كتائب الكرامة.. مخاوف من ولادة دولة موازية في قلب الصراع السوداني
أثار إعلان الميليشيات الإسلامية التي تقاتل إلى جانب الجيش السوداني لتشكيل "كتائب إسناد مدني" قلقًا كبيرًا بشأن تطورات الصراع في السودان. تأتي هذه الخطوة في إطار ما يُعرف بـ"حرب الكرامة"، مما يزيد من المخاوف من احتمال تحوّل هذه الكتائب إلى كيان موازٍ، قد يعوق أي جهود لوقف القتال.
قاد قائد كتيبة البراء بن مالك، إحدى هذه الميليشيات، دعوات لتعبئة الشعب السوداني والانضمام إلى الكتائب الجديدة عبر استمارة إلكترونية. وأشار في منشور له إلى أن الهدف من هذه الكتائب هو استنهاض همم المواطنين لمواجهة المعاناة وتعزيز التكافل الاجتماعي.
المستشار في قوات الدعم السريع، الباشا طبيق، حذر من أن هذه الخطوة تشير إلى تحول كبير في الحرب، وقد تعني بداية إنشاء نموذج مشابه لحزب الله وحماس في المنطقة. وأكد أن غياب ذكر الجيش في دعوات الكتيبة يعكس رغبة في إنشاء كيان منفصل، مما قد يؤدي إلى تعقيد الوضع أكثر.
تتطلب هذه التطورات تكوين تحالف دولي لمواجهة خطر الإرهاب المتنامي، خاصة في ظل التوترات الداخلية والخارجية والارتباطات مع قوى إقليمية. إذا استمر الوضع على هذا النحو، فقد يؤدي إلى تفاقم الصراع واستمرار الأزمات الإنسانية في السودان.
حلبة الصراع في دارفور: السيطرة على الفاشر مفتاح موازين الحرب السودانية
يحتدم القتال في الفاشر، عاصمة شمال دارفور، وسط مخاوف من تأثير ذلك على مستقبل الصراع في السودان. السيطرة على الإقليم تعني التحكم في خطوط الدفاع واستغلال ثرواته، بينما يُبرز استمرار القتال التحديات الأمنية والإنسانية المتزايدة، بما في ذلك تهريب الأسلحة والهجرة غير النظامية.
المراقبون يحذرون من أن تعزيز قوات الدعم السريع في الفاشر سيمكنها من توسيع نفوذها إلى ولايات كردفان والشمالية، في حين أن انتصار الجيش وحلفائه قد يفتح آفاقًا جديدة لاستعادة السيطرة على الإقليم وتقوية الموقف في الخرطوم.
في خضم هذه الديناميكيات، يظل الإقليم نقطة حاسمة في الصراع السوداني، حيث تتداخل المصالح العسكرية والسياسية مع التحديات الأمنية المتزايدة.
يمثل إقليم دارفور أحد أهم الأقاليم السودانية، حيث يحتضن نحو 20% من الثروة الحيوانية في البلاد، والتي تقدر بنحو 130 مليون رأس. فضلاً عن ذلك، يتميز الإقليم بموارده المعدنية الوفيرة، بما في ذلك الحديد، الرصاص، الغرانيت، الكروم، النحاس، الألمنيوم، الرخام، النيكل، واليورانيوم.
تُعَد هذه الثروات محورية في الصراع القائم، إذ تتداخل المصالح الاقتصادية مع الأبعاد العسكرية والسياسية، مما يزيد من حدة التوترات في الإقليم. السيطرة على هذه الموارد يمكن أن تغير بشكل جذري من موازين القوى في السودان، مما يجعل من دارفور نقطة محورية في مستقبل البلاد.