الجيش السوداني يحكم قبضته.. معركة السيطرة على الخرطوم تقترب من الحسم
أكد مراقبون في السودان أن الهجوم الواسع الذي أطلقه الجيش السوداني فجر الخميس الماضي في الخرطوم كان مدروسًا بشكل جيد، مما أتاح له تحقيق نجاحات استراتيجية تهدف إلى السيطرة على العاصمة ومحيطها.
وتمركزت قوات الجيش في المواقع المحددة لها، بينما فشلت قوات الدعم السريع في صد الهجمات، مما أدى إلى خسائر بشرية ومادية كبيرة في صفوفها. وقد ساهم التحليق المكثف لطيران الجيش في قطع إمدادات الدعم عن قوات الدعم السريع، مما جعل من الصعب تنفيذ أي محاولات لإعادة التزويد بالمؤن والعتاد.
نتيجةً لذلك، وجدت قوات الدعم السريع نفسها محاصرة في الخرطوم والخرطوم بحري، حيث باتت خياراتها محصورة بين:
القتال تحت حصار قد يؤدي إلى تآكل قوتها بشكل أسرع.
التوقف عن القتال وانتظار تغير الظروف التي تبدو غير ممكنة.
الاستسلام، في ظل تراجع فرص تحقيق أي مكاسب.
في المقابل، يمتلك الجيش السوداني خيارين:
تسريع العمليات العسكرية لتحرير العاصمة، لكن ذلك قد يرفع من خسائره البشرية.
التحرك بتأنٍ، مما يمكّن من تطبيق حصار شامل قد يؤدي إلى استسلام قوات الدعم السريع مع مرور الوقت.
وفي سياق مشابه، تواجه قوات الدعم السريع في منطقة مصفاة النفط شمالي الخرطوم نفس الظروف القاسية، حيث تعاني من حصار محكم يمنعها من الحصول على الإمدادات. ومع تزايد كفاءة القوات الجوية للجيش السوداني، فإن نهاية وجود الدعم السريع في المصفاة تبدو قريبة، إذ تتزايد الصعوبات في تأمين الغذاء والعتاد.
كما تمكن الجيش من توجيه ضربات جوية دقيقة لمستودعات الدعم السريع عند الحدود مع تشاد، مما أعاق قدرتها على الإمداد بشكل كبير.
إن المعطيات الحالية تشير إلى أن الوضع العسكري في الخرطوم يسير نحو مزيد من السيطرة لصالح الجيش السوداني، مع احتمالية انتهاء وجود الدعم السريع في المنطقة في المستقبل القريب.
الجيش السوداني ينفذ هجوم الخميس.. السيطرة على وسط الخرطوم تتجسد في معركة حاسمة
نفذ الجيش السوداني اليوم الخميس عملية عسكرية واسعة تُعرف بـ"هجوم الخميس"، مستهدفًا مدن ولاية الخرطوم الثلاث (الخرطوم، أم درمان، الخرطوم بحري) بمشاركة قوات برية وجوية وبحرية. وقد تمكنت القوات من التقدم عبر ثلاثة جسور تربط بين مدن العاصمة، محققة تقدمًا ملحوظًا نحو أهداف قوات الدعم السريع، واستحوذت على مواقع استراتيجية في قلب الخرطوم، في خطوة تعتبر تطورًا بارزًا في المعارك التي بدأت قبل 17 شهرًا.
وأوضح مسؤول عسكري في وزارة الدفاع في تصريح صحفي، أن الجيش عبر جسور النيل الأبيض والفتيحاب والحلفايا، وتقدم في اتجاهات مختلفة نحو أهداف إستراتيجية للسيطرة على وسط الخرطوم. وتلاحمت قوات أم درمان التي اقتحمت السوق العربي مع قوات القيادة العامة في وسط الخرطوم، مما أنهى الحصار المفروض على المنطقة بشكل كامل.
وأضاف المسؤول أن قوات سلاح المهندسين التي عبرت جسر الفتيحاب والنيل الأبيض، نجحت في السيطرة على مقار بنك السودان، وشركة زين للاتصالات، وشركة بترودار للنفط، وفندق كورال، والمتحف القومي، ومسجد الشهيد. كما تقدمت القوات إلى تخوم الكتيبة الإستراتيجية واستعادت السيطرة على المعمل القومي الطبي "ستاك"، مما عزز تواصل الجيش بين أم درمان ووسط الخرطوم وجنوبها وشرقها.