كيف يخدم الذكاء الاصطناعي الجريمة المنظمة وعلاقتها بالإرهاب؟
يشهد العالم خلال الفترة الحالية، حالة من التطور التكنولوجي الرهيب، في التقنيات التسليحية، استفادت منه جماعات الجريمة المنظمة، والتنظيمات الإرهابية، وقامت بتحديث أسلحتها بهدف زيادة قوتها القتالية.
يمكن لتقنية الذكاء الاصطناعي أن تلعب دورًا محوريًا هامًا في شن العمليات الارهابية، إذ يمكن للتنظيمات الإرهابية وجماعات الجريمة المنظمة استغلال هذه التقنية في تنفيذ العديد من العمليات الارهابية، وقد تمكن تنظيم داعش الإرهابي، وفقًا للعديد من التقارير الصادرة عن المنظمات الدولية ووكالات الاستخبارات العالمية، من استخدام الطائرات بدون طيار في حمل المتفجرات والمراقبة ورصد العديد من الأهداف.
وفقًا لما ورد في تقرير قياس تدفقات الأسلحة غير المشروعة في النيجر، قامت الحكومة النيجيرية بجمع نحو 2000 قطعة سلاح خلال المدة (2011 – 2014)، تضمنت 9 صواريخ و 66 لغمًا وقذائف آر بي جي ومدافع رشاشة من عيارات مختلفة، عبرت الحدود الشمالية للبلاد قادمة من ليبيا بغرض إعادة توزيعها على الجماعات الإرهابية في کل من مالي ونيجيريا.
كذلك تم توثيق استخدام التنظيمات الإرهابية لعدد من الأسلحة النوعية التي حصلت عليها عبر مسارات التهريب تضمنت مدافع هاون بلجيکية الصنع من عيار 60 مم، وأخرى فرنسية من عيار 81 مم، وصواريخ محمولة من طراز ستريلا 2 الروسية الصنع، فضلا عن توثيق استخدام التنظيمات الإرهابية أسلحة خفيفة سودانية الصنع مصنعة حديثا خلال المدة (2011 - 2014).
في ظل انتشار تلك الأسلحة المتطورة بيد الجماعات المتطرفة في منطقة الساحل، أعلنت السلطات النيجيرية في نهاية عام 2018 عن استخدام جماعة بوکو حرام للطائرات بدون طيار (الدرونز) في القيام بمهام استطلاعية لمواقع قوات مکافحة الإرهاب النيجيرية، وقد تأکد هذا التطور خلال عام 2019 مع الکشف عن تقدم إضافي أحرزه التنظيم في نوع الطائرات المستخدمة وفي نمط تشغيلها، إذ بدأت الجماعة في استخدامها في مهام هجومية من خلال توجيه ضربات لقوات مکافحة الإرهاب وعدم الاکتفاء بتوظيفها في مهام المراقبة والاستطلاع.
في ظل استمرار اضطراب الأوضاع في المنطقة تبقى احتمالية زيادة تدفق شحنات الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة لصالح التنظيمات الإرهابية في نيجيريا قائمة، وقد أثبتت العديد من العمليات الإرهابية وأحداث العنف والجريمة المنظمة ذلك التطور النوعي في مستوى تسليح الجماعات المنظمة في نيجيريا، خاصة تلك العمليات التي حملت طابعا هجوميا ضد تمرکزات قوات الجيش والشرطة المنخرطة في عمليات مکافحة الإرهاب.
استخدم تنظيم داعش الإرهابي خلال تواجده في العراق وسوريا طائرات الدرونز فى عمليات الاغتيال، ولاسيما أن أنظمة الذكاء الاصطناعي تجعل عمليات الاغتيال هذه أكثر دقة، إذ تم بناء "درونز" تعمل بأنظمة "التعرف إلى الوجه"، وذلك لتحديد وجه الشخص المراد تصفيته، وشن اغتيالات بصورة يصعب اقتفاء آثارها، كما أن هذه العمليات دائمًا ما تنجح في إصابة أهدافها.
وفي اليمن، قامت جماعة الحوثي باستخدام سلاح الجو المسير في تنفيذ نحو 38 عملية، من بينها 28 عملية داخل اليمن، مقابل 10 عمليات ضد منشآت وتجمعات عسكرية في السعودية والإمارات، وذلكخ لال عام 2018.