الحرب في السودان.. تحذيرات من تفشي المجاعة بالبلاد
حذرت منظمة الصحة العالمية من تفشي المجاعة في السودان، الذي يشهد حرباً أهلية دامية منذ أبريل 2023، مشيرةً إلى أن الوضع هناك بات «كارثياً» ويستدعي تدخلاً دولياً عاجلاً.
جاءت هذه التحذيرات بعد زيارة رئيس المنظمة، الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس، إلى السودان، حيث التقى بالنازحين وزار المستشفيات التي تعاني من أوضاع صحية متدهورة. وأكد غيبريسوس في مقابلة مع إذاعة «بي بي سي» أن الوضع في السودان مثير للقلق البالغ، مشيراً إلى أن النزوح الكبير يعتبر الأكبر على مستوى العالم حالياً، وأن المجاعة تنتشر بشكل واسع.
وقال غيبريسوس إن أكثر من 12 مليون شخص قد نزحوا بالفعل، بينما يحتاج نحو 25 مليون شخص، أي ما يعادل نصف سكان البلاد، إلى مساعدات إنسانية عاجلة.
وأوضح المدير العام للمنظمة أن التباطؤ في الاستجابة الدولية للأزمة السودانية قد يكون مرتبطاً بعامل العرق، قائلاً: «السودان لا ينال الاهتمام الذي يستحقه، وهذه الظاهرة تتكرر في صراعات أخرى في القارة الأفريقية. أعتقد أن العرق يلعب دوراً في هذا التجاهل».
وتحدث تيدروس، الذي نشأ في إثيوبيا خلال فترة النزاع الأهلي، عن تأثير النزاعات المسلحة بشكل شخصي عليه، ملاحظاً أن الوضع في السودان يذكره بذكريات الحرب الأهلية في بلده الأصلي.
منذ اندلاع النزاع بين الجيش السوداني بقيادة الجنرال عبد الفتاح البرهان و«قوات الدعم السريع» بقيادة محمد حمدان دقلو، لقي الآلاف مصرعهم، وواجه ملايين السودانيين ظروفاً إنسانية بالغة الصعوبة. خلال زيارته، شهد تيدروس أوضاعاً مروعة في مخيمات النازحين والمستشفيات، حيث لاحظ معاناة الأطفال من سوء التغذية الحاد.
وفي تقرير صادر عن لجنة خبراء تابعة للأمم المتحدة في أغسطس الماضي، تم الإعلان عن وقوع مجاعة في مخيم يضم نصف مليون نازح قرب مدينة الفاشر المحاصرة في دارفور، التي تعد من أكثر المناطق تضرراً.
عبر رئيس منظمة الصحة العالمية عن استيائه من الفجوة الكبيرة في الاستجابة الإنسانية، مشيراً إلى أن الأزمة في السودان والأزمات الأخرى في أفريقيا لم تحظ بنفس الاهتمام الدولي الذي حصلت عليه أزمات إنسانية أخرى مثل النزاع في أوكرانيا. ودعا الإعلام الدولي إلى تسليط الضوء بشكل أكبر على الأزمة السودانية، التي وصفها بأنها مأساة إنسانية.