أصوات المعارك وصدى الأمل.. السودان بين النزاع والإنسانية
تتزايد حدة المعارك في السودان حيث تواصل القوات المسلحة السودانية عملياتها العسكرية ضد ميليشيا الدعم السريع، في محاولة لاستعادة السيطرة على مناطق حيوية، بما في ذلك العاصمة الخرطوم وولاية سنار. بدأت هذه العمليات، التي تستهدف إضعاف وجود الدعم السريع، في 26 سبتمبر، وقد حققت القوات المسلحة تقدمًا ملحوظًا في مدينة الدندر بولاية سنار، حيث اندلعت اشتباكات عنيفة.
تقدم الجيش في مدينة الدندر
تمكن الجيش من تحقيق تقدم كبير في منطقة الدندر، بعد مواجهة شديدة مع ميليشيا الدعم السريع. ونجح الجيش في السيطرة على نقاط استراتيجية وارتكازات عسكرية في القرى المحيطة بالمدينة، ما يعكس استراتيجية فعالة لاستعادة السيطرة على المناطق التي فقدت في السابق. ووفقًا لمصادر عسكرية، أسفرت الاشتباكات عن تدمير مركبات قتالية تابعة للدعم السريع والاستيلاء على معدات عسكرية.
هجوم على قرية أم دفيس
في حادثة مروعة، تعرضت قرية أم دفيس في ولاية غرب كردفان لهجوم عنيف من قبل عناصر الدعم السريع، مما أسفر عن مقتل 13 مواطنًا وإصابة آخرين. الهجوم، الذي استهدف سوق القرية، أدى إلى عمليات نهب واسعة شملت سرقة براميل الوقود والمتاجر، مما زاد من معاناة الأهالي الذين يحاولون التصدي لهذه الاعتداءات.
جهود الحكومة في الإغاثة الإنسانية
استجابة لتدهور الأوضاع الإنسانية الناجم عن النزاع، وافقت الحكومة السودانية على فتح عدة مطارات، بما في ذلك مطارات كسلا ودنقلا والأبيض، بهدف تسهيل وصول المساعدات الإنسانية. يأتي هذا الإجراء بعد التوافق بين الفريق عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة وسلفا كير رئيس دولة جنوب السودان، مما يعكس التزام الحكومة بتقديم كافة التسهيلات لضمان انسياب المساعدات للمحتاجين في جميع أنحاء البلاد.
حملة تطعيم ضد الكوليرا
في سياق متصل، أعلنت وزارة الصحة عن بدء حملة تطعيم تستهدف 1.4 مليون مواطن ضد وباء الكوليرا في ولايات كسلا والقضارف ونهر النيل. تأتي هذه الحملة كجزء من جهود التصدي لتفشي المرض، حيث تشير الإحصائيات إلى تسجيل 25,037 حالة إصابة و702 حالة وفاة. تأمل وزارة الصحة أن تسهم هذه الجهود في الحد من انتشار الكوليرا، خاصة مع تدهور الخدمات الصحية في مناطق النزاع.
دعوة للتعاون الدولي
دعت الحكومة السودانية المجتمع الدولي إلى تقديم المساعدات اللازمة، مع التأكيد على ضرورة الضغط على ميليشيا الدعم السريع لوقف انتهاكاتها بحق المدنيين. تُعتبر هذه الدعوة جزءًا من جهود أكبر لتأمين الدعم الإنساني والتخفيف من تداعيات الأزمة الراهنة.
يُظهر الوضع الحالي في السودان مدى تعقيد الأزمة، حيث تتواصل المعارك العسكرية في ظل ظروف إنسانية وصحية متفاقمة. يتطلب هذا الوضع استجابة دولية عاجلة لضمان إيصال المساعدات الإنسانية وتحقيق الاستقرار في البلاد.