات الغربية والأوكرانية قد تكون متورطة فيه.

وتابع، "نعتقد ذلك. على أي حال، نحن نتحدث الآن عن الفاتورة التي لدينا. هذه معلومات عامة، لكن لديهم أيضاً إنجازات عظيمة"، رداً على سؤال حول ما إذا كانت الولايات المتحدة وبريطانيا وأوكرانيا تقف وراء الهجوم الإرهابي.

وذكرت لجنة التحقيق أن مرتكبي الهجوم الإرهابي على كروكوس تلقوا أموالاً وعملات مشفرة من أوكرانيا. واستبعد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي تورط كييف في الهجوم الإرهابي. وفي رأيه أن السلطات الروسية "تحاول ببساطة إلقاء اللوم في كل شيء على شخص آخر".

هل صارت آسيا الوسطى معقلاً لـ"داعش"؟

وقالت صحيفة "لوموند" الفرنسية إن الهجوم الإرهابي الأخير بالقرب من موسكو يشير إلى تحول في تركيز تنظيم "داعش"، مع ظهور آسيا الوسطى معقلاً جديداً له.

وأوضحت أنه في حين أن عودة "طالبان" إلى كابول في عام 2021 حدت في البداية من عمليات التنظيم، إلا أن الشبكة المسؤولة عن الهجوم الدموي في روسيا وسعت نطاق وصولها إلى المناطق الشمالية من أفغانستان.

وأكدت أن استخدام تطبيق الرسائل المشفرة "تيليجرام" من قبل تنظيم "داعش" في ولاية خراسان، فرعه الأفغاني، لتبني هجوم 22 مارس الماضي في موسكو، كان متوقعاً من قبل أجهزة الاستخبارات الغربية، لافتة إلى أنه رغم امتناع السلطات الروسية عن الاعتراف بهذا الادعاء، فإن الجماعة تستخدم بشكل متزايد مثل هذه المنصات لتأكيد مسؤوليتها عن الهجمات القاتلة.

ويمثل "داعش" في ولاية خراسان استراتيجية التنظيم الإقليمي بعد خسارته معاقله في العراق وسوريا، حيث تم تسهيل عملية إعادة الهيكلة هذه، بسبب عدم الاستقرار في المنطقة الحدودية الأفغانية الباكستانية.

وبحسب تقرير للأمم المتحدة تم تقديمه إلى مجلس الأمن خلال يوليو 2021، فإن عدد مقاتلي "داعش" في أفغانستان يتراوح بين 500 وعدة آلاف.

وبينت الصحيفة أنه على رغم أن عودة "طالبان" إلى السلطة قللت من نفوذ التنظيم في ولاية خراسان بأفغانستان، فإنها لم تقلل من قدرته العملياتية، مشيرة إلى أنه في وقت لاحق أعاد التنظيم في ولاية خراسان إنشاء قواعد له في دول آسيا الوسطى عبر الحدود.

أفغانستان

وبحسب "لوموند"، اعتمدت "ولاية خراسان" في البداية على المتمردين الذين انفصلوا عن حركة "طالبان" وغيرها من الجماعات المتطرفة على طول الحدود الأفغانية الباكستانية.

ومع تعزيز مقاتلي حركة "طالبان الباكستانية" الذين نزحوا من المناطق القبلية من قبل الجيش الباكستاني، أسس تنظيم "داعش" موطئ قدم له في منطقة أتشين الجبلية في إقليم ننكرهار، ثم توسع في نهاية المطاف إلى المناطق المجاورة المتاخمة لدول آسيا الوسطى.

وأشارت الصحيفة إلى أن مقتل زعيم تنظيم "داعش" أبوبكر البغدادي، في أكتوبر 2019، أدى إلى تسريع توسع التنظيم في آسيا الوسطى، مبينة أن ذلك تجلى من خلال استسلام 1400 فرد للسلطات الأفغانية في نوفمبر 2020، يقيمون في المناطق التي يسيطر عليها تنظيم "داعش" في شمال شرقي أفغانستان.

وكان من بينهم مواطنون من أذربيجان وأوزبكستان وطاجكستان وباكستان وتركيا وجزر المالديف، وحتى مواطنون مزدوجو الجنسية من كندا وفرنسا.

خلال التسعينيات، شهدت هذه الدولة الواقعة في آسيا الوسطى حرباً أهلية دامية، واجه خلالها الإسلاميون المتطرفون القوات الحكومية. في تلك السنوات، كانت حركة "طالبان" ترعاهم بشكل نشط، والآن، وبدعم من منظمة أخرى، يبدو أنهم يستعدون لتوسع جديد.

اليوم يتركز الاهتمام مرة أخرى على آسيا الوسطى، التي لديها كل الفرص لتصبح مرة أخرى معقلاً لعدم الاستقرار. إن الإسلاموية الطاجيكية، التي رُوِّضت على ما يبدو في أواخر التسعينيات وتم سحقها في أوائل العقد الأول من القرن الـ21، ترفع رأسها مرة أخرى، ويجري تسهيل ذلك من خلال كومة من المشكلات الاجتماعية والاقتصادية التي لم تُحل، والتي حُجبت ببساطة من قبل السلطات المحلية على مدى السنوات الـ24 الماضية.

خلال الحرب الأهلية في طاجكستان، وبمرور الوقت أصبح يطلق على المعارضة الطاجيكية بأكملها، ولسبب غير معروف، مصطلح "الفوفتشيك"، في إشارة إلى التشدد، فيما أطلق على أنصار الحكومة اسم "يورتشيك". على رغم الأسماء التافهة، أصبحت الحرب بين الفوفتشيك واليورتشيك واحدة من أكثر الحروب دموية في منطقة ما بعد الاتحاد السوفياتي.

وواصل الطرفان القتال على أمل تحقيق نصر سريع، وتزايدت أعداد الضحايا، ولم تتزايد فرص أحد في تحقيق النصر. في ظل هذه الظروف، في عام 1997، جلست الحكومة والمعارضة، أخيراً، إلى طاولة المفاوضات وتوصلتا إلى السلام. وحصل الباميريون على جزء من المناصب في حكومة الجمهورية، وحزب النهضة الإسلامية الطاجيكي على فرصة المشاركة بشكل قانوني في الانتخابات، إلا أن تاريخ "الحركة الإسلامية" في البلاد لم ينته عند هذا الحد.

طاجكستان ونذر التطرف الأصولي

لقد كانت طاجكستان ولا تزال وجهة مهمة للإسلاميين الأفغان، ولا يهم من سيحكم تحت الأرض – "طالبان" أو "داعش". توفر الحدود الطويلة وسيئة الحراسة فرصاً كبيرة لتهريب المخدرات، وهو ما يدر دخلاً ثابتاً، ولنقل المسلحين إلى آسيا الوسطى. إضافة إلى ذلك، يقاتل عديد من الطاجيك العرقيين في صفوف المقاتلين الأفغان.

وليس كل شيء يسير بسلاسة في الجمهورية نفسها. بعد أن أُرسل الحزب الإسلامي للعمل تحت الأرض، بدأ أعضاؤه السابقون في التطرف مرة أخرى. لقد خيب رحمون آمالهم في الطرق القانونية للقتال ودفعهم إلى أحضان "طالبان". إضافة إلى ذلك، أقر الرئيس قانونين مهمين لكن لا يحظيان بشعبية. أحدهما سمح له بإعادة انتخابه لعدد غير محدود من المرات، والآخر خفض الحد الأدنى للسن المطلوبة للمشاركة في الانتخابات الرئاسية.