اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارون مدير التحرير التنفيذي محمد سلامة
أوروبا على مفترق طرق.. تحديات الأزمات العالمية وتأثيراتها على استقرار القارة ابتزاز البحر الأحمر.. الحوثيون يفرضون رسوماً غير قانونية على الملاحة الدولية مالى تدخل مرحلة جديدة.. تغييرات حكومية جذرية لمواجهة الأزمات الداخلية والتحديات الاقتصادية فيتو روسيا في مجلس الأمن.. لعبة السيادة والنفوذ على حساب أرواح السودانيين السديس: وسائل التواصل أفسدت العلاقات بين الناس صراع سياسي وقانوني.. مذكرات اعتقال الجنائية الدولية تضع إسرائيل أمام مفترق طرق استفتاء الرئاسي في ليبيا.. خطوة نحو الحل أم فتيل إشعال الأزمة؟ لبنان في الذكرى الـ81 لاستقلاله.. بين مرارة الحرب وأمل الولادة الجديدة اتهام بولسونارو بالتخطيط لانقلاب.. الشرطة البرازيلية تكشف تفاصيل المؤامرة المزعومة ترامب يتأهب لمعركة مع المحكمة الجنائية الدولية بعد مذكرات اعتقال نتنياهو حكم أكل البصل يوم الجمعة..« الإفتاء» توضح إخفاق العقوبات وتهديدات التدخل.. هل فقدت التكتلات الإقليمية في أفريقيا قدرتها على التأثير؟

في يوم اليتيم.. رأي الدين في الاحتفال بهذا اليوم وماهو فضل كفالة اليتيم

يوم اليتيم
يوم اليتيم

يعد يوم اليتيم مناسبة مهمة تهدف إلى إبراز أهمية دعم ورعاية الأطفال اليتامى في المجتمع، يتيح هذا اليوم فرصة للتفكير في ظروف الأطفال الذين فقدوا أحد أو كلا والديهم، ويسلط الضوء على دور المجتمع والحكومات في توفير الدعم اللازم لهم وتأمين مستقبلهم.

يشير الدين إلى أنه يجب رعاية الأيتام وتقديم المساعدة لهم، ويدعم هذه الفكرة بالعديد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، في القرآن الكريم، نجد آيات تحثنا على معاملة الأيتام بالعدل وعدم إيذائهم، فقد قال الله تعالى: "وَأَن تَقُومُواْ لِلْيَتَامَى بِالْقِسْطِ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِهِ عَلِيمًا"، وقال أيضًا: "فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ"، وقوله تعالي "وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا".

من جانبه، أشار النبي محمد صلى الله عليه وسلم في حديثه إلى أهمية كفالة اليتيم والاهتمام بهم. فقد قال: "أنا وكافل اليتيم كهاتين" وأشار إلى السبابة والوسطى، مما يعكس أن فضل رعاية اليتيم عظيم وأنها تقرب الشخص إلى منزلة الرسول في الجنة، ويجدر بالذكر أن هذا الفضل ينطبق على جميع الأيتام، سواء كانوا من الأقارب أو من خارج العائلة.

فكرة تخصيص يوم لليتيم

بدأت فكرة تخصيص يوم لليتيم في مصر عام 2003، عندما اقترح أحد متطوعي جمعية الأورمان الخيرية تخصيص يوم للاحتفال باليتيم وإدخال الفرحة إلى قلوبهم، تبنت هذه الفكرة جمعيات خيرية أخرى وحظيت بدعم من الشخصيات العامة ووزارة التضامن الاجتماعي، وحصلت الجمعية على موافقة المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في مصر على إقامة يوم اليتيم في البلاد.

بالنسبة لأهمية رعاية الأطفال اليتامى، فهي مسؤولية مشتركة بين المجتمع والحكومة والأفراد، إدراك أن الأطفال اليتامى يواجهون تحديات عديدة في حياتهم نتيجة فقدانهم للرعاية الأسرية، إن توفير الدعم والرعاية اللازمة لهؤلاء الأطفال يمكن أن يساعدهم على التغلب على الصعوبات وأن يمنحهم فرصة للنمو والتطور.

توفير الرعاية للأطفال اليتامى يمكن أن يشمل العناية الصحية، والتعليم، والسكن، والتغذية، والدعم العاطفي، والسعى لتأمين بيئة آمنة ومحببة لهؤلاء الأطفال، حيث يشعرون بالاهتمام والحب والاستقرار. يجب أن نعمل على توفير فرص التعليم والتدريب المناسبة لهم، وذلك لضمان حصولهم على المهارات الضرورية لتحقيق نجاحهم في المستقبل.

فضل كفالة اليتيم

أولًا: صحبة وقرب المنزلة من النبي -صلى الله عليه وسلم- في الجنة، ثانيًا: تظهر المسلم الحق صاحب القلب الرحيم، والأخلاق الحميدة، والفطرة الحسنة، ثالثًا: إقامة مجتمع مبنيّ على الحب، والرحمة، والمودة، خالٍ من الكراهية، والغضب، والحقد، رابعًا: تعتبر من الأخلاق المحمودة في الإسلام ومن أفضل أبواب الخير، خامسًا: تطهير وتزكية لمال المسلم، سادسًا: في كفالة اليتيم من البركة الكثير، حيث تحلّ البركة على كافل اليتيم وماله وأهله، سابعًا: في كفالة اليتيم طريقة حسنة لصرف المال في طاعة الله، ثامنًا: كفالة اليتيم تحافظ على اليتيم من خطر الانحراف وسلوك طريق الباطل، تاسعًا: كفالة اليتيم هي كأي عبادة تؤدّى لوجه الله تعالى، فهي ترفع الدرجات وتمحو السيئات وتزيد الحسنات.

كفالة اليتيم من أجَلِّ الأعمال وأعظمها ثوابًا عند الله تعالى ورسولِه صلى الله عليه وآله وسلم؛ حيث ورد القرآن برعايته والقيام له بمصالحه والتحذير من أذيته وإهماله في أكثر من عشرين موضعًا، وأخبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن القائم بكفالة اليتيم في المقام الأسمى والمحل الأرفع الذي هو غاية كل مسلم محبٍّ لله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم، وهو: رفقة النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الجنة؛ فأخرج البخاري في "صحيحه" عن سهل بن سعد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «أَنَا وَكَافِلُ الْيَتِيمِ فِي الْجَنَّةِ هَكَذَا» وَقَالَ بِإِصْبَعَيْهِ السَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى، وأخرج مسلمٌ في "صحيحه" عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: «كَافِلُ الْيَتِيمِ له أو لِغَيْرِهِ أنا وهو كَهَاتَيْنِ في الْجَنَّةِ» وأشار بإصبعيه السبَّابَة والوُسْطَى.

وجاء في حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم تحديدُ أمد الكفالة: بأنه يمتد إلى حين استغناء اليتيم بنفسه عن كافله؛ فأخرج ابن المبارك في "الزهد"، وأبو داود الطيالسي والإمام أحمد وأبو يعلى في "مسانيدهم"، والطبراني في "المعجم الكبير" من حديث مالك -أو ابن مالك- رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَنْ ضَمَّ يَتِيمًا بَيْنَ أَبَوَيْنِ مُسْلِمَيْنِ إِلَى طَعَامِهِ وَشَرَابِهِ حَتَّى يَسْتَغْنِيَ عَنْهُ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ الْبَتَّةَ»، وإسناده حسنٌ كما قال الحافظان: المنذريُّ في "الترغيب والترهيب" (3/ 235، ط. دار الكتب العلمية)، والهيثميُّ في "مجمع الزوائد ومنبع الفوائد" (8/ 161، ط. مكتبة القدسي)، وقال الحافظ البوصيري في "إتحاف الخيرة المهرة" (5/ 475، ط. دار الوطن): [ورواته ثقات].