بحري تحت النار.. مجزرة تعيد رسم ملامح الصراع في السودان
تحدثت مصادر في السودان عن تورط الجيش في مجزرة مروعة في مدينة بحري، حيث نفذ عمليات إعدام ميدانية في أحياء حلفاية، مما يسلط الضوء على الانتهاكات المتزايدة ضد المدنيين. وفقًا لصحيفة "الراكوبة"، قام عناصر من القوات المسلحة بإعدام 120 شخصًا بالرصاص بعد تجميعهم في ميادين عامة، مما يشير إلى تدهور الأوضاع الإنسانية في البلاد.
ووفقًا للتفاصيل التي كشفتها الصحيفة، فقد تجول مسلحون في المنطقة حاملين قائمة بأسماء المستهدفين، وبدأوا بإلقاء القبض عليهم وتجميعهم قبل أن يطلقوا عليهم وابلًا من الرصاص بشكل علني، فيما تم تصفية آخرين داخل منازلهم، في مشهد وصف بالدموي.
في سياق متصل، يواجه طرفا النزاع في السودان اتهامات دولية بارتكاب انتهاكات واسعة في عدة مدن، خاصة بعد الاعتداء على مقر البعثة الدبلوماسية الإماراتية في الخرطوم، مما يعكس مدى انحدار القوات العسكرية بقيادة الفريق عبدالفتاح البرهان في انتهاك الأعراف الدولية.
وقد نددت العديد من الدول المؤثرة، بما في ذلك المملكة العربية السعودية ومصر وتركيا، بالهجوم الذي شنه الجيش السوداني على مقر السفير الإماراتي، معتبرةً ذلك اعتداءً غير مقبول.
على الصعيد الميداني، تتواصل المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع لليوم السادس على التوالي في العاصمة الخرطوم، مع وقوع اشتباكات في مناطق مثل سلاح الإشارة ومحيط المقرن. وتستمر الاشتباكات أيضًا في أحياء الصحافة وجبرة، مما يزيد من تفاقم الوضع الأمني.
في هذا السياق، أعرب المبعوث الأمريكي إلى السودان، توم بيرييلو، عن ارتياحه للتحسن الملحوظ في إيصال المساعدات الإنسانية، رغم التحذيرات المستمرة من تداعيات الحرب على المدنيين والاستقرار الإقليمي. وأكد بيرييلو أن الوضع في السودان خطير للغاية، مشيرًا إلى أن الطرفين المتحاربين يظهران عدم الإرادة الكافية لإنهاء النزاع.
منذ منتصف أبريل 2023، انزلق السودان إلى حرب مدمرة بين الجيش وقوات الدعم السريع، حيث اتُهم الجانبان باستهداف المدنيين عمدًا ومنع المساعدات الإنسانية. يواجه نحو 26 مليون شخص انعدام الأمن الغذائي، وتم الإعلان عن حالة مجاعة في مخيم زمزم بإقليم دارفور.
وتؤكد هذه التطورات المأساوية على ضرورة تحرك المجتمع الدولي بشكل عاجل لحماية المدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية، في ظل استمرار الفشل في التوصل إلى اتفاقيات للهدنة.
محادثات سويسرية لوقف إطلاق النار.. الولايات المتحدة تسعى لتوسيع المساعدات الإنسانية في السودان
بدأت الولايات المتحدة في 14 أغسطس مناقشات في سويسرا بهدف توسيع نطاق وصول المساعدات الإنسانية إلى السودان والتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار. حضر هذه المناقشات ممثلون عن قوات الدعم السريع، بينما غاب الجيش السوداني الذي اعترض على صيغة المفاوضات. ورغم انتهاء المحادثات بعد حوالي عشرة أيام دون التوصل إلى اتفاق رسمي، إلا أن الطرفين المتحاربين أبديا التزامهما بضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن وبدون عوائق عبر ممرين رئيسيين. تأتي هذه الجهود في وقت تعاني فيه البلاد من أزمة إنسانية متفاقمة جراء النزاع المستمر.