جنين تحت الرماد.. صمت الدمار يعود بعد انسحاب قوات الاحتلال
في مشهد صامت وكئيب، جلس السكان على كراس بلاستيكية أمام منازلهم المتضررة في جنين، بينما تعمل جرافات صغيرة على إزالة الأنقاض ويلعب الأطفال في الشوارع.
هذا هو المشهد الذي ساد مدينة جنين، اليوم الجمعة، بعد انسحاب القوات الإسرائيلية ليل الخميس/ الجمعة من هذه المدينة الفلسطينية الواقعة في شمال الضفة الغربية، وفقًا لتقارير صحفية من وكالة فرانس برس.
ووفقًا لشهادات السكان، فقد انسحبت القوات الإسرائيلية خلال الليل من المدينة ومخيمها، والذي يُعتبر معقلًا للفصائل الفلسطينية المسلحة التي تقاتل ضد إسرائيل، بعد عشرة أيام من العملية العسكرية التي شنتها. وفي صباح الجمعة، ساد الهدوء في مخيم جنين، حيث بدأ السكان الذين فروا من القتال في الأيام الأخيرة بالعودة إلى منازلهم.
تمكن صحفيو وكالة فرانس برس من الوصول إلى المخيم دون أن يواجهوا اعتراضًا على الحواجز العسكرية. وفي الموقع، قامت الآليات العسكرية بجرف أسفلت الشوارع وتدمير واجهات المباني.
وعند معاينة الأضرار داخل منزله، قال عزيز طالب (48 عامًا)، وهو أب لسبعة أبناء: "الحمد لله أن الأطفال غادروا قبل يوم من اقتحام الجنود إلى منزل الجيران".
بدأت إسرائيل العملية العسكرية في 28 أغسطس الماضي في عدة بلدات فلسطينية بشمال الضفة الغربية، بما في ذلك جنين. وقال الجيش الإسرائيلي في بيان له: "منذ أسبوع ونصف، ينفذ الجيش وجهاز الأمن الداخلي وحرس الحدود عمليات لمكافحة الإرهاب في منطقة جنين"، دون أن يعلن رسميًا عن انتهاء العملية العسكرية التي أطلق عليها "المخيمات الصيفية".
وأضاف البيان: "تم القضاء على 14 إرهابيًا وتوقيف أكثر من 30 مشتبهًا بهم في جنين، وتم تنفيذ أربع ضربات جوية في المنطقة". وأكد البيان أن "قوات الأمن الإسرائيلية تواصل العمل لتحقيق أهداف هذه العملية ضد الإرهاب" دون تقديم تفاصيل إضافية.
وبحسب وزارة الصحة الفلسطينية، قُتل 36 فلسطينيًا تتراوح أعمارهم بين 13 و82 عامًا برصاص الجيش الإسرائيلي في شمال الضفة الغربية منذ 28 أغسطس. من جانبها، أفادت التقارير بأن أحد الجنود الإسرائيليين قُتل خلال المواجهات في جنين قبل أسبوع.