توتر دبلوماسي.. الإمارات تتهم الجيش السوداني بالاعتداء على بعثتها وسط حرب مستمرة
اتهمت دولة الإمارات العربية المتحدة الجيش السوداني بقصف مقر سفيرها في الخرطوم، معتبرةً ذلك عدوانًا على بعثتها الدبلوماسية. وفي بيان نشرته وكالة أنباء الإمارات اليوم الاثنين، أدانت وزارة الخارجية الإماراتية ما أسمته "الاعتداء الغاشم" الذي استهدف مقر رئيس بعثة الدولة في العاصمة السودانية بواسطة طائرة تابعة للجيش.
وأكد البيان أن هذا الاعتداء أسفر عن أضرار جسيمة في المبنى، وطالبت الخارجية الإماراتية الجيش السوداني بتحمل المسؤولية الكاملة عن هذا "العمل الجبان". كما أعلنت الوزارة أنها ستقوم بتقديم مذكرة احتجاج إلى كل من جامعة الدول العربية والاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة، مشددةً على أن هذا الاعتداء يمثل انتهاكًا صارخًا لمبدأ حرمة المباني الدبلوماسية.
وعبّرت الخارجية الإماراتية عن استنكارها الشديد للأعمال التي وصفتها بالإجرامية، وأكدت رفضها لجميع أشكال العنف والإرهاب التي تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار، وتتنافى مع القوانين الدولية.
حتى الآن، لم يصدر أي بيان رسمي من الحكومة السودانية للرد على الاتهامات الإماراتية. يُذكر أن الجيش السوداني قد اتهم الإمارات سابقًا بتقديم الدعم والأسلحة لقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، في الصراع المستمر منذ أبريل 2023 بين الجيش وقوات الدعم السريع. ورغم ذلك، تنفي الإمارات هذه الاتهامات، بينما وُصفت من قبل مراقبي العقوبات التابعين للأمم المتحدة بأنها ذات مصداقية.
وعلى صعيد آخر، تُقدّر الأمم المتحدة أن نحو 25 مليون شخص، أي حوالي نصف سكان السودان، يحتاجون إلى مساعدات إنسانية، بينما فرّ حوالي 8 ملايين شخص من منازلهم بسبب النزاع.
الجيش السوداني يتهم الإمارات
اتهم الجيش السوداني الإمارات مرارًا بتقديم الدعم لقوات الدعم السريع في الحرب المستمرة منذ 17 شهرًا. وتنفي الإمارات هذه الاتهامات، معتبرة إياها محاولة من مجلس السيادة السوداني للتغطية على الانتهاكات التي يعاني منها السودانيون.
تعود جذور الصراع إلى أبريل 2023، حيث اندلعت الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع بسبب الخلاف حول الانتقال إلى انتخابات حرة. وتقول الأمم المتحدة إن نحو 25 مليون شخص، أي نصف سكان السودان، يحتاجون إلى مساعدات، بينما فر حوالي 8 ملايين شخص من منازلهم.
وزارة الخارجية الإماراتية أكدت على أهمية حماية المباني الدبلوماسية وفقًا للأعراف الدولية. من جهته، ندّد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، جاسم البديوي، بالاعتداء، مطالبًا الحكومة السودانية باتخاذ كل التدابير اللازمة لحماية المنشآت الدبلوماسية.
هذه التطورات تشير إلى تصاعد التوترات في المنطقة وتبرز التحديات الكبيرة التي تواجه الدبلوماسية في سياق الصراع المستمر.