اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارون مدير التحرير التنفيذي محمد سلامة
ملتقى السيرة النبوية بالجامع الأزهر: الاصطفاء سنة من سنن الله في كونه ما حكم قراءة القرآن مصحوبا بموسيقى؟.. الإفتاء تجيب بعد إقامة الاحت.لال قواعد عسكرية في غ.زة.. مرصد الأزهر: أهدافه ”الغير معلنة” كشّرت عن أنيابها التنظيم والإدارة يعلن عن وظائف خالية بالأوقاف المصرية.. (الشروط ورابط التقديم) وزير الأوقاف المصري يوجه رسالة مهمة للمتقدمين لوظائف الأئمة الأحد المقبل.. انطلاق الملتقى الأول للتفسير القرآني بالجامع الأزهر الاثنين المقبل.. «الأوقاف المصرية» تعقد 100 ندوة علمية حول «جريمة الفتوى بغير علم» غدا.. الأوقاف المصرية تطلق برنامج ”لقاء الجمعة للأطفال” بالمساجد الكبرى مرصد الأزهر يكشف ما يعول عليه تنظيم د.ا.عش مستقبلا «الأوقاف المصرية» تضع خطة شاملة لتطوير الدعوة ومواجهة التطرف في شمال سيناء كيف نميز بين وسوسة الشيطان ودعوة النفس؟.. الدكتور علي جمعة يوضح مفتي الديار المصرية: تجديد الخطاب الديني هدفه استيعاب الواقع المتجدد برؤية حكيمة

سفير الكويت: زيارة أمير الكويت لتركيا تاريخية بكل المقاييس

يسافر غدا الثلاثاء في زيارة رسمية إلى تركيا أمير دولة الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، لمقابلة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لتعزيز العلاقات ومناقشة أهم الأوضاع علي الساحة السياسية، خصوصا القضية الفلسطينية.

وقال سفير دولة الكويت لدى تركيا وائل العنزي، إن زيارة دولة التي يقوم بها سمو أمير الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح إلى تركيا غدا تاريخية بكل المقاييس بالتوقيت والمضمون وتكلل مسيرة ستة عقود من الشراكة الاستراتيجية متعددة الأبعاد بينهما.

وأكد السفير العنزي لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) اليوم الإثنين أن زيارة سمو أمير البلاد من شأنها أيضا تعزيز التعاون الثنائي الوثيق بين البلدين الصديقين سياسيا واقتصاديا وتجاريا واستثماريا ودفاعيا وأمنيا خدمة لمصالحهما المشتركة.

وأضاف أن هذه الزيارة تنطوي أيضا على أهمية خاصة لأنها الأولى لسمو أمير البلاد منذ توليه مقاليد الحكم إلى بلد صديق خارج المنظومة الخليجية والعربية الشقيقة لما لذلك من دلالة على أهمية التعاون والتنسيق بين البلدين الصديقين في مختلف المجالات الاستراتيجية ورؤاهما التنموية خصوصا وسط التحديات الكبيرة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط والعالم التي تتطلب اعلى درجات التنسيق والتشاور لمعالجتها وتحقيق مصالح البلدين والشعبين الصديقين.

وأشار إلى تزامن هذه الزيارة التاريخية مع احتفال البلدين الصديقين بمرور 60 عاما على إنشاء العلاقات الدبلوماسية بينهما، وطوال تلك السنوات سجل البلدان مسيرة ثرية بالإنجازات والمحطات المفصلية في تاريخهما أثبتت التجربة متانتها وقوتها وتحظى برعاية من سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح والرئيس رجب طيب أردوغان.

وأوضح أن تجذر العلاقات الثنائية لم يأت من فراغ وإنما أثبتت أنها شراكة عميقة وواسعة في كل المجالات تدعمها 62 اتفاقية ومذكرة تفاهم وبروتوكولات مشتركة وسط حرص ثنائي وعمل دؤوب قائم على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة.

ولفت السفير العنزي أن أهمية ذلك برزت خصوصا في وقوف تركيا إلى جانب الحق الكويتي إبان الغزو العراقي الغاشم للكويت التي وقفت قيادة وحكومة وشعبا مع تركيا في بلسمة جروحها جراء الزلازل المدمرة التي ضربتها وآخرها في فبراير 2023 حيث سيرت الكويت رحلات جوية إغاثية بالمساعدات الطبية والغذائية وأرسلت فرق إنقاذ ساهمت في التخفيف من معاناة الأصدقاء في تركيا علاوة على تبرعات رسمية وشعبية لمصلحة اللاجئين السوريين في تركيا ومشاريع خيرية كثيرة في هذا الشأن.

وشدد على أهمية المباحثات التي ستتخلل القمة بين سمو أمير البلاد والرئيس أردوغان خصوصا حيال أبرز ملفات المنطقة والعالم وفي صدارتها القضية الفلسطينية والتنسيق والتشاور حيال ضمان الأمن والسلم الدوليين لاسيما أن العلاقات بين البلدين تتميز بعراقتها وتجذرها إذ تتعدى التعاون الثنائي إلى التنسيق والدعم لكل منهما للآخر في عضوية المنظمات والوكالات الإقليمية والدولية في كل الميادين في إطار العلاقات الدبلوماسية علي مدار ستة عقود.

في إطار تعزيز العلاقات الكويتية - التركية التي تشهد تطورا ملحوظا ومستمرا وسط حرص قيادتي البلدين الصديقين على تعزيزها لتشمل جميع المجالات بما يسهم في تحقيق مصالحهما المشتركة.

وتقوم العلاقات الكويتية - التركية على أسس متجذرة من الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة والتنسيق حيال القضايا ذات الاهتمام المشترك واستثمار الصلات الثقافية والتاريخية والدينية التي تجمع البلدين والشعبين الصديقين في تعزيز أواصر الصداقة بينهما وترسيخها.

