تقرير أممي: المواد الأفيونية الاصطناعية تفاقم أزمة المخدرات العالمية
كشف تقرير أممي أن ظهور المواد الأفيونية الاصطناعية الجديدة، وزيادة العرض والطلب على المخدرات، أدت إلى تفاقم أزمة المخدرات العالمية، ما تسبب في ارتفاع نسبة التعاطي والأضرار البيئية.
أظهر "تقرير المخدرات العالمي لعام 2024"، الصادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة في فيينا، أن عدد الأشخاص الذين يتعاطون المخدرات ارتفع إلى 292 مليون شخص في عام 2022، بزيادة قدرها 20% على مدى العقد الماضي. وأشار التقرير إلى أن "القنب" لا يزال المخدر الأكثر استخدامًا على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم مع 228 مليون مستخدم، فيما تأتي المواد الأفيونية في المرتبة الثانية بوجود 60 مليون مستخدم.
انخفاض إنتاج الأفيون وزيادة المخدرات الاصطناعية
رغم انخفاض إنتاج الأفيون العالمي بنسبة 74% في عام 2023، بسبب تراجع الإنتاج في أفغانستان بنسبة 95%، وزيادة الإنتاج في ميانمار بنسبة 36%، فإن التقرير يشير إلى أن ظهور المواد الأفيونية الاصطناعية الجديدة، مثل النيتازينات، قد أدى إلى تفاقم آثار مشكلة المخدرات. وظهرت هذه المواد في العديد من البلدان ذات الدخل المرتفع، مما أدى إلى زيادة في الوفيات الناجمة عن الجرعات الزائدة.
مستويات قياسية في العرض والطلب
سجلت المنظمة مستويات قياسية في العرض والطلب على المخدرات الأخرى مثل الأمفيتامينات والكوكايين، التي يتعاطاها 53 مليون شخص. وأسفر ذلك عن ارتفاع اضطرابات تعاطي المخدرات والأضرار البيئية، مثل إزالة الغابات، وإلقاء النفايات السامة، والتلوث الكيميائي.
التفاوت في فرص العلاج
كشف التقرير عن تفاوت في فرص الحصول على العلاج من الإدمان، حيث تتاح للرجال أكثر من النساء. وأظهرت البيانات أن واحدًا فقط من كل 11 شخصًا يخضع للعلاج، من بين 64 مليون شخص يعانون من مشاكل تعاطي المخدرات حول العالم.
جهود مكافحة المخدرات
أفاد التقرير بأن 2.7 مليون شخص تمت مقاضاتهم، بينما أُدين أكثر من 1.6 مليون شخص حول العالم في عام 2022، مع وجود اختلافات كبيرة عبر المناطق فيما يتعلق باستجابة العدالة الجنائية.
وأكدت غادة والي، المديرة التنفيذية لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، على أهمية توفير العلاج والدعم القائمين على الأدلة لجميع الأشخاص المتضررين من تعاطي المخدرات، واستهداف سوق المخدرات غير المشروعة، والاستثمار بشكل أكبر في الوقاية.
الكحول يودي بحياة 2.6 مليون شخص سنويًا
في تقرير آخر، أظهرت منظمة الصحة العالمية أن الكحول يتسبب في وفاة 2.6 مليون شخص سنويًا. ورغم تراجع طفيف في السنوات الأخيرة، يظل هذا الرقم مرتفعًا بشكل غير مقبول.
وأوضح التقرير أن الكحول مسؤول عن وفاة واحدة من بين كل 20 حالة سنويًا على مستوى العالم، بما يشمل حوادث الطرق، وحالات العنف، والكثير من الأمراض والاضطرابات. وتبين أن 2.6 مليون حالة وفاة نُسبت إلى الكحول في عام 2019، ويمثل الرجال ثلاثة أرباع هذه الوفيات.
تأثير الكحول على الشباب
وأشار التقرير إلى أن الشباب يتأثرون بشكل غير متناسب بتعاطي الكحول، حيث سجلت أعلى نسبة من الوفيات الناجمة عن الكحول في الفئة العمرية 20-39 عامًا بنسبة 13%. وأكد رئيس منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم جيبرييسوس، أن تعاطي المواد المسببة للإدمان يزيد من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة والعقلية، ويؤدي إلى ملايين الوفيات التي يمكن الوقاية منها كل عام.