اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارون مدير التحرير التنفيذي محمد سلامة
حماس تؤكد جاهزيتها لإبرام اتفاق هدنة مع إسرائيل بعد وقف إطلاق النار في لبنان الرئيس الأمريكي: نتعاون مع مصر وتركيا و وقطر للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار في غزة مصر ترحب بدخول اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان حيز التنفيذ وتؤكد أهمية خفض التصعيد عودة النازحين اللبنانيين رغم التحذيرات.. اتفاق وقف إطلاق النار يدخل حيز التنفيذ الأزهر للفتوى يحذر من تطبيقات المراهنات الإلكترونية ويصفها بالقمار المحرم الإمام الأكبر: العلاقة بين الأزهر وماليزيا تاريخية غدا.. الجامع الأزهر يوضح في ملتقى السيرة النبوية «اليتيم المبارك الأدب الحسن» وكيل الأزهر: استراتيجيتنا نشر العلوم وترسيخ الفكر الوسطي في ربوع مصر والعالم نتنياهو بين فكي المحكمة.. فساد داخلي واتهامات دولية تهدد مستقبله السياسي الإمام الأكبر يعلن استعداد الأزهر لإنشاء مركز لتعليم اللغة العربية ب كوت ديفوار البرهان في أسمرا.. تحركات إقليمية لتعزيز الدعم وسط تصاعد الأزمة السودانية الضغوط تتصاعد في فرنسا مع اقتراب حجب الثقة.. هل ينجح ماكرون في تجنب الفوضى السياسية؟

النيجر تطلب سحب السفير الأوروبي.. توترات دبلوماسية تعمق الفجوة مع الغرب وتفتح أبواب موسكو

الاتحاد الأوروبي
الاتحاد الأوروبي

استمرت التوترات بين النيجر والاتحاد الأوروبي في التصاعد، حيث اتهمت الحكومة النيجرية سفير بروكسل بسوء إدارة المساعدات الإنسانية التي قدمها التكتل الأوروبي للمتضررين من الفيضانات في البلاد، وهو ما أثار سلسلة من الانتقادات داخل الأوساط السياسية والدبلوماسية. في وقتٍ لاحق، أكدت النيجر طلبها رسمياً لسحب السفير الأوروبي، معتبرةً أنه لم يعد من الممكن التعاون معه.

وقالت وزارة الخارجية النيجرية في بيان رسمي إنها "خلصت إلى استنتاج مفاده أنه لم يعد بالإمكان الاستمرار في التعاون مع سلفادور بينتو دا فرانتشا، