”اتحاد الكتّاب”: لا النكبة ولا المقتلة الدموية الطويلة ستوقفان نضالنا من أجل التحرير والعودة
أصدر الاتحاد العام للكتّاب والأدباء الفلسطينيين اليوم الأربعاء بيانًا في الذكرى 76 على نكبة فلسطين واحتلالها من قبل العصابات الصهيونية الوحشية. وجاء في نص البيان: "تمر سنون الفيض بما لا تطيق الأنفس، كأنّها الجبال الناصبات على الصدور، جاثمة بكتمانٍ لكل متاع الحياة، والتراكم الناجز لكل إنسان خلق لهذا الوجود، ليبقى شعبنا رغم قاسيات الدرب ووعرة الطريق، وعورة الضمير الدولي الذي حرف العدالة، ومات منذ البداية عن مظلمة الشعب الفلسطيني الكبرى والمرهقة، الضمير المقتول أمام المجرم النووي الذي أباح الدماء جاريًا في نهر الفداء من أجل الخلاص وتعديل المعوج الخنيق، الضمير العالمي المتعفن في الكون بانصياعها الباهت لمحتل فاز بألقاب الوحشية، والعدمية، والسفك المهدار للدماء البريئة، والعنف المدار بكل قذارة في دوائر الزمن على أهل فلسطين. لا كلماتنا تصف دموية العصابات الهاربة من العالم لتحط في بساتين أرواحنا لتنحرها، ولا إرادتنا تلين في مواجهته لجرفه بما حوى واحتوى من مرابع وطننا ورياضه، باقون فوق ترابنا عمادنا الدم والثبات، ولن نزيح النفيس لمريح يهلكنا، بل نحشد المبتدأ بخبر صمودنا لنرجع عن الخيمة، والمخيم إلى بلداتنا وقرانا ومدننا المدمرة، سنرجع مهما طوفان الدم أغرق المطارح، وأتعب العزائم، فلنا قوة الحق الذي لا يلين، ولهم غبش الخداع وإن تسلح بكل عتاد أهل الباطل، وأشبعت بطونه نفاق المتخاذلين. الذكرى الأليمة تمر وقلب غزة يمزق أمام العالم، وعيون غزة تغتال بمخرز الظلم، وجور أهل الباطل، والضفة تمضي في مواجهتا الشامخة لحمة الجسد الواحد مع غزة لنزع الخلاص من بين أنياب القتلة، وسنادهم صنّاع الظلم، ومهرة البطش، إلا أننا باقون على ثابت فلسطين، وعرق الجباه الساقيات لسنابل الطير والرياح حاملات البشائر، لن ننكسر لينتصر الباطل، ولن ننهزم ليمر القاتل، بل عيوننا تتعافى أمام رمح المصائب لنواصل النضال من أجل الحرية، والقدس العاصمة التي تجدد فعلها المقدس كما هي فلسطين بجمًاعها على سطر النار والمقاومة والفعل المنازِل. النكبة لن تنسينا أنفسنا ولن تجعل المنفى أوطانًا، بل النكبة رفضنا التام والمقتلة الجارية في هذه الأيام تؤكد على أن حبلنا المتين ما يزال بخير، وجسر عودتنا للربوع والتلال في الشمال العالي، والوسط المنتظر قرب المذهبة قبتها وفي الجنوب الصامد رغم نبع الدماء الزكية، وبجوار الماء للبحر الحارس، حتى الماء للنهر الأمين ستبقى فلسطين لنا، والعابرون للسراب الموحش ولو بعد ألف مجزرة، ومقتلة. النكبة ذكرى، والنضال واقع لن نعدمه تراكمه برايات عاليات وثوابت لا تنكسر وعلى العالم اليوم أن ينتصر لإنسانيته من مجرم جبان يستغله ليحضر الجريمة الأكبر بعلوه الدموي، وحرقه الخسيس لقيم الإنسانية، وتحويل الكون كل الكون لدمية بين يديه، يجري على أهل الأرض ما يجريه اليوم على شعبنا في غزة والضفة، هذا المجرم البشع لا يشبه إنسانيتنا، فعلام العالم يسانده، ويمده، ويرضيه بالسكوت عن جرائمه، ويغيب العدالة من أجله، وقد خرجت الشعوب كالسيول الهائجات في شوارع المعمورة تطالب بلجمه، وخرج الشباب المؤمن بعدالة الإنسانية من جامعات الدنيا لتطالب بنصرة المظلومين في فلسطين، وصار العالم أكثر تبصرًا بالظلم الواقع على شعب فلسطين، رغم الماكينات العملاقة لإعلام التحريف والتزوير وقلب الحقائق، رغم سحب الأموال الجارفة لدعم القاتل، ورغم السلاح السيال والفتاك المرسل والطائر للمجرم ليكمل جريمته، هذا الفجور المتبع من قبل الأنظمة القمعية في الدول الاستعمارية والكولوينالية التي أفسدت معادلة الكون في الحفاظ على العدالة لشعبنا بعودته وأرضه وحقه الكامل. وإذ نعيش نكبتنا في مقتلة دموية فاحشة متواصلة لا يعني أننا سنرفع الراية، وسنجعل من معاناتنا نهاية، لا بل أننا سنواصل حقنا بالدفاع عن أنفسنا وترابنا الوطني لكنس الاحتلال، والانتصار على الظلم، والقهر والسحق للمجرم وسيّاف المجزرة. على العالم الرسمي بكل هيئاته ومؤسساته، وعناوينه أن يتسق وينسجم مع نبض الشعوب ورفض الجريمة، ومحاسبة المجرم، وإعلاء الحياة وإقرارها لشعوب تبني وتصنع الحضارات، وسحب قدر الموت من أنياب القاتل العدمي إسرائيل، ولن يكون هذا إلا بإستقلال فلسطين وعودة اللاجئين عودة كاملة على كامل التراب وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس.