الظل المتحرك.. كيف يحاول يحيى السنوار البقاء خارج نطاق الضربات الإسرائيلية؟
تسعى التقارير الإعلامية المتعددة إلى الكشف عن استراتيجيات زعيم حركة حماس، يحيى السنوار، في حماية نفسه من التهديدات الإسرائيلية. يعتبر السنوار هدفًا إسرائيليًا رئيسيًا، مما يجعله عرضة لمحاولات استهداف متواصلة.
ورغم الانتباه إلى تعدد طرق الحماية التي يعتمدها السنوار، يشير التحليل إلى أن تقنيات الحذر التي يستخدمها قد تكون أقل تطورًا من المتوقع، ما يمكن أن يوفر مجالًا للاستخبارات الإسرائيلية لتحقيق هدفها في القضاء عليه. وفقًا لتقرير صحيفة "وول ستريت جورنال"، يعتمد السنوار على نظام اتصالات منخفض التقنية لتفادي الرصد.
يتجنب السنوار بشكل كبير استخدام المكالمات الهاتفية والرسائل النصية وغيرها من وسائل الاتصال الإلكتروني القابلة للتتبع، والتي كانت سببًا في مقتل العديد من قادة حماس في الماضي. بدلاً من ذلك، يعتمد على نظام معقد من الرموز والملاحظات المكتوبة بخط اليد لتوجيه عمليات حماس أثناء اختبائه في الأنفاق تحت الأرض.
تفاصيل حول كيفية الحفاظ على سرية اتصالاته تتضح من وسطاء عرب نقلوا الرسائل خلال محادثات وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل. تشير المصادر إلى أن السنوار يرسل رسائله مكتوبة بخط اليد، وتُمرر عبر سلسلة من الرسل، بما في ذلك المدنيين. الرسائل غالبًا ما تكون مشفرة، تستخدم رموزًا مختلفة لكل مستلم ولكل ظرف ووقت، بناءً على نظام طوره السنوار خلال فترة اعتقاله في السجون الإسرائيلية.
مع تزايد محاولات إسرائيل لاغتيال قادة حماس، أصبح السنوار أكثر حذرًا، وخصوصًا بعد الهجوم الذي أودى بحياة صالح العاروري، نائب الزعيم السياسي لحماس. بعد هذا الهجوم، تحول السنوار بشكل شبه كامل إلى الرسائل المكتوبة والاتصالات الشفهية، وأحيانًا يستخدم التسجيلات الصوتية ضمن دائرة ضيقة من مساعديه.
تجدر الإشارة إلى سلسلة من عمليات القتل التي استهدفت كبار المسؤولين في حماس وحزب الله، بما في ذلك الهجوم الجوي الذي زعمت إسرائيل أنه قتل القائد العسكري الأعلى لحماس، محمد ضيف، ومقتل إسماعيل هنية، الزعيم السياسي لحماس، في طهران، فضلاً عن الهجوم الذي أسفر عن مقتل فؤاد شكر، قائد حزب الله في بيروت.
يضيف توماس ويثينغتون، الخبير في الحرب الإلكترونية بمعهد الخدمات المتحدة الملكي في لندن، أن السنوار، رغم حرصه الشديد، قد يرتكب خطأً واحداً قد يمنح إسرائيل فرصة سانحة. ويؤكد ويثينغتون: "لحظة واحدة من الإهمال قد تؤدي إلى حكم بالإعدام".