الأمم المتحدة: اجتياح رفح سيكون مأساة تفوق الوصف
تتزايد التحذيرات الدولية لإسرائيل حول الخطر المحتمل لعملية عسكرية في مدينة رفح بجنوب قطاع غزة، وذلك بعد إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عزمه تنفيذ عملية اقتحام للمدينة بغض النظر عن نجاح المفاوضات المتعلقة بتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار مع حركة المقاومة الإسلامية "حماس".
ومن جانبه، حذر مسؤول عمليات الإغاثة في الأمم المتحدة، مارتن جريفيث، من خطورة اقتحام الجيش الإسرائيلي لمدينة رفح في أقصى جنوب قطاع غزة، المكتظة بأكثر من 1.5 مليون فلسطيني، مشيرًا إلى أن ذلك قد يؤدي إلى مأساة لا توصف.
وفي بيان نقلته قناة الحرية الأمريكية اليوم الأربعاء، أكد منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة أن إطلاق عملية برية في مدينة رفح الفلسطينية سيكون ببساطة كارثياً، مشيراً إلى أنه لا يوجد خطة إنسانية قادرة على تخفيف وطأة هذا الوضع المأساوي، وأن كل ما يتم التحدث عنه إلا تفاصيل دون جدوى.
وأشار جريفيث إلى أنه على الرغم من النداءات المتكررة منذ أسابيع للسلطات الإسرائيلية لتجنب اقتحام مدينة رفح الفلسطينية، يظهر الآن احتمال وشيك لإطلاق عملية برية. وبالنسبة للمئات من الأشخاص الذين هربوا إلى أقصى جنوب قطاع غزة، نتيجة للأوضاع الصعبة التي تشهدها المنطقة، من مرض وجوع ومواجهات مسلحة، فإن أي عملية برية ستزيد من حدة الصدمات والوفيات.
وحذر جريفيث من تداعيات كارثية لأي عملية برية محتملة في غزة، مشيرًا إلى تحديات كبيرة تواجه وكالات الإغاثة في تقديم المساعدات الإنسانية في ظل المعارك المستمرة، وصعوبة الوصول إلى المناطق المتضررة، والتهديدات الأمنية المتزايدة، والعراقيل التي تفرضها السلطات الإسرائيلية.
وفي نفس السياق، حذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من أنّ أي هجوم عسكري إسرائيلي على رفح في جنوب قطاع غزة سيُشكّل "تصعيدًا لا يُحتمل".
كما أبدت واشنطن على لسان عدد من مسؤوليها، معارضتها لأي عملية عسكرية في رفح دون خطة تحمي المدنيين.
حذر رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي من أي هجوم على المدنيين في رفح بقطاع غزة، وأدان في الوقت نفسه هجمات حماس على المدنيين الإسرائيليين في السابع من أكتوبر الماضي، وما تلاها مما أسماه بـ"العقاب الجماعي" ضد الشعب الفلسطيني.