للمرة الأولى منذ 6 أشهر.. تباطؤ معدل التضخم الأمريكي بنسبة 3.4%
شهد مؤشر التضخم الأساسي في الولايات المتحدة، خلال شهر أبريل الماضي تباطؤًا للمرة الأولى منذ 6 أشهر، مما يشير إلى أن ضغوط الأسعار تنحسر تدريجياً وتدعم توجهات مجلس الاحتياطي الفيدرالي خفض أسعار الفائدة في وقت لاحق من العام الحالي.
توقعات بخفض أسعار الفائدة في أمريكا
وارتفع مؤشر أسعار المستهلك الأساسي، الذي يستبعد تكاليف الغذاء والطاقة، بنسبة 0.3% مقارنة بشهر مارس، وفقاً للبيانات الحكومية الصادرة يوم الأربعاء. أمّا مقارنة بالعام الماضي، ارتفع المؤشر 3.6%.
ويرى عدد من خبراء الاقتصاد بأمريكا أن المؤشر الأساسي أفضل من مؤشر أسعار المستهلك الإجمالي، والذي أظهرت أرقام مكتب إحصاءات العمل ارتفاعه 0.3% عن الشهر السابق، و3.4% عن العام الماضي، وقال مكتب إحصاءات العمل في التقرير إن المأوى والبنزين شكلا أكثر من 70% من الزيادة.
ومن ناحيته، قال رئيس قسم الأسواق العالمية في "Cedra Markets" جو يرق، إن أرقام التضخم الأمريكية التي تم إعلانها مؤخرا جاءت متماشية مع التوقعات، لافتًا إلى أن أرقام التضخم تعطي دفعة للفيدرالي الأمريكي، ولكن لن يكون هناك تحرك في الوقت الحاضر لخفض الفائدة قبل التأكد من البيانات لعدة أشهر متتالية للتأكد أن التضخم أصبح تحت السيطرة.
كما أشار خلال مقابلة مع "العربية Business"، إلى أن رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي (المركزي الأمريكي) جيروم باول، قد توقع أن يستمر التضخم في الانخفاض حتى عام 2024 مثلما حدث العام الماضي، على الرغم من تراجع ثقته في تحقق ذلك بعد ارتفاع الأسعار بوتيرة أسرع من المتوقع خلال الربع الأول.
ارتفاع أسعار البنزين أدى إلى إبعاد الإنفاق عن السلع الأخرى
علمًا أن مبيعات التجزئة الأمريكية استقرت على غير المتوقع في أبريل، إذ أدى ارتفاع أسعار البنزين إلى إبعاد الإنفاق عن السلع الأخرى، ما يشير إلى أن فقدان زخم إنفاق المستهلكين.
وقال مكتب الإحصاء التابع لوزارة التجارة إن القراءة دون تغيير في مبيعات التجزئة الشهر الماضي جاءت في أعقاب زيادة معدلة بالخفض بنسبة 0.6% في مارس. تم الإبلاغ سابقاً عن ارتفاع مبيعات التجزئة بنسبة 0.7% في مارس، وفقاً لـ "رويترز".
وكان اقتصاديون استطلعت رويترز آراءهم توقعوا أن ترتفع مبيعات التجزئة، وهي في الغالب سلع وليست معدلة في ضوء التضخم، 0.4% في أبريل.
وبدوره، قال إريك فينوجراد، كبير الاقتصاديين للدخل الثابت في AllianceBernstein لـ "فايننشال تايمز": "من دواعي الارتياح أنه للمرة الأولى هذا العام، لم يأتي مؤشر أسعار المستهلك أعلى من المتوقع".
وقبل التقرير، كان المتداولون يراهنون على تخفيض واحد أو اثنين لأسعار الفائدة هذا العام، بدءًا من نوفمبر. ولكن في أعقاب ذلك مباشرة، قاموا بتسعير تخفيضين كاملين بحلول ديسمبر، وفقًا لبيانات بلومبرج.
البنك المركزي قد يضطر إلى الحفاظ على أسعار الفائدة المرتفعة
كما انخفضت عوائد السندات الأمريكية وارتفعت أيضًا العقود الآجلة للأسهم بعد صدور البيانات، وتراجع عائد سندات الخزانة لأجل عامين، والذي يتحرك مع توقعات أسعار الفائدة، إلى 4.71%، وهو أدنى مستوى له منذ أوائل أبريل.
وتأتي هذه الأرقام بعد يوم من تحذير رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جاي باول من أن البنك المركزي قد يضطر إلى الحفاظ على أسعار الفائدة المرتفعة لفترة أطول في الوقت الذي يكافح فيه لترويض التضخم المستمر.