مسئولة أممية: جنوب السودان يعاني من أزمات إنسانية متعددة
قال مدير العمليات والمناصرة بمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، إيديم ووسورنو ، إن جنوب السودان لا يزال يواجه أزمة إنسانية حادة مدفوعة بما لا يمكن وصفه إلا بـ "العاصفة المثالية" من الضغوطات.
وأدلت بهذه التصريحات خلال إحاطة قدمتها لمجلس الأمن حول الوضع الإنساني في جنوب السودان نيابة عن جويس ميسويا، القائم بأعمال وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ.
وأشارت ووسورنو إلى أن جنوب السودان يعاني بالفعل من أزمة انعدام الأمن الغذائي المتزايدة، وأزمة المناخ، وأزمة اقتصادية، كل ذلك في الوقت الذي يعاني فيه من تأثير الصراع في السودان وتضاؤل الدعم المالي للاستجابة الإنسانية.
وأضافت "بدون اتخاذ إجراءات فورية، فإن الأمور سوف تزداد سوءا في الأسابيع والأشهر المقبلة. وفي الوقت الذي نتحدث فيه، يحتاج أكثر من 9 ملايين شخص، أو 76 في المائة من سكان جنوب السودان، إلى الحماية والمساعدة الإنسانية. ومن بينهم 54 في المائة من الأطفال و24 في المائة من النساء".
وأضافت "يعاني 7.1 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي الحاد، بزيادة قدرها حوالي 1.5 مليون شخص منذ العام الماضي. بالإضافة إلى ذلك، يواجه 2.5 مليون طفل وامرأة خطر سوء التغذية الحاد، ومن المتوقع أن يصل هذا العدد إلى 2.7 مليون بحلول ديسمبر بسبب تأثير الأزمة في السودان".
وأوضحت ووسورنو: "تشير التوقعات منتصف العام التي أجراها خبراء الأمن الغذائي لدينا إلى أن الفيضانات المصاحبة للصراع قد تؤدي إلى ظهور جيوب من المجاعة بين يونيو/حزيران 2024 ويناير/كانون الثاني 2025".
وقال مسؤول مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية إن الأمطار الغزيرة منذ شهر مايو، فضلاً عن الإطلاق المدروس للمياه من بحيرة فيكتوريا، أدت إلى ارتفاع منسوب مياه نهر النيل، حيث أثرت الفيضانات حتى الآن على ما يصل إلى 300 ألف شخص.
وأضافت "في ذروة موسم الفيضانات، المتوقع بين سبتمبر وأكتوبر، يمكن أن تؤثر الفيضانات على ما يصل إلى 3.3 مليون شخص. ويشمل ذلك المجتمعات التي لم تتعاف بعد من الفيضانات المدمرة التي حدثت بين عامي 2019 و2022، والتي شردت أكثر من مليون شخص كل عام. وتسعى خطة التأهب والاستجابة للفيضانات للفترة من يونيو إلى ديسمبر 2024، التي وضعتها حكومة جنوب السودان والشركاء الإنسانيون، إلى مساعدة 2.4 مليون شخص بتكلفة تقدر بنحو 264 مليون دولار". "وقد التزمت حكومة جنوب السودان بالفعل بتخصيص 76 مليون دولار - 28 في المائة من المبلغ الإجمالي المطلوب - لإجراءات التخفيف والاستعداد الفورية. وإذا أردنا تجنب أسوأ آثار الفيضانات ومعالجتها، فإن الدعم من الجهات المانحة سيكون حاسما".
وكشفت ووسورنو عن أن المحنة الإنسانية في جنوب السودان تتفاقم أيضًا بسبب الأزمة الاقتصادية المتفاقمة الناجمة إلى حد كبير عن توقف معظم صادرات النفط عبر السودان منذ فبراير 2024، بعد الأضرار التي لحقت بخط الأنابيب بسبب الصراع.
وكشف المسؤول أيضا أن الأزمة الاقتصادية، التي تفاقمت بسبب الضرائب الجديدة على الوقود التي تم فرضها في فبراير، وأعاقت بشدة العمليات الإنسانية في أبريل ومايو قبل منح الإعفاء.
وبحسب ووسورنو، فإن جنوب السودان هو البلد الأكثر تضررا من أزمة النزوح الناجمة عن الصراع في السودان، بعد تشاد.
وأكد المسؤول في مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية أنه "بينما نستعد للاحتفال باليوم العالمي للعمل الإنساني الأسبوع المقبل، فمن الجدير أن نذكر المجلس بأن جنوب السودان يظل أحد أخطر الأماكن التي يعمل فيها العاملون في المجال الإنساني".
وقالت إن القوافل التي تحمل الإمدادات المنقذة للحياة تتعرض للضرائب غير القانونية والنهب.
وكشف ووسورنو أن بعض مناطق الخدمة أصبحت الآن على وشك الفشل، حيث من المتوقع أن تنهار خطوط أنابيب المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية (WASH)، والمأوى والمواد غير الغذائية هذا الشهر.
وحذرت من أن "فشل خط أنابيب معالجة المياه الآمنة سيترك 1.2 مليون شخص بدون خدمات المياه والصرف الصحي والنظافة الأساسية قبل الفيضانات الشديدة المتوقعة"، وأضافت: "لقد ساعدت المخصصات من الصناديق المشتركة التي تديرها مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الحفاظ على بعض الخدمات الأساسية في الخطوط الأمامية: تم صرف 10 ملايين دولار من صندوق الاستجابة للطوارئ المركزي و26 مليون دولار من صندوق المساعدات الإنسانية لجنوب السودان. ومع ذلك، هناك حاجة ماسة إلى المزيد من دعم المانحين للاستجابة الإنسانية".
وقال المسؤول الأممي إنه على الرغم من التوقعات القاتمة في جنوب السودان، فما زالت هناك فرصة للعمل.
وأوصت بأن "معالجة الوضع الإنساني في البلاد تتطلب اتخاذ إجراءات فورية ومنسقة وحاسمة على جبهات متعددة" لمساعدة جنوب السودان على تحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي؛ ومعالجة وتخفيف آثار الحرب في السودان؛ والاستفادة من المعرفة والقدرة الإنسانية القوية داخل البلاد لمعالجة انعدام الأمن الغذائي ومساعدة جنوب السودان على الاستعداد للفيضانات الشديدة؛ ودعم الاستجابة الإنسانية المتناسبة مع المستويات الهائلة من الاحتياجات".
وحذرت ووسورنو من أن كل تأخير يؤدي إلى خسارة أرواح، وأن العجز في التمويل ليس مجرد أرقام؛ بل "يترجم إلى خطوط إمداد فارغة من الغذاء، وسوء تغذية غير معالج، واحتياجات غير ملباة للمأوى الأساسي والصرف الصحي".