مايو الأسود على إسرائيل.. نتنياهو منبوذا ودعم ساحق لـ”دولة فلسطينية” ومأزق حلفاء تل أبيب
شهد شهر مايو الجاري، أحداثا فارقة في إطار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والمستمر منذ السابع من أكتوبر الماضي، حيث ارتفع التأييد الدولي للحق الفلسطيني بالزامن مع غضب عالمي من تل أبيب التي تجاهلت كافة النداءات الدولية لوقف العدوان على الشعب الفلسطيني.
وأمرت محكمة العدل الدولية إسرائيل بالوقف الفوري لعمليتها العسكرية المثيرة للجدل في مدينة رفح الفلسطينية الواقغة في جنوب قطاع غزة، قائلة إن الوضع الإنساني هناك "كارثي" ومن المتوقع أن "يتفاقم أكثر".
وفي هذا السياق، قالت شبكة سي إن إن الإخبارية الأمريكية في تقرير لها إن الأسابيع الماضية كانت مضطربة بالنسبة لإسرائيل، ولم يسبق أن تعرضت الدولة اليهودية لمثل هذا الضغط الدولي المكثف والمستمر من جبهات متعددة بسبب سياساتها تجاه الفلسطينيين.
نتنياهو منبوذا
وأصبح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أحدث عضو في قائمة زعماء العالم الذين يوصفون بالمنبوذين دوليا عندما أصبح هدفا للمحكمة الجنائية الدولية، التي يسعى المدعي العام فيها كريم خان إلى إصدار مذكرة اعتقال ضده وضد وزير دفاعه يوآف جالانت للاشتباه في ارتكابهما جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية خلال الحرب الإسرائيلية على غزة.
وانضم نتنياهو، إلى القائمة التي تضم الرئيس السوداني السابق عمر البشير والرئيس الروسي فلاديمير بوتين والزعيم الليبي الراحل معمر القذافي.
مطالبات دولية لوقف العدوان على غزة
وإلى جانب الحصار القضائي لإسرائيل، تتصاعد الضغوط ضد تل أبيب لحملها على إنهاء الحرب من كافة الجهات: الجامعات الأمريكية، والمشاهير الأمريكيين، وحلفاء إسرائيل الغربيين، وحتى عائلات الرهائن الإسرائيليين، لكن أهم الضغوط قد يكون الإجراء القانوني والدبلوماسي الذي تم اتخاذه ضد إسرائيل هذا الشهر.
التصويت على الدولة الفلسطينية
وشهد يوم العاشر من مايو الجاري، حدثا هاما بشأن طريق فلسطين للحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، حيث حصلت على دعم دولي ساحق وغير مسبوق لقيام دولة فلسطينية مستقلة، مما ترك الولايات المتحدة وعدد قليل من حلفاء إسرائيل في عزلة.
وتصر إسرائيل والولايات المتحدة على أن الدولة الفلسطينية لا ينبغي أن تنشأ إلا من خلال تسوية تفاوضية.
وعارض المسؤولون الإسرائيليون الاعتراف الأحادي بالدولة الفلسطينية، خشية أن يؤدي ذلك إلى تمكين الفلسطينيين من تقديم إسرائيل إلى المحاكم الدولية وإضعاف موقفها في مفاوضات السلام المستقبلية.
اعترافات أحادية بدولة فلسطين
ومع استمرار استخدام الولايات المتحدة لحق النقض الفيتو، ضد إقامة الدولة الفلسطينية، اختارت بعض الدول التصرف بشكل مستقل، وعلى رأسها النرويج أيرلندا وإسبانيا والنرويج الذين أعلنوا الأسبوع الماضي عن خطط للاعتراف رسميا بالدولة الفلسطينية، قائلين إنهم يأملون أن تؤدي هذه الخطوة إلى حث الدول الأوروبية الأخرى على أن تحذو حذوها.
وأثارت هذه الخطوة إدانة سريعة من إسرائيل، التي استدعت سفراءها من الدول الثلاث.
مأزق لحلفاء إسرائيل
وأدى ذلك إلى حدوث صدع بين حلفاء إسرائيل الغربيين وتحالف متزايد من دول الجنوب العالمي التي تمتد من آسيا وإفريقيا وأمريكا الجنوبية والتي تطالب بصوت عال بشكل متزايد بمحاسبة إسرائيل على أفعالها في غزة.
وفي قضية حديثة أمام محكمة العدل الدولية، اضطرت ألمانيا للدفاع عن مبيعات الأسلحة لإسرائيل ضد مزاعم "تسهيل الإبادة الجماعية" التي رفعتها نيكاراغوا.
ورغم الضغوط، رفضت المحكمة طلب الوقف الفوري لصادرات الأسلحة الألمانية إلى إسرائيل.
ومن ناحية أخرى، أدى القرار الذي اتخذته المحكمة الجنائية الدولية بمتابعة أوامر الاعتقال ضد نتنياهو وغالانت إلى إحداث انقسام بين حلفاء إسرائيل الغربيين.