أمريكا وجنوب أفريقيا.. علاقات معقدة وإلتزام اقتصادي
ترتبط الولايات المتحدة وجنوب إفريقيا بعلاقات اقتصادية منذ أواخر القرن الثامن عشر، واستمرت هذه الروابط حتى القرن الحادي والعشرين، مع التركيز على مجالات مثل التعدين والتجارة والزراعة.
شهدت العلاقات الأمريكية الجنوب إفريقية فترات من التوتر طوال القرن العشرين، بسبب حكم الأقلية البيضاء العنصري في جنوب إفريقيا (1948-1994)، وفرضت الولايات المتحدة حظرًا على الأسلحة على جنوب إفريقيا ودعمت حركة مناهضة الأبارتيد.
بعد سقوط نظام الأبارتيد عام 1994، طورت الولايات المتحدة وجنوب إفريقيا علاقة مفيدة استراتيجيًا وسياسيًا واقتصاديًا، وتشمل مجالات التعاون الرئيسية التجارة والاستثمار والتنمية والتعليم والصحة.
وصلت العلاقات بين جنوب إفريقيا والغرب، ولاسيما الولايات المتحدة، إلى أدنى مستوى لها منذ تسعينيات القرن الماضي، في ظل اتجاه الأولى لتعزيز تقاربها مع روسيا والصين، غير أن بريتوريا لا تبدو مستعدة حالياً للتضحية بعلاقاتها مع واشنطن وحلفائها الأوروبيين في ظل الأهمية الاقتصادية التي تشكلها الأسواق الغربية للبضائع الجنوب إفريقية، ناهيك عن الأوضاع الاقتصادية المأزومة التي تعاني منها الأخيرة، وهو ما يجعل بريتوريا أمام خيارات صعبة خلال الفترة المقبلة، ولاسيما وأنها تستعد لاستضافة قمة تجارية بين الولايات المتحدة والدول الإفريقية بعد شهر واحد من قمة "البريكس" التي ستستضيفها جنوب إفريقيا في أغسطس 2023.
جددت الولايات المتحدة التزامها بالتعاون مع جنوب أفريقيا لتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية العميقة وتعزيز التعاون لضمان سلامة وأمن المواطنين والشعبين .
وقال وزير الخارجية الأمريكي انتوني بلينكن، في بيان نشرته الخارجية الأمريكية، اليوم السبت بمناسبة الذكرى الثلاثين التاريخية لأول انتخابات ديمقراطية في جنوب افريقيا: إن "يوم الحرية يوفر فرصة للتأكيد على العلاقة القوية بين الولايات المتحدة وجنوب أفريقيا المبنية على التزام بلدينا المتبادل بالديمقراطية وحقوق الإنسان".
وأعرب عن أمله في أن تتمكن البلدان أيضًا من توسيع سبل تعاونهما لمواجهة التهديد والتخفيف من تداعيات تغير المناخ.
واختتم البيان بالقول: "بالنيابة عن شعب الولايات المتحدة، أهنئ جميع مواطني جنوب إفريقيا بمناسبة الذكرى الثلاثين التاريخية لأول انتخابات ديمقراطية في بلادهم وأقدم أطيب تمنياتي بمناسبة هذه الذكرى الثلاثين التاريخية.