اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارون رئيس التحرير محمود نفادي

الخرطوم تحت النار.. مأساة إنسانية في ظل الحرب المستمرة

قصف الخرطوم
قصف الخرطوم

تتواصل الأوضاع الإنسانية الكارثية في السودان، حيث أودت أعمال العنف بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بحياة العشرات من المدنيين. في أحدث التقارير، قُتل 23 شخصًا وأصيب أكثر من 40 آخرين نتيجة قصف جوي استهدف سوقًا في جنوب الخرطوم، وهو الهجوم الذي يأتي بعد أقل من أسبوعين على حادث مشابه، وصفته منظمات حقوقية بأنه "مجزرة ضد المدنيين".

تزايد المعارك في الخرطوم

تشهد العاصمة السودانية تصعيدًا متزايدًا في المعارك، حيث تسيطر قوات الدعم السريع على معظم المناطق. وقد قصفت طائرات الجيش السوداني مناطق وسط وجنوب الخرطوم، مما زاد من تفاقم الوضع الإنساني المتدهور. وفقًا لتصريحات غرف الطوارئ المحلية، وهي مبادرة شبابية تسعى لتقديم المساعدات الإنسانية للمدنيين المتضررين، فإن القصف الجوي الذي استهدف السوق المركزية في المنطقة أسفر عن حصيلة مرتفعة من الضحايا.

قصف جوي


هذا النوع من القصف الجوي لم يكن حادثًا عارضًا، بل أصبح نهجًا متكررًا للجيش السوداني، حيث تكررت الهجمات على المدنيين في مناطق مختلفة، بما في ذلك شمال دارفور، حيث أودى قصف الطيران الحربي بحياة أكثر من 60 شخصًا خلال الأيام القليلة الماضية.


الوضع الإنساني في السودان

تتوالى التحذيرات من منظمات إنسانية، مثل منظمة أطباء بلا حدود، التي أكدت أن الوضع الإنساني في السودان قد بلغ مستويات غير مسبوقة من الكارثة. وتشير التقديرات إلى أن حوالي 26 مليون شخص يواجهون انعدامًا حادًا في الأمن الغذائي، مما يضاعف من أعباء السكان.

كما دعا نشطاء وحقوقيون إلى فرض حظر على الطيران العسكري في إقليم دارفور، حيث تكثف العمليات الجوية بشكل مروع. وتشير التقارير إلى أن أكثر من 80% من المستشفيات في البلاد قد خرجت عن الخدمة، مما يعيق وصول العلاج للمدنيين المصابين.

بداية الحرب السودانية

الحرب، التي اندلعت في منتصف أبريل 2023، أسفرت عن مقتل عشرات الآلاف ونزوح الملايين. يتعرض الأطفال بشكل خاص للخطر، حيث تفيد التقارير بأن 34% منهم يعانون من سوء التغذية. وقد أصبحت مدن مثل الفاشر جحيماً حقيقياً للنساء والأطفال، بينما تتزايد الضغوط الإنسانية في جميع أنحاء البلاد.

المنظمات الإنسانية تواجه تحديات كبيرة

في الوقت نفسه، تواجه المنظمات الإنسانية تحديات كبيرة في تقديم المساعدات، بما في ذلك الظروف الأمنية السيئة ونقص التمويل. فقد تم جمع أقل من نصف المبلغ المطلوب من المجتمع الدولي، مما يسلط الضوء على الحاجة الملحة للتدخل الدولي السريع ودعم أكبر لمساعدة المتضررين من النزاع المستمر.