نصبوا كمين وحرقوا سيارته.. تفاصيل اختطاف قاضٍ بارز في باكستان
أعلن مسؤول في الشرطة الباكستانية، أن مسلحين نصبوا كمينًا واختطفوا قاضيًا بارزًا في شمال غربي البلاد الذي يشهد اضطرابات.
وأوضح مسؤول الشرطة فهيم خان أن حوالي 15 مسلحًا على دراجات نارية اعترضوا سيارة القاضي شاكر الله مأروات، أثناء توجهه إلى منطقة ديرا إسماعيل خان في ولاية خيبر بختونخوا، وأضرموا النار في السيارة قبل أن يهربوا مع القاضي. وأشار إلى أن السائق لم يتعرض لأذى في الحادث.
لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن عملية الاختطاف، ولكن مقطع فيديو وزعته السلطات المعنية بمكافحة الإرهاب في باكستان يوم الأحد، أظهر القاضي شاكر الله مأروات وهو يقول إن جماعة "طالبان الباكستانية" المسلحة لن تطلق سراحه حتى يتم تلبية مطالبها. ومع ذلك، لم يكن واضحًا ما إذا كان مأروات يتحدث تحت الإكراه، وفقًا لتقرير نشرته وكالة "أسوشييتد برس" يوم الاثنين.
من غير المعتاد أن يستهدف المسلحون في شمال غربي باكستان قاضيًا رفيعًا مثل مأروات، الذي غالبًا ما يتحرك تحت حراسة مشددة. وعادةً ما يستهدف المسلحون أفراد الأمن أو المباني الحكومية في المنطقة.
في المقطع المصور، طمأن القاضي شاكر الله مأروات عائلته بأنه بخير، وناشد قضاة المحكمة العليا والقضاة الآخرين وحكومة المقاطعة تلبية مطالب حركة "طالبان الباكستانية" لضمان إطلاق سراحه بسرعة، دون أن يحدد ماهية تلك المطالب.
ظهر مأروات في الفيديو وهو يجلس في مكان مفتوح على بطانية منقوشة، مع خلفية تحتوي على شرشف بلون رمادي داكن. كان يتحدث مباشرة إلى الكاميرا، رغم وجود لحظات أشار فيها بنظره إلى أشخاص آخرين في الموقع، بالإضافة إلى وجود أصوات رجال في الخلفية.
أفاد مسؤول الشرطة بأن عملية بحث جارية للعثور على القاضي المختطف، وأن فريقًا لمكافحة الإرهاب انضم إلى التحقيق.
تشهد باكستان تصاعدًا في أعمال العنف، حيث تُنسب أغلب الهجمات إلى حركة "طالبان الباكستانية" منذ أن أنهت الجماعة فترة وقف إطلاق النار من جانب واحد مع الحكومة المركزية في نوفمبر 2022.
وخلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي، فتح مسلحون النار على مسؤولي الجمارك، مما أسفر عن مقتل اثنين وإصابة ثلاثة آخرين في منطقة ديرا إسماعيل خان.
أحبط الأمن الباكستاني عملية إرهابية في إقليم بلوشستان، حيث نجح في القضاء على عنصر إرهابي وإصابة آخر، بحسب بيان صادر عن الإدارة الإعلامية للجيش الباكستاني يوم الاثنين.
وفقًا للبيان، حاول إرهابيان إيقاف سيارة ركاب على طريق في منطقة هرناي بإقليم بلوشستان، لكن قوات الأمن تدخلت واشتبكت مع الإرهابيين، ما أدى إلى مقتل أحدهما وإصابة الآخر بجروح.
خلال الشهرين الماضيين، نفذ الجيش الباكستاني عدة عمليات كبرى في مناطق مختلفة من بلوشستان، قُتل فيها عشرات المسلحين والإرهابيين. وجاءت هذه العمليات بعد هجومين إرهابيين كبيرين على الأقل استهدفا قوات الأمن في بلوشستان.
يختلف التمرد في بلوشستان عن التمرد في المناطق الحدودية الباكستانية-الأفغانية، أو ما يُشار إليه شعبياً بالمناطق القبلية. في بلوشستان، يقود التمرد العلمانيون الانفصاليون من البلوش، الذين يقاتلون الحكومة الباكستانية منذ خمسينات القرن الماضي، وغالباً ما تكون أيديولوجيتهم ماركسية أو تتبع نهجاً علمانياً. على الجانب الآخر، تقود حركات التمرد في المناطق القبلية جماعات مسلحة تستمد عقيدتها من الدين، مثل حركة "طالبان".
من الناحية الجغرافية، بلوشستان هي المقاطعة الأكبر في باكستان، وتحدها إيران وأفغانستان. وتعبّر الجماعات الانفصالية البلوشية عن شكاوى ضد الحكومة الباكستانية، متهمةً إياها باستخدام موارد المقاطعة الطبيعية لتحقيق التنمية الاقتصادية في أجزاء أخرى من باكستان.