صراع السلطة الأمنية في إسرائيل.. نتنياهو وجالانت على حافة الهاوية
تزايد التوتر بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يوآف جالانت مع استمرار الحديث عن إمكانية إقالة الأخير، ما يثير المخاوف من تداعيات هذه الأزمة على الوضع الأمني في المنطقة.
الخلاف بين نتنياهو و جالانت يتجاوز نطاق القضايا الدفاعية ليشمل خلافات أساسية تتعلق بسياسات تبادل الأسرى في غزة والنفوذ المتزايد لوزير الأمن القومي إيتمار بن غفير. أحدث هذه الخلافات يتعلق بخطط العمل العسكري ضد حزب الله، حيث يدعم نتنياهو عملية عسكرية واسعة النطاق، بينما يدعو جالانت إلى استنفاذ جميع الخيارات السياسية أولاً.
تلقى جالانت دعماً من الإدارة الأمريكية، التي أعربت عن معارضتها لإقالته، مما يضيف بعداً دولياً إلى هذه الأزمة الداخلية الإسرائيلية. يُعزى الخلاف بين نتنياهو و جالانت إلى توترات سابقة تعود إلى مارس من العام الماضي، حينما عارض جالانت خطط الإصلاح القضائي التي طرحها نتنياهو، مما أدى إلى إقالته ثم إعادته إلى منصبه.
وفي ظل تصاعد التوتر، من المتوقع أن يجتمع الكابينت السياسي والأمني الإسرائيلي اليوم لمناقشة الموقف، حيث يُقال إن جالانت يؤيد تبني المساعي الدبلوماسية مع حزب الله، بينما يسعى نتنياهو إلى شن حملة عسكرية.
وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأن جالانت حذر من أن عملية عسكرية في لبنان قد تؤثر سلباً على جهود إعادة الأسرى، نظراً لأن الجيش الإسرائيلي قد يضطر إلى سحب قوات من قطاع غزة إلى الجبهة الشمالية. كما أُبلغ نتنياهو من مصادر مقربة بأنه سيتم إقالة جالانت إذا استمر في معارضته.
في السياق ذاته، التقى المبعوث الأمريكي الخاص عاموس هوكشتاين مع نتنياهو وجالانت ، حيث يسعى لتجنب اندلاع حرب مع حزب الله، خاصة في ظل اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
وتتحدث التقارير عن اقتراح قائد المنطقة الشمالية بالجيش الإسرائيلي، أوري غوردين، بإنشاء منطقة عازلة تحت السيطرة الإسرائيلية في جنوب لبنان، نظراً لتقليص عدد المدنيين في المنطقة، وهو ما قد يسهل تنفيذ مثل هذه الخطة.
وفيما يتعلق بالتطورات العسكرية، أكد نتنياهو خلال المناقشات الاستراتيجية الأخيرة على ضرورة استعداد الجيش الإسرائيلي لحملة شمالية موسعة، لكن الجيش الإسرائيلي لم يعلق على هذه التصريحات، مما يترك المجال مفتوحاً للتكهنات حول الخطوات المستقبلية في هذه الأزمة المتصاعدة.