اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارون رئيس التحرير محمود نفادي

صراع في قلب السودان.. تقدم عسكري وتفاقم الأزمات الإنسانية

الحرب في السودان
الحرب في السودان

واصل الجيش السوداني تعزيز تقدمه في وسط وجنوب السودان، مسجلاً تقدمًا في موقع قرب سلاح الإشارة بالخرطوم بحري. تأتي هذه التطورات ضمن العملية العسكرية التي بدأت في 26 سبتمبر الماضي، والتي تهدف إلى استعادة السيطرة على العاصمة الخرطوم، بما في ذلك مدنها الثلاثة: الخرطوم، الخرطوم بحري، وأم درمان.

وفي الأثناء، أفادت وسائل إعلام سودانية بمقتل سبعة أشخاص، بينهم لاجئ، نتيجة قصف مدفعي مكثف من ميليشيا الدعم السريع على مدينة الفاشر، التي تواصل استهداف المدنيين. كما شنت الميليشيا حملة اعتقالات واسعة في جنوب دارفور.

حقق الجيش تقدمًا عسكريًا ملحوظًا في وسط وجنوب الخرطوم، حيث وقعت اشتباكات عنيفة في منطقة المقرن، وقد تمكن الجيش من التقدم حتى قاعة الصداقة وفندق كورنثيا، مدعومًا بالقصف المدفعي والطيران الحربي.

وكشف الفريق إبراهيم جابر، عضو مجلس السيادة السوداني، أن الجيش قطع خطوط إمداد قوات الدعم السريع، مما يقلل من قدرتها على نقل الصراع لمناطق جديدة. وأكد أن هناك تغييرات ستشهد عودة بعض المناطق لسيطرة الدولة، في ظل متابعة دقيقة لمخططات الميليشيا.

في سياق متصل، شنت ميليشيا الدعم السريع حملة اعتقالات واسعة في بلدة مرشينج بجنوب دارفور، حيث تم التعامل بعنف مع المعتقلين. طالب شهود عيان المنظمات الحقوقية بالتدخل لحماية المدنيين الذين لا علاقة لهم بالصراع، والذين يعملون في القرى والمزارع بعيدًا عن مناطق القتال.


كارثة إنسانية تتفاقم في السودان مع تصاعد الصراع

تواجه السودان كارثة إنسانية تتفاقم بشكل مقلق، حيث امتدت آثار الصراع لتشمل 13 ولاية من أصل 18 ولاية في البلاد. شهدت وتيرة العنف ارتفاعًا كبيرًا خلال الأسابيع الأخيرة، لتصل إلى أعلى مستوياتها منذ بداية القتال في منتصف أبريل 2023. هذا التصعيد جاء بالتوازي مع انتشار مخيف للأمراض المعدية، مما زاد من معاناة السكان.

في الوقت الحالي، يعاني نحو 26 مليون شخص من الجوع، وهو ما يمثل نسبة كبيرة من السكان، بينما يُقدَّر أن حوالي 34% من الأطفال في البلاد يعانون من سوء التغذية أو سوء التغذية الحاد. تتفاقم هذه الأوضاع الصعبة مع استمرار النزاع، حيث يعيش المدنيون تحت وطأة أصوات الرصاص والقصف اليومي، مما يزيد من تفاقم معاناتهم.

الأطفال هم الأكثر تأثرًا بهذه الظروف القاسية، حيث تتراجع صحتهم ويتعرضون لمخاطر صحية كبيرة. يعيش العديد من العالقين في مناطق النزاع دون إمكانية للوصول إلى الغذاء الكافي أو الرعاية الصحية اللازمة، مما يجعلهم عرضة للأمراض ويهدد حياتهم.

تتطلب هذه الأوضاع العاجلة تدخلًا إنسانيًا فعالًا لدعم المتضررين وتقديم الإغاثة اللازمة لهم. يجب أن تُبذل جهود مكثفة لضمان وصول المساعدات إلى أولئك الذين يعانون، بالإضافة إلى تعزيز الوعي الدولي بالكارثة الإنسانية التي تعاني منها السودان حاليًا.