ترامب: يهود أمريكا جهلة وخائنون
شن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، هجوما لاذعا على اليهود الأمريكيين، الذين يعتزمون التصويت لمرشح الحزب الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية المنتظرة في نوفمبر المقبل.
ووصف ترامب اليهود، الذين يدعمون الحزب الديمقراطي، بأنهم "جهلة أو خائنون ويكرهون دينهم"، بحسب القناة 12 الإسرائيلية.
ومن المعلوم أن 75 في المئة من يهود الولايات المتحدة يؤيدون الحزب الديمقراطي، مما يجعل كلام ترامب يستهدف الغالبية العظمى منهم.
وزاد مرشح الحزب الجمهوري من هجومه على هذه الفئة من المواطنين، واصفا إياهم بـ"الأغبياء الذين هم بحاجة لفحص رؤسهم".
وقد ارتفعت وتيرة انتقاد ترامب لليهود منذ اعتزام نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس التقدم للسباق الانتخابي الرئاسي كمرشحة للحزب الديمقراطي.
وقال ترامب، في مقابلة سابقة مع محطة إذاعية محلية: "عليك فحص رأس كل يهودي يصوت لهاريس أو بايدن (الرئيس الأميركي جو بايدن)".
وتابع: "إذا كنت يهوديا وصوتت للديمقراطيين، فأنت أحمق تماما".
وكرر ترامب خلال الأشهر الماضية هجومه على اليهود الداعمين للحزب الديمقراطي ووصف الحزب بأنه "يكره إسرائيل".
ولا تعد إسرائيل قضية وحيدة للتأثير في اتجاهات الناخبين اليهود، فيوجد قضايا داخلية أخرى تحكم خياراتهم، تتعلق بالاقتصاد والحريات والتعليم والصحة.
يضاف إلى ذلك التزام الحزب الديمقراطي بالفصل بين الكنيسة والدولة بوصفها عاملًا مؤثرًا لصالح الديمقراطيين، إلا أن المشهد يختلف في ظل الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة، ولكن ليس بشكل كلي.
ويؤكد معهد "أمريكان إنتربرايز إنستيتيوت" أن المواقف بشأن إسرائيل ومعاداة السامية ستقود الصوت اليهودي، وأنه سيتعين على الديمقراطيين العمل من أجل ذلك في عام 2024.
وقال المعهد إن بيانات عام 2024 عن اليهود، تمثل تغييرًا حقيقيًّا عن العقدين الماضيين، عندما كان تحديد الهوية مستقرًا إلى حد ما.
وأضاف أنه "في المتوسط، كان 16% من اليهود جمهوريين، وتضاعف هذا الرقم الآن، وفي الوقت نفسه، بلغ معدل تحديد هوية الحزب الديمقراطي نحو 53%، وارتفع 15 نقطة، على حين شكل المستقلون نحو الربع من اليهود بنسبة 27%، وقد اختفوا تقريبًا".
ووفق المعهد، فإن اليهود في أمريكا ينقسمون الآن انقسامًا كبيرًا حسب الهوية الحزبية، لافتًا إلى أن "استطلاع اللجنة اليهودية الأمريكية كشف أن الجالية اليهودية داخل الولايات المتحدة زادت بشكل جماعي دعمها لإسرائيل".
ويعتقد 85% من البالغين اليهود الأمريكيين أنه من المهم أن تدعم الولايات المتحدة إسرائيل في أعقاب السابع من أكتوبر، فيما أفاد 57% من اليهود أنهم يشعرون بارتباط أكبر بإسرائيل أو بهويتهم اليهودية بعد السابع من أكتوبر"، حسب المعهد.
وقالت دراسة حديثة أجرتها "Siena College-NY Times"، إن دعم ترامب بين اليهود في نيويورك يتراجع، إذ انخفض من 53% في استطلاع لشهر فبراير/ شباط الماضي، أجرته كلية سيينا، إلى 38% في استطلاع أجري في المدة ما بين 15-17 أبريل/ نيسان الماضي.
وذكر تقرير نشرته صحيفة " تايمز أوف إسرائيل" أن أحداث السابع من أكتوبر وحرب غزة خلقت اضطرابًا كبيرًا في شعور اليهود الأمريكيين بالأمان، على حين قال معهد "جيروساليم سنتر فور بابلك أفيرز" إن الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة لها أهمية كبيرة.
ويرى مراقبون أن دعم الولايات المتحدة لإسرائيل يؤدي إلى انقسام الناخبين الديمقراطيين انقسامًا عامًّا.