الحرب في غزة.. حماس تؤكد استعدادها لمعركة طويلة مع الاحتلال
في ظل التصاعد المستمر لعدد القتلى في قطاع غزة، الذي تجاوز 41 ألف ضحية منذ بدء الحرب الإسرائيلية في السابع من أكتوبر، صرح خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في الخارج والمقيم في الدوحة، بأن الحركة ليست في عجلة من أمرها للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
وأشار مشعل إلى أن حماس مستعدة لحرب استنزاف طويلة، قائلاً: "حماس غير مستعجلة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة". وأضاف أن الحركة "ستنقلب الأوضاع لصالحها في هذه الحرب وستلعب دوراً حاسماً في مستقبل غزة"، محذراً من "افتراض غياب حماس عن المشهد الغزاوي بعد انتهاء الحرب".
وفي حديثه لصحيفة "نيويورك تايمز" اليوم الثلاثاء، أوضح مشعل أن "الفلسطينيين وحدهم سيقررون الترتيبات الخاصة بالقطاع"، مؤكداً أن حماس أظهرت صموداً كبيراً وأدخلت الجيش الإسرائيلي في حالة استنزاف. كما شدد على أن الحركة، التي دخلت في مفاوضات لوقف إطلاق النار مع إسرائيل عبر الوسطاء المصريين والقطريين والأميركيين، "لن تتخلى عن مطالبها الرئيسية بإنهاء الحرب والانسحاب الإسرائيلي الكامل من غزة".
وأضاف مشعل أن الانتقادات الموجهة للحركة من قِبَل بعض الفلسطينيين قليلة نسبياً، متوقعاً أن عامل الوقت قد يكون في صالح حماس. ومع ذلك، فإن الوضع قد يكون أكثر تعقيداً بالنسبة لمئات الآلاف من الفلسطينيين الذين نزحوا من منازلهم ويعيشون في خيام، وسط نقص في المساعدات الإنسانية والاستعدادات لفصل الشتاء.
تصريحات مشعل جاءت بعد تأكيد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، يحيى السنوار، جاهزية الحركة لخوض "معركة استنزاف طويلة" مع إسرائيل، بدعم من حلفائها الإقليميين المدعومين من إيران، مثل حزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن، إضافة إلى الفصائل المسلحة في العراق.
تزامنت هذه التصريحات مع تعثر مفاوضات الهدنة وتبادل الأسرى بين الجانبين، بسبب تمسك إسرائيل بسيطرتها العسكرية على بعض المواقع في القطاع، مثل ممر فيلادلفيا ونتساريم.
تجدر الإشارة إلى أن الحرب المستمرة في غزة منذ أكتوبر الماضي أدت إلى مقتل 41,252 فلسطينياً على الأقل، وفق أحدث إحصاء لوزارة الصحة في القطاع، بينما ارتفع عدد الجرحى إلى 95,497 منذ بداية الصراع، الذي اشتعل بعد الهجوم المفاجئ الذي شنته حماس على مستوطنات وقواعد عسكرية إسرائيلية في غلاف غزة.