ما هي حقيقة التشاؤم من شهر صفر؟.. مفتي الجمهورية يجيب
تستطلع دار الإفتاء المصرية هلال شهر صفر، ويولد هلال شهر صفر مباشرة بعد حدوث الاقتران في تمام الساعة الواحدة والدقيقة 14 بعد الظهر بتوقيت القاهرة المحلي اليوم الأحد 29 من المحرم الموافق 2024/8/4م (يوم الرؤية).
بالتأكيد، يمكن إعادة صياغة النص كالتالي:
الكثير منا لا يعلم كيف كان يستقبل العرب شهر صفر في العصور القديمة، وهل تحدث عنه النبي صلى الله عليه وسلم.
في الجاهلية، كان العرب ينظرون إلى شهر صفر بتشاؤم، حيث كانوا يعتقدون أن روح القتيل ترفرف فوق قبره مطالبة بالثأر.
وجاء الإسلام ليغير كل هذا ويؤكد على أن كل ما ارتبط بهذا الشهر من خرافات هو أمر مرفوض وأن التفاؤل والأمل خير من التشاؤم.
ويغفل الكثيرون عن 4 أمور من الكبائر حذر النبي صلى الله عليه وسلم من الوقوع فيها خلال شهر صفر، الشهر الثاني من شهور السنة الهجرية.
وأكد الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، عبر الموقع الالكتروني لدار الإفتاء المصرية، أنه ممَّا يدخل في التَّطيُّر المنهيّ عنه شرعًا: التشاؤم من بعض الشهور؛ كأن يعتقد المرء بأن يومًا معينًا أو شهرًا معينًا يوصف بحصول التعب والضغط والصعوبات معه أو أَنَّ التوفيق فيه يكون منعدمًا، ونحو ذلك من خرافات لا أساس لها من الصحة، فيُحْجَم عن قضاء حوائجه أو أيّ مناسبة في هذا اليوم أو الشهر.
واستشهد مفتي الجمهورية، بما روى الإمام البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: "لا عَدْوَى وَلا طِيَرَةَ وَلا هَامَةَ وَلا صَفَرَ" وزاد مسلم ”وَلا نَوْءَ وَلا غُولَ“.
وأوضح مفتي الجمهورية، أنه كان العرب قبل الإسلام يتجنبون السفر في هذا الشهر وكذلك الزواج أو أن يبدأوا فيه عملًا خشية النحس أو أن لا يبارك في هذا العمل أو التجارة، بل اعتبروا يوم الأربعاء الأخير من شهر صفر هو أنحس أيام السنة .
واستشهد الدكتور شوقي علام، بقول الإمام البغوي رحمه الله: "العرب كانت تقول: الصفر حية تكون في البطن تصيب الإنسان والماشية، تؤذيه إذا جاع، وهي أعدى من الجرب عند العرب، فأبطل الشرع أنها تعدي، وقيل في الصفر: إنه تأخيرهم تحريم المحرم إلى صفر، وقيل: إن أهل الجاهلية كانوا يستشئِمون بصفر، فأبطل النبي صلى الله عليه وآله وسلم ذلك".
وأشار مفتي الجمهورية، إلى أنه حذر علماء الأمة كذلك من التشاؤم في شهر صفر والذي هو عادة جاهلية، فقال الإمام الحافظ ابن رجب: "وأما تخصيص الشؤم بزمان دون زمان كشهر صفر أو نحوه، فغير صحيح، وإنما الزمان خلق الله تعالى وفيه تقع أعمال بني آدم: فكل زمان شغله المؤمن بطاعة الله فهو زمان مبارك عليه، وكل زمان شغله العبد بمعصية الله تعالى فهو مشؤوم عليه، فالشؤم في الحقيقة هو معصية الله تعالى".
وانتهى فضيلة المفتي إلى أن التشاؤم بشهر صَفَر -الذي هو أحد أشهر السنة الهجرية لزعم أنه شهر يكثر فيه الدواهي والفتن- هو من الأمور التي نهى عنها النص النبوي الشريف.