اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارون رئيس التحرير محمود نفادي
جنوب السودان يقترب من استئناف تصدير النفط.. جهود مشتركة لإعادة الانتعاش الاقتصادي عبر خط الأنابيب حماس والحوثيون.. غزل وتحالفات جديدة وسط حرب متصاعدة في المنطقة خسوف جزئي للقمر.. هذه المناطق بالعالم تراه ٤ ساعات غدًا اقتراح منقح.. جهود أمريكية مكثفة لتأمين هدنة في غزة وإطلاق سراح الرهائن مسؤولة أممية تشيد أمام مجلس الأمن بدور الإمارات في إجلاء مرضى من غزة قطر تؤكد أن الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني مثال صارخ لتردي وغياب سيادة القانون مقررة أممية: شاهدنا رعب الإبادة الجماعية في غزة منذ اكتوبر الماضي إدانة لمحاولة اغتيال رئيس جزر القمر.. منظمة التعاون الإسلامي تتضامن مع استقرار الدولة أمريكا: التحقيق الأولي في مقتل أمريكية بالضفة الغربية لا يبرئ إسرائيل أكسيوس: من الجنون أن يُقدم ”نتنياهو” على إقالة ”جالانت” وسط الحرب محافظ جاوا الإندونيسية: نقدر عناية الإمام الأكبر بطلابنا الدارسين في قلعة الوسطية والاعتدال المجلس الوطني الفلسطيني يدين قصف مخبز في خان يونس

أرباح التيك توك في ميزان الشريعة الإسلامية.. داعية إسلامي: ما يؤدي لحرام فهو حرام

كثر الكلام في الآونة الأخيرة حول ما يسمى بأرباح التيك توك، وذلك من خلال تحميل أبلكيشن معين ودعوة المشاهدين لرؤيته مقابل الحصول على أموال معينة، ومن ثم يسأل البعض عن حل هذه الأموال من عدمه، وفي تصريحات خاصة ل "لاتحاد العالم الإسلامي" سنعرض رأي الفقة من ذلك، وغرض من اكتساب الأموال من خبير أمن معلومات.

الفقة

قال الدكتور "عبد الحليم منصور" أستاذ الفقة المقارن بجامعة الأزهر الشريف: إن الحكم الفقهي حول هذه المسألة يرتبط ارتباطا وثيقا بما يقدم في هذه المحتويات، ومدى الجهد المبذول من الشخص الذي يحصل على هذه الأموال.

وضح أستاذ الفقة، إن كان المحتوى المقدم مرذولا، وينافي قيم المجتمع ومبادئه، وينافي الأخلاق الفاضلة التي دعت إليها الأديان السماوية ففي هذه الحالة يكون هذا المال محرما لأن ما أدى إلى الحرام فهو حرام، ولأن للوسائل حكم الغايات، ولأن ترويج ما ينافي الأخلاق ويعمل على إشاعة الفاحشه محرم شرعا لما يأتي :
قول الله تعالى :" إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آَمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ " النور : (19)
فضلا عن إيذاء المشاعر المواطنين المحرم بقول الله تعالى :" وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا " الأحزاب : (58)
وأيضا لما في هذا من الإضرار بأخلاق المجتمع والتعدي عليها لقوله عليه الصلاة والسلام :" لا ضرر ولا ضرار ".

وبين منصور، إن كان هذا المحتوى المقدم منضبطا ومتناغما مع الأخلاق، ولا يعمل على إشاعة الفاحشة في المجتمع، ولا يصادم قيم المجتمع وأخلاقه، ففي هذه الحالة يكون المحتوى مباحا ، والعمل على ترويجه مباحا أيضا، ويكون المقابل المالي الذي يحصل عليه الشخص في هذه الحالة مشروعا، إذا كان الجهد المبذول يساوي المبلغ المتحصل عليه، فإن لم يكن كذلك ، بأن كان المال أكثر من العمل، أو مبالغا فيه، ففي هذه الحالة يكون ما زاد عن الجهد المبذول في ضوء عرف هذه المهنة وأهلها محرما، لأنه من قبيل الإثراء بلا سبب على حساب الغير، وأخذا لمال الغير بغير حق لقول الله عز وجل :" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا " النساء : (29)

وأكد أستاذ الفقه، إن تساوى العمل مع المقابل المتحصل عليه وفقا للمتعارف عليه في مثل هذه الأعمال ، وكان المحتوى منضبطا ومتناغما مع أخلاق المجتمع ففي هذه الحالة يكون المال حلالا ، والعمل حلالا أيضا.

وعلى نفس السياق قال الشيخ حمدى نصر، إمام وخطيب بوزارة الأوقاف، أن وسائل التكنولوجيا الحديثة تعددت في هذا الزمان، وتنوعت ولابد للشريعة الإسلامية من التعرف عليها والحكم عليها حيث أنها أصبحت جزء من حياة الناس، وعلى رأس هذا النت ووسائل التواصل الإجتماعي والبرامج المتعددة والمتنوعة ومنها اليوتيوب والتيك والتوك وغيرها، وكان لابد من معرفة حكم التعامل مع هذه التكنولوجيا المتطورة خاصة وأنها غزت معظم حياتنا، فأصبح منها ما هو ترفيهى وربحى.


أوضح حمدي نصر، أن حكم هذا المال المكتسب من هذه البرامج ومنها التيك توك، بناءا على نوعية المحتوى الذى تقدمه هذه البرامج والذى يحدد الحكم عليها من خلاله،
فإذا كان المحتوى هادف نافع يحث على مكارم الأخلاق وجميل الصفات وطيب المعاملات ونشر الفضيلة بين الناس فهذا أمر دعت إليه الشريعة الإسلامية وحثت عليه ورغبت فيه، قال تعالى: "خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين"، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم، "إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق"، فإذا كان الأمر على هذا الحال فلا بأس من التعامل معه وبه والتربح من خلاله.

وأكد نصر، إذا كان المحتوى يحث على الفسق والفجور ويدعو إلى فساد الأخلاق ونشر الرذيلة بين العباد ويشيع الفاحشة بين الناس بأى طريق وبأى وسيلة وبأى نوع فهو حرام ، يحرم التعامل معه وبه والتربح من خلاله حرام وصاحبه يأكل الحرام.

ووضح نصر، بين أفعالنا وأرباحنا بميزان الشرع حسب ما يقدم للناس من خير أو شر، إصلاح أو إفساد، بر أو فجور، فالأول حلال نطلبه، والآخر حرام نجتنبه، أما إذا اختلط الأمر بين هذا وذاك فالأولى تركه واجتنابه والبعد عنه اتقاء للشبهة وبعدا عن الفتنة، ونبتغى الغنى فى الحلال الخالص طاعة للغنى الحميد.

نوهت الدكتورة آمنة نصير، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، على أن هناك شئ هادف ويحث على الأخلاق ويساعد على انتشار الفضيلة، سواء كان معلومة مفيدة دينية أو دنيوية، وهناك أشياء خارجة عن العادات أو التقاليد أو الأدب أو تحض على الحرام، وإذا كان المعروض من قبيل الأشياء المباحة والحلال والتي تحث على الأخلاق وتقدم معلومات مفيدة دينية أم دنيوية فما يأتي منه حلال، أما إذا كان غير ذلك فحرام.