مدير «معهد فلسطين»: ما يحدث في رفح الفلسطينية بضوء أخضر من أمريكا
أكد رمزي عودة مدير معهد فلسطين لأبحاث الأمن القومي، على أنّ الموقف الروسي تجاه القضية الفلسطينية واضحًا منذ بداية الحرب ولم يتغير، فهي تؤكد على أن المقاومة الفلسطينية مشروعة حتى أن تتحقق فكرة حل الدولتين، وأن ما تقوم به إسرائيل هو جرائم يجب إقافها، كما أنها كانت ضد الفيتو الأمريكي الذي صدر في مجلس الأمن حول الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة.
وأضاف خلال مداخلة على قناة «القاهرة الإخبارية»، أنّ الدور الروسي لا يمكن أن يضغط أكثر من ذلك بسبب العلاقات التجارية بين الروس وإسرائيل، لافتا أن هناك جدوى إعلامية للموقف الروسي تجاه دعوتها بإقامة جلسة في مجلس الأمن غدا الخميس، مواصلا: «كان هناك أكثر من دعوة عربية وصينية وروسية لمجلس الأمن ولكنها فشلت بسبب الفيتو الأمريكي».
وتابع: «نحن في فلسطين نُثمن الموقف الروسي، ونعتبره داعما سياسيا وقانونيا لنا منذ عشرات الأعوام، لكننا ندرك أن الإدارة الأمريكية وتحالفها الاستراتيجي مع إسرائيل هي صاحبة القرار في الملف الفلسطيني، ما يحدث في رفح الفلسطينية بضوء أخضر من أمريكا، وإذا أرلادت الولايات المتحدة أن تُوقف الحرب ستوقفها بسهولة».
كانت حذرت حركة حماس من استعداد إسرائيل لهجوم على مدينة رفح، التي يقطنها نحو 1.2 مليون شخص، معظمهم من النازحين، مشيرة إلى أن هذه الخطوات تتجاهل الوضع الإنساني المأساوي في القطاع ومصير الرهائن في غزة.
وأكدت الحركة في بيانها أن تحضيرات إسرائيل للهجوم على رفح تظهر استمرارها في تجنب الالتزام بأي اتفاق لوقف العدوان، وتجاهلها للأزمة الإنسانية المستمرة في القطاع، بالإضافة إلى عدم اهتمامها بمصير الأسرى الفلسطينيين في غزة.
حذرت منظمات الإغاثة من استمرار العملية العسكرية في رفح، حيث أشارت صحيفة "ذا جارديان" البريطانية إلى تزايد التحذيرات التي أطلقتها هذه المنظمات بشأن العواقب الإنسانية الخطيرة والتخفيضات الكبيرة في إمدادات المساعدات.
وأفاد التقرير إن استمرار الهجوم الإسرائيلي على رفح الفلسطينية قد يؤدي إلى حوادث دموية بسبب الكثافة السكانية في المنطقة، وقد حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) من أن نحو 600 ألف طفل في رفح مهددون بكارثة وشيكة، مطالبة بعدم إجبارهم على مغادرة مناطقهم بالقوة.
وتوجهت اليونيسف بتحذير بشأن وجود ممرات إجلاء تنتشر فيها الألغام والذخائر غير المنفجرة، وبالنظر إلى الخدمات المحدودة في المناطق التي سيتم نقل الأطفال إليها، فإنها تحذر من وقوع كارثة جديدة للأطفال في المنطقة.
عبر بعض أقارب الرهائن في غزة عن خوفهم الشديد من تداعيات هجوم رفح المحتملة.
وقال جيل ديكمان، واحد منهم، في حديثه لبرنامج نيوزداي على بي بي سي: "نحن كعائلات الرهائن خائفون للغاية من مجريات الأحداث المحتملة".
وأشار إلى قلق العائلات بشدة من خطر المخاطرة بحياة الأبرياء والجنود والرهائن نتيجة لهذه العملية.
تمت الموافقة على المقترح المصري - القطري من قبل حركة حماس، وفقًا لمسؤولين داخل الحركة، ويتضمن هذا المقترح ثلاث مراحل، حيث تستمر كل مرحلة لمدة 42 يومًا.
والمرحلة الأولى تشمل وقفًا مؤقتًا لإطلاق النار في المناطق المأهولة بالسكان، ووقفًا مؤقتًا لطائرات الاستطلاع، وانسحابًا من محاور نتساريم ودوار الكويت.
أما المرحلة الثانية فتتضمن إعلان الهدوء الدائم داخل قطاع غزة، وانسحابًا كاملًا لإسرائيل من القطاع.
أما المرحلة الثالثة، فتشمل عودة النازحين بشكل كامل إلى مناطقهم دون قيود، وتوفير المساعدات والغذاء وإقامة مساكن مؤقتة للسكان الذين فقدوا منازلهم، وسيكون هناك جهود كبيرة لإعادة إعمار قطاع غزة بالتعاون مع مصر وقطر والأمم المتحدة.
وتتضمن المرحلة الأولى مفاوضات غير مباشرة بشأن تبادل الأسرى بوساطة قطرية ومصرية، وتبادل كل مجندة إسرائيلية مقابل 50 من السجينات الفلسطينيات، بما في ذلك 30 من السجينات اللواتي حصلن على أحكام بالسجن المؤبد، و20 من السجينات الفلسطينيات الأكبر سنًا.
وتؤكد حماس أن الضمانات المقدمة لتنفيذ هذا المقترح تأتي من الرئيس الأمريكي جو بايدن ووسطاء في مصر وقطر.
والجدير بالذكر أن الحرب بدأت عندما اقتحم مسلحو حماس الحدود الإسرائيلية في 7 أكتوبر، وأسفرت عن مقتل نحو 1200 شخص واحتجاز أكثر من 250 رهينة.
وخلال هذه الحرب، التي شنتها إسرائيل في غزة، فقد قتل أكثر من 34600 فلسطيني وأصيب أكثر من 77900 آخرين، وفقًا للأرقام الصادرة عن وزارة الصحة.