ولاية وسط دارفور.. تصاعد الانفلات الأمني وصرخات المدنيين
تشهد ولاية وسط دارفور، وخاصة المناطق والطرق المؤدية إليها، تصاعداً ملحوظاً في أعمال الانفلات الأمني، حيث تعرض المدنيون لعمليات قتل ونهب منذ الأسبوع الماضي.
مقتل سائق شاحنة في عملية نهب
في يوم الأربعاء الماضي، تعرض سائق شاحنة لنيران مسلحين أثناء سيره في طريقه من نيالا إلى سوق نيرتتي. أفاد شهود عيان من نيرتتي لراديو دبنقا أن المسلحين اعترضوا طريق الشاحنة في منطقة مراي جنقي، وأطلقوا النار على السائق ومالك الشاحنة، أبو القاسم عبد الشكور (55 عاماً). وقد تم نقله إلى مستشفى نيالا بعد إصابته، لكنه توفي لاحقاً متأثراً بجراحه. تم فتح بلاغ لدى الشرطة في نيالا.
محاولة اغتصاب واعتداء مسلح
وفي واقعة أخرى، تعرضت فتاة تبلغ من العمر 18 عاماً لإطلاق نار من قبل مسلحين يستقلون دراجات نارية أثناء مقاومتها لعملية اغتصاب في منطقة ركوا، التي تبعد 35 كيلو متراً شمال شرق زالنجي. تم نقلها إلى مستشفى زالنجي، لكنها توفيت متأثرة بإصابتها.
إغلاق الطرق وعمليات نهب
أمس السبت، أغلق مسلحون الطريق الذي يربط بين منطقتي كاس ونيرتتي في منطقة "ناماء"، حيث نهبوا الركاب والتجار واحتجزوا عدة مركبات. وفي يوم الجمعة، تعرض خمسة مواطنين لعملية نهب مسلح على طريق زالنجي أبطا.
علاوة على ذلك، اشتكى مواطنون ونازحون في زالنجي من تزايد أعمال النهب في الأسواق والمعسكرات، حيث نهب مسلحون مبالغ نقدية من النساء والتجار في سوق زالنجي وسوق مرين يومي الخميس والجمعة الماضيين. وأشار النازحون الذين عادوا إلى معسكر الحصاحيصا إلى تعرضهم لسرقة هواتفهم المحمولة وأجهزة الاستارلينك تحت تهديد السلاح.
الوضع الأمني
تسيطر قوات الدعم السريع على زالنجي وأجزاء واسعة من وسط دارفور، بينما تتواجد حركة تحرير السودان بقيادة عبدالواحد في نيرتتي ومناطق أخرى. هذه الأحداث تعكس تدهور الوضع الأمني في المنطقة، مما يستدعي اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية المدنيين وتحسين الأوضاع الأمنية.
الحكومة السوانية تعلن فتح 6 مطارات و7 معابر لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية
أعلنت الحكومة السودانية، يوم السبت، عن فتح 6 مطارات و7 معابر برية، في خطوة تهدف إلى تسهيل دخول المساعدات الإنسانية للبلاد. جاء ذلك في بيان رسمي أشار إلى فتح مطارات في مدن كسلا ودنقلا والأبيض، بالإضافة إلى مطار كادقلي، الذي تم التوافق عليه بين رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان ورئيس دولة جنوب السودان، سالفا كير ميارديت.
وأكدت الحكومة السودانية التزامها بتقديم كافة التسهيلات اللازمة لانسياب المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين في جميع أنحاء البلاد.
كما دعت نحو 10 دول، بما في ذلك المملكة المتحدة والولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا، الطرفين المتحاربين في السودان إلى ضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى الملايين الذين يحتاجون إلى "مساعدة عاجلة".
منذ أبريل 2023، يشهد السودان حربًا بين قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو والجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، القائد الفعلي للبلاد، مما أسفر عن مقتل عشرات الآلاف. وقد نزح حوالي 11 مليون شخص نتيجة النزاع، بينهم نحو 3 ملايين فروا إلى دول مجاورة، وفقًا لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، التي وصفت الوضع بأنه "كارثة" إنسانية.
في ظل هذه الظروف القاسية، يواجه نحو 26 مليون شخص انعدامًا حادًا في الأمن الغذائي، حيث تم الإعلان عن المجاعة في مخيم زمزم في دارفور. وأكدت الدول الغربية أن "العرقلة الممنهجة" من كلا المعسكرين للجهود الإنسانية المحلية والدولية هي السبب وراء هذه المجاعة.
كما تُطالب الدول الغربية برفع القيود المفروضة على عبور الحدود مع تشاد عند مدينة أدري، وفتح "كل الطرق الممكنة عبر الحدود"، بما يتماشى مع الالتزامات التي تعهد بها الطرفان.
ورغم محاولات التفاوض، لم تُسفر عدة جولات من المفاوضات عن أي تقدم في إنهاء المعارك، حيث تعهد الطرفان في نهاية أغسطس، عقب محادثات نظمتها الولايات المتحدة في سويسرا، بضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن ودون عوائق عبر طرق رئيسية.