اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارون رئيس التحرير محمود نفادي

كيف ساهمت المخدرات في انتشار الإرهاب بأفريقيا؟

 المخدرات والإرهاب
المخدرات والإرهاب

تعد العلاقة بين تجار المخدرات والإرهاب موضوعًا شائكًا ومعقدًا، حيث تشترك فيما بينهم بعض الأهداف والممارسات، بينما تختلف في دوافعها وأيديولوجيتها.

تُشكل العلاقة بين الإرهاب والمخدرات تهديدًا خطيرًا للأمن والسلم الدوليين، وتتطلب هذه العلاقة تعاونًا دوليًا مكثفًا لمكافحة كل من الإرهاب وتجار المخدرات.

 المخدرات والإرهاب

أهداف سياسية أو أيديولوجية

يسعى الإرهابيون إلى تحقيق أهداف سياسية أو أيديولوجية، بينما يسعى تجار المخدرات إلى تحقيق الربح من خلال بيع المخدرات، حيث يمول الإرهابيون أنشطتهم من خلال مصادر متنوعة، مثل التبرعات أو الخطف أو الفدية، بينما يُمول تجار المخدرات أنشطتهم بشكل أساسي من خلال عائدات المخدرات، كما يستخدم الإرهابيون العنف بشكل أساسي لتحقيق أهداف سياسية، بينما يستخدم تجار المخدرات العنف بشكل أساسي لحماية أنشطتهم التجارية.


يعتمد كل من الإرهابيين وتجار المخدرات على تمويل غير مشروع لتمويل أنشطتهم، ويلجأ كل من الإرهابيين وتجار المخدرات إلى العنف لتحقيق أهدافهم، مثل ترويع المدنيين أو فرض سيطرتهم.، ويُنشئ كل من الإرهابيين وتجار المخدرات شبكات واسعة من العملاء والمتعاونين.

 المخدرات والإرهاب

معاناة غرب أفريقيا

أظهر تقرير صادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة في عام 2014 أن عصابات المخدرات في أميركا اللاتينية قد عقدت اتفاقات مع شركاء محليين في دول غرب إفريقيا، بهدف تحويل المنطقة إلى معبر رئيسي لشحنات المخدرات المتجهة إلى أوروبا.

تم في دول غرب إفريقيا زراعة الحشيش من أجل الاستهلاك المحلي، ولكن تحولت الآن إلى منتج ومصدر للمخدرات الصناعية.

ووفقاً لتقرير صادر عن لجنة غرب أفريقيا لمكافحة المخدرات، فإن حجم تجارة المخدرات في المنطقة تخطى في عام 2014 مبلغ 1.25 مليار دولار، وهو مبلغ كبير بالنسبة لمنطقة تصنف بين الأكثر فقراً في العالم.

ويشير تقرير الأمم المتحدة إلى وجود تحول منتظم في دروب المخدرات الرئيسية، خاصةً بالنسبة إلى الكوكايين، وذلك نتيجة للطلب المستمر على الكوكايين في أوروبا وتحسن جهود مكافحة المخدرات على الطرق التقليدية، مما جعل تجار المخدرات يستهدفون غرب إفريقيا.

وعادةً ما تصل المخدرات إلى الساحل الإفريقي عبر السفن، لكن هناك تقارير تشير إلى استخدام طائرات قديمة لنقل المخدرات والأسلحة مباشرة من أميركا اللاتينية إلى القارة السمراء.

وتذهب أموال المخدرات إلى تركيبات فاسدة في حكومات دول غرب إفريقيا، من خلال الرشاوى التي يتلقونها لتسهيل عمليات التهريب.