مسجد شنقيط.. منارة العلم والمعرفة في مالي
يُعتبر مسجد شنقيط منارةً تاريخيةً ودينيةً هامةً في مدينة شنقيط العريقة في موريتانيا، حيث يُمثل رمزًا للإسلام والعلم والمعرفة في قلب الصحراء الكبرى.
بُني مسجد شنقيط عام 1240 على يد العالم الموريتاني الشهير عبد الله بن يحيى الفلالي، ليُصبح مركزًا هامًا للتعليم الإسلامي على مر العصور.
يتميز مسجد شنقيط بطرازه المعماري الفريد، حيث يجمع بين الطراز المعماري السوداني الساحلي والعديد من العناصر المعمارية المميزة الأخرى.
يُعدّ مسجد شنقيط من أقدم المباني الحجرية في موريتانيا، حيث تمّ بناؤه باستخدام الحجارة المحلية والطين.
يضم مسجد شنقيط مكتبةً غنيةً تضمّ أكثر من 8,000 مخطوطة نادرة في مختلف مجالات العلوم والمعرفة.
لعب مسجد شنقيط دورًا هامًا في نشر العلم والمعرفة في جميع أنحاء العالم الإسلامي، حيث تخرج منه العديد من العلماء والفقهاء الذين ساهموا في إثراء الحضارة الإسلامية.
كان مسجد شنقيط مركزًا علميًا هامًا في الماضي، حيث ضمّ العديد من المدارس الدينية التي تخرج منها علماء كبار في مختلف المجالات.
يُعتبر مسجد شنقيط منارةً للثقافة الإسلامية في موريتانيا، حيث يُشكل رمزًا للهوية والتاريخ الإسلامي العريق.
يُعدّ مسجد شنقيط من أهم الوجهات السياحية في موريتانيا، حيث يجذب الزوار من جميع أنحاء العالم للاطلاع على جماله المعماري وتاريخه العريق.
ويختلف المؤرخون على التاريخ الدقيق لإنشاء مسجد شنقيط، فيما تجمع روايات كثيرة على بنائه مع تأسيس مدينة شنقيط نفسها نحو عام 660 هجريا.
وتعني كلمة شنقيط "عيون الخيل" وتنسب إلى الشعب الموريتاني "الشناقطة"، وعاشت مدينة شنقيط التاريخية في ازدهار قبل اندثارها وقيام شنقيط الحالية.
وللوصول إلى المسجد، يتعين قطع مسافة 540 كيلومترًا من العاصمة نواكشوط باتجاه ولاية آدرار بالشمال الشرقي، ويسلك المسافرون طرقًا شديدة الوعورة.
وتحرص الوفود والشخصيات العربية والأجنبية التي تزور موريتانيا على زيارة المسجد تقديرًا لدوره التاريخي، رغم مشقة السفر وطول المسافة ووعورة الطرق.
تأسس مسجد شنقيط على يد الجدين الجامعين لقبيلتي الإقلال يحيى جد إدو علي ومحمد قلي، وهو أقدم مساجد البلاد والوحيد الذي بقي على حالته حتى الآن.
وصنفته المنظمة العالمية للتربية والثقافة والعلوم "يونيسكو" كتراث بشري عالمي، ويعد الواجهة التراثية لموريتانيا بفضل بنائه وصموده في منطقة صحراوية.
ويتكون المسجد من فناء مفتوح، ويأتي على شكل المستطيل، ويضم مصلى للرجال وآخر للنساء، ويقال إن المصلين يؤدون الصلاة على الرمال لعدم فرش المسجد.
ويتسم المسجد ببساطة التصميم، ليلائم الطبيعة الصحراوية من حوله، وسقفه مصنوع من جذوع النخيل والأشجار، فيما يعلو منبره عن الأرض بـ3 درجات خشبية.
وفي يناير 2015، أثارت صورة الرئيس الموريتاني السابق محمد ولد عبدالعزيز داخل مسجد شنقيط جدلا وغضبا واسعين في البلاد، بسبب تراجع حالة المسجد العتيق الواقع وسط البلاد.
وتزامنت زيارة الرئيس وأدائه الصلاة على الرمال الناعمة في مسجد شنقيط وقتذاك مع احتضان المدينة لمهرجان المدن القديمة، الذي كان يهدف إلى إنقاذ هذه المدن ومآثرها من الاندثار والإهمال.
واتهم الموريتانيون المسؤولين والقائمين على حفظ التراث بإهمال المعالم التاريخية في البلاد، واعتبروا أن ظهور المسجد من دون أثاث في المهرجان وأمام ضيوف البلاد "إساءة إلى صورة وسمعة موريتانيا".