بنجلاديش تفرض حظر تجوال وتستدعي الجيش مع تصاعد الاحتجاجات الطلابية
انتشر الجنود بأعداد كبيرة اليوم في المدن في أنحاء بنجلاديش بعد يوم آخر من الاشتباكات الدامية بين الطلاب المحتجين والشرطة مما دفع رئيسة الوزراء الشيخة حسينة إلى إلغاء الزيارات الخارجية.
وأسفرت أعمال العنف هذا الأسبوع عن مقتل 105 أشخاص على الأقل حتى الآن، وفقا لإحصاء وكالة فرانس برس للضحايا الذين أبلغت عنهم المستشفيات، مما يشكل تحديا كبيرا لحكومة حسينة الاستبدادية بعد 15 عاما في السلطة.
دخل حظر التجوال الحكومي حيز التنفيذ عند منتصف الليل وطلب مكتب رئيس الوزراء من الجيش نشر القوات بعد أن فشلت الشرطة مرة أخرى في قمع الفوضى.
وقال المتحدث باسم رئيسة الوزراء حسينة نعيم الإسلام خان لوكالة فرانس برس "قررت الحكومة فرض حظر تجول ونشر الجيش لمساعدة السلطات المدنية".
كانت شوارع العاصمة دكا شبه مهجورة عند بزوغ الفجر، مع وجود قوات مشاة وناقلات جند مدرعة تقوم بدوريات في المدينة الكبرى المترامية الأطراف التي يبلغ عدد سكانها 20 مليون نسمة.
وطلبت الشرطة من العديد من سائقي عربات الريكشا في وسط المدينة الذين تجاهلوا حظر التجوال العودة إلى منازلهم.
وذكرت قناة 24 الخاصة أن حظر التجوال سيظل ساري المفعول حتى الساعة العاشرة صباحا يوم الأحد.
وكان من المقرر أن تغادر حسينة البلاد يوم الأحد في جولة دبلوماسية مخططة مسبقا، لكنها تراجعت عن خططها بعد أسبوع من تصاعد العنف.
وقال السكرتير الصحفي لها نعيم الإسلام خان لوكالة فرانس برس "لقد ألغت جولتيها إلى إسبانيا والبرازيل بسبب الوضع السائد".
وطالبت المسيرات شبه اليومية هذا الشهر بإنهاء نظام الحصص الذي يخصص أكثر من نصف وظائف الخدمة المدنية لمجموعات محددة، بما في ذلك أطفال المحاربين القدامى من حرب التحرير التي خاضتها البلاد ضد باكستان عام 1971.
ويقول المنتقدون إن البرنامج يفيد أطفال الجماعات المؤيدة للحكومة التي تدعم حسينة (76 عاما) التي حكمت البلاد منذ عام 2009 وفازت بالانتخابات الرابعة على التوالي في يناير بعد تصويت دون معارضة حقيقية.
وتتهم جماعات حقوق الإنسان حكومة حسينة بإساءة استخدام مؤسسات الدولة لتعزيز قبضتها على السلطة وقمع المعارضة، بما في ذلك القتل خارج نطاق القضاء لنشطاء المعارضة.
وكانت طلقات النار التي أطلقتها الشرطة سببا في أكثر من نصف الوفيات التي تم الإبلاغ عنها حتى الآن هذا الأسبوع، استنادا إلى الأوصاف التي أعطاها موظفو المستشفى لوكالة فرانس برس.
وقال بابو رام بانت من منظمة العفو الدولية في بيان "إن ارتفاع عدد القتلى يشكل إدانة صادمة لعدم التسامح المطلق الذي تبديه السلطات البنجلاديشية تجاه الاحتجاج والمعارضة".
وفرضت السلطات حظرا على الإنترنت في جميع أنحاء البلاد يوم الخميس ولا يزال ساريا حتى الآن، مما أعاق بشدة الاتصالات داخل وخارج بنجلاديش.