أزمة السودان.. نزوح جماعي ومجاعة مهددة مع تصاعد الفيضانات والنزاع
أفادت التقارير أن عدد النازحين في السودان نتيجة النزاع القائم قد بلغ نحو 8.8 مليون فرد، حيث فرّ هؤلاء من مناطقهم بسبب الحرب، بينما كان هناك نحو 3.8 مليون نازح في البلاد قبل اندلاع الصراع الحالي، معظمهم من إقليم دارفور منذ عام 2003. تشير التقارير إلى أن 28% من هؤلاء النازحين تعرضوا لهجرة ثانية.
ووفقًا لمنظمة الهجرة، فإن حوالي 23% من النازحين فروا من العاصمة الخرطوم، بينما نزح 18% من جنوب دارفور و14% من شمال دارفور. وكشف التقرير أن 52% من النازحين هم من الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 18 عامًا، ما يبرز الحاجة الملحة لتوفير الحماية والرعاية الصحية والتعليم لهم.
وفيما يتعلق باللاجئين، فقد أفادت المنظمة بأن حوالي 1.2 مليون شخص قد فروا إلى مصر، و722 ألفًا إلى تشاد، و696 ألفًا إلى جنوب السودان. كما استقبلت ليبيا 86 ألف لاجئ وأفريقيا الوسطى 36 ألفًا، في حين فرّ نحو 84 ألف سوداني إلى إثيوبيا. في سياق متصل، تعمل مفوضية شؤون اللاجئين على تسجيل الوافدين الجدد وتقديم خدمات الرعاية البديلة للأطفال اللاجئين غير المصحوبين.
خطر المجاعة يهدد المزيد من المناطق
وفيما يخص الأمن الغذائي، أعلن نظام التصنيف المرحلي للأمن الغذائي عن حدوث مجاعة في 5 مناطق سودانية، مع تأكيد خطرها في 17 منطقة أخرى. وتشمل المناطق الأكثر تضررًا مخيمات "زمزم" و"السلام" في شمال دارفور، وجبال النوبة في جنوب كردفان، حيث من المتوقع أن يستمر خطر المجاعة ويتوسع ليشمل مناطق إضافية في دارفور وكردفان. وقد أضاف التقرير أن هناك أيضًا خطرًا وشيكًا للمجاعة في مناطق مختلفة تشمل الجزيرة والنيل الأبيض، بالإضافة إلى المناطق الجنوبية للعاصمة الخرطوم.
الفيضانات تزيد من معاناة السكان
إلى جانب النزاع والمجاعة، تواصل الفيضانات اجتياح العديد من المناطق السودانية، مما يزيد من تعقيد الوضع الإنساني. فقد غمر فيضان النيل الأبيض مناطق واسعة مثل كوستي والقطينة والجزيرة أبا في ولاية النيل الأبيض، ما أدى إلى نزوح الآلاف من الأسر بعد أن دُمرت منازلهم وأملاكهم. وأدى تدمير البنية التحتية إلى انقطاع خدمات المياه، مما زاد من معاناة السكان في المناطق المتضررة.
من جانبها، أشارت منظمة "قباء" إلى توقف محطة مياه الشرب في الجزيرة أبا بسبب الفيضانات، مطالبة باتخاذ إجراءات لحماية المنشآت الحيوية مثل محطات المياه من خطر الغمر. وقد أفاد المسؤولون في ولاية النيل الأبيض بأن إغلاق بوابات خزان جبل أولياء جنوب الخرطوم أدى إلى زيادة مناسيب النيل، مما فاقم من خطورة الفيضانات.
تتزامن هذه التحديات مع اتهامات من قبل الحكومة السودانية ضد "التصنيف المرحلي" للأمن الغذائي، حيث اعتبرت تقاريره غير دقيقة وأنها تقوّض سيادة البلاد. في الوقت نفسه، أكدت قوات "الدعم السريع" أنها ستعمل على معالجة المشاكل الفنية المتعلقة بالفيضانات، معبرة عن استعدادها للتعاون مع الجهات المتخصصة لمساعدة السكان المتضررين.