الاحتجاجات الطلابية بالجامعات الأمريكية.. جدل حول حرية التعبير والعنف
خلال الأسابيع الأخيرة، شهدت الولايات المتحدة الأمريكية احتجاجات طلابية واسعة النطاق نتيجة للحرب في غزة، وقامت الشرطة بإزالة عدة مخيمات احتجاجية في مناطق مختلفة، وغالبًا ما جاء ذلك بعد مواجهات بين المحتجين والمعارضين لهم، وبعض الجامعات وافقت على مطالب المحتجين، مما أدى إلى إزالة خيام المحتجين في بعض الأحيان، بينما استمرت الاحتجاجات في بعض المناطق الأخرى.
ونشرت صحيفة "أندبندنت" تقريرا عن الاحتجاجات الطلابية، حيث تناول أسئلة وأجوبة عن كل ما يدور في الجامعات الأمريكية.
- ما مطالب المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين؟
أصدر الطلاب في الجامعات التي شهدت احتجاجات دعوات لوقف دائم لإطلاق النار في غزة، وإنهاء المساعدات العسكرية الأمريكية لإسرائيل، وسحب استثمارات الجامعات من شركات توريد الأسلحة وشركات أخرى تستفيد من الحرب، كما دعوا إلى العفو عن الطلاب وأعضاء هيئة التدريس الذين تعرضوا لإجراءات تأديبية أو الطرد بسبب مشاركتهم في الاحتجاجات.
هذه الاحتجاجات الطلابية تعبر عن رفض الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، التي بدأت بعد هجوم نفذته حركة "حماس" على إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023، وهو الهجوم الذي تقول إسرائيل إنه أسفر عن مقتل 1200 شخص، وفي المقابل، تفيد السلطات الصحية في غزة أن الرد العسكري الإسرائيلي أدى إلى مقتل أكثر من 34 ألف شخص.
- من هم المحتجون المؤيدون للفلسطينيين؟
تجذب الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجامعات طلابًا وأعضاء هيئة تدريس من خلفيات متنوعة، بما في ذلك من الديانتين الإسلامية واليهودية. ومن بين المجموعات التي تقود هذه الاحتجاجات "طلاب من أجل العدالة في فلسطين" و"الصوت اليهودي من أجل السلام".
تتضمن المخيمات التي أنشئت خلال الاحتجاجات فعاليات مختلفة، مثل صلوات بين الأديان وعروضًا موسيقية، إلى جانب برامج تدريس متنوعة.
رغم أن المنظمين ينفون مسؤوليتهم عن أي عنف ضد المتظاهرين المؤيدين لإسرائيل، إلا أن بعض الطلاب اليهود أبدوا شعورهم بعدم الأمان في الحرم الجامعي، وعبّروا عن قلقهم من بعض الهتافات التي يرونها معادية للسامية.
كما تشير إدارات الجامعات وبعض قادة المدن إلى أن نشطاء من خارج الحرم الجامعي قد شاركوا في الاحتجاجات أو قاموا بتنظيمها. فعلى سبيل المثال، أعلنت جامعة "تكساس" في أوستن أن 45 من أصل 79 معتقلًا في حرمها الجامعي يوم 29 أبريل لا تربطهم أي صلة بالجامعة.
- من هم المحتجون المناهضون؟
تشمل الاحتجاجات المناهضة في الجامعات جماعات إسرائيلية-أمريكية وصهيونية، بالإضافة إلى طلاب وأفراد من الجالية اليهودية-الأمريكية.
في جامعة "كاليفورنيا" في لوس أنجليس، شارك المئات في مسيرة مضادة لدعم إسرائيل، من تنظيم "المجلس الإسرائيلي-الأمريكي"، وهي جماعة مؤيدة لإسرائيل.
أما في جامعة "أريزونا ستيت"، فقد قام طلاب من الاحتجاجات المناهضة بمساعدة الشرطة في إزالة مخيم للمحتجين المؤيدين للفلسطينيين. وفي جامعة "مسيسيبي"، هتف مئات الطلاب ضد المحتجين المؤيدين للفلسطينيين في الثاني من مايو، ولوح بعضهم بأعلام أمريكية وحملوا لافتات تدعم الرئيس السابق دونالد ترامب.
- ما رد السلطات؟
دعا بعض مسؤولي الجامعات سلطات إنفاذ القانون لاعتقال محتجين وإزالة المخيمات وفض الاعتصامات، بينما سمح آخرون باستمرار المخيمات أو توصلوا إلى اتفاقات لإنهاء الاحتجاجات.
في جامعة "كولومبيا"، استدعت الإدارة الشرطة في 18 أبريل بعد يوم من إقامة طلاب مخيمًا في الحرم الجامعي في مانهاتن. وفي 30 أبريل، قامت الشرطة بمداهمة المخيم ومبنى كان يشغله الطلاب، ما أدى إلى مئات الاعتقالات.
أما جامعة "كاليفورنيا"، فسمحت بإقامة مخيم مؤيد للفلسطينيين طالما أنه لا يعرقل سير العمل في الحرم الجامعي أو يشكل تهديدًا بالعنف.
ومن بين الجامعات التي توصلت إلى اتفاقات لإزالة الخيام "نورث وسترن"، و"براون"، و"روتجرز".
- ما التأثير على الحياة المعتادة في الحرم الجامعي؟
في بعض الأحيان، اضطرت جامعة "كولومبيا" إلى تحويل جميع الفصول الدراسية إلى الوضع عبر الإنترنت بسبب الاحتجاجات.
أما في جامعة "ساذرن" في كاليفورنيا، فقد تم إلغاء حفل التخرج في القاعة الرئيسية بعد إلغاء خطاب لطالبة مسلمة كانت الأولى على دفعتها، وبعد اعتقال العشرات عقب إزالة الشرطة مخيمًا مؤيدًا للفلسطينيين.
وفي جامعة "كاليفورنيا ستيت" للفنون التطبيقية، تم إلغاء الحضور الشخصي بعد أن تحصن الطلاب في مبنى إداري.
في جامعة "ميشيغان"، أعلنت الإدارة أنها ستسمح بحرية التعبير والاحتجاج السلمي في احتفالات التخرج، لكنها ستتخذ إجراءات لمنع "التعطيل الكبير" للدراسة.
- ما رد الزعماء السياسيين؟
أوضح الرئيس جو بايدن للصحافيين أن الأمريكيين لديهم الحق في التظاهر، ولكن ليس لديهم الحق في ممارسة العنف، وقد واجه بايدن انتقادات من بعض المحتجين بسبب دعمه العسكري والمالي لإسرائيل.
من جانبه، وصف دونالد ترمب، المرشح الجمهوري لانتخابات 2024، الاحتجاجات في الجامعات بأنها تعبير عن "كراهية هائلة"، وقال إن مداهمة الشرطة لجامعة "كولومبيا" في 30 أبريل كانت "مشهدًا يُسعد العيون".