ويعود تاريخ العلاقات الكويتية - التركية رسميا إلى العام 1969 عندما وقع الطرفان اتفاقية لإقامة علاقات دبلوماسية أعقبها تبادل افتتاح السفارات في البلدين العام 1970.

وخلال العقود الستة الماضية برزت تركيا شريكا حقيقيا في الأوقات الحرجة التي شهدتها الكويت لاسيما خلال الساعات الأولى للغزو العراقي للبلاد حين نددت تركيا بهذا العمل الهمجي مؤكدة أنه عدوان واعتداء على القانون الدولي ومبدأ الشرعية الدولية وأعلنت تضامنها مع الكويت للمطالبة بعودة السيادة والاستقلال إليها.

وعقب تحرير الكويت العام 1991 شهدت العلاقات الكويتية - التركية تطورا لافتا لا سيما بعد زيارة أمير البلاد الراحل الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح إلى أنقرة في نوفمبر 1991 أعرب خلالها عن تقدير الكويت وامتنانه الشخصي لموقف تركيا من الغزو العراقي وتضامنها مع الحق الكويتي.

وعلى إثر ذلك تواصلت الزيارات بين البلدين الصديقين على شتى المستويات وشهدت ترسيخا وتطورا تمثل في اتفاقيات كثيرة تم توقيعها في شتى المجالات.

في المقابل كانت للكويت مواقف داعمة ومساندة لتركيا لاسيما حين شهدت منتصف يوليو 2016 محاولة انقلاب فاشلة استهدفت السيطرة على مفاصل الدولة ومؤسساتها فكانت الكويت في مقدمة الدول التي دعمت الشعب التركي وحكومته المنتخبة ديمقراطيا.

وحينها بعث الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح ببرقية إلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هنأه فيها بنجاح الشرعية وانتصار الديمقراطية وإرادة الشعب التركي الصديق بالمحافظة على مكتسباته الدستورية والتي مكنت الشعب التركي من تجنب معاناة ومآس كثيرة وحقن دماء الأبرياء.

وتتميز الرؤى الكويتية -التركية بوجود تطابق فيما يخص أهم القضايا الإقليمية والعالمية ذات الاهتمام المشترك حيث يتفق الجانبان على ضرورة إقامة دولة فلسطينية مستقلة والتنديد بالأعمال العدوانية للاحتلال الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني وضرورة تخفيف معاناته وتعزيز الأمن والسلم الدوليين والتصدي لظاهرة الإرهاب والتعبير عن الرفض التام لمحاولات ربط الممارسات الإرهابية والإجرامية بأي دين أو فئة.

وفي العام 1983 وقع البلدان اتفاقية للتعاون الاقتصادي والصناعي والفني أثمرت تشكيل لجنة اقتصادية مشتركة للتعاون الاقتصادي عقدت عدة اجتماعات في البلدين في وقت يرتبط البلدان باتفاقية لتشجيع الاستثمار وحمايته منذ العام 1988.

وفي إطار تعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات عقدت اللجنة العليا المشتركة بين البلدين اجتماعها الأول في 24 أكتوبر 2013 بالكويت فيما عقدت آخر اجتماعاتها في أنقرة في أكتوبر العام 2019.

وعلى الصعيد البرلماني فإن التعاون بين مجلس الأمة الكويتي ومجلس النواب التركي متنام على الدوام عبر لجنة الصداقة المشتركة وتبادل الزيارات والتنسيق المستمر في المحافل المختلفة بشأن القضايا الإقليمية والدولية.

ويرتبط البلدان بنحو 62 اتفاقية تشمل كل مجالات التعاون لاسيما على صعيد الاستثمارات الكويتية في تركيا التي تبلغ حاليا نحو 5ر2 مليار دولار وتأتي تنفيذا للرؤية التنموية للكويت الهادفة الى بناء قوة استثمارية إقليمية مع الاقتصادات المتقدمة والمستدامة ومنها تركيا.

وتعمل نحو 447 شركة كويتية في تركيا فيما تعمل نحو 50 شركة تركية في الكويت معظمها في مشروعات البنى التحتية حيث نفذت نحو 50 مشروعا بقيمة إجمالية تقدر بنحو تسعة مليارات دولار أمريكي في مقدمتها المبنى الجديد لمطار الكويت الدولي.

وتوجد شراكة بين البلدين الصديقين في مجال الدفاع كان من أحدث نتائجها إعلان وزارة الدفاع الكويتية في يونيو 2023 التعاقد مع تركيا لتوريد منظومة طائرات بدون طيار من طراز (بيرقدار TB2) بقيمة 367 مليون دولار بهدف تعزيز القدرات الدفاعية للجيش الكويتي.

وفي فبراير العام 2023 سارعت الكويت إلى إرسال مساعدات عاجلة لتركيا إثر الزلزال المدمر الذي ضرب مناطق عدة فيها وأطلقت حملة إغاثة عاجلة بتوجيهات الأمير الراحل الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح طيب الله ثراه.

كما أسهمت الكويت في إطفاء الحرائق التي اندلعت في مناطق عدة بتركيا العام 2021 وأهدت إلى تركيا ست آليات ولوازم متطورة للمكافحة والسيطرة على كل أنواع الحرائق.

وعلاوة على ذلك تسهم الكويت بشكل كبير في تخفيف العبء عن الحكومة التركية التي تستضيف نحو ثلاثة ملايين لاجئ سوري من خلال استضافتها لمؤتمرات المانحين لدعم الوضع الإنساني في سوريا والمساعدات الإنسانية لهم وافتتاح مشاريع عديدة عبر المؤسسات والجمعيات الخيرية الكويتية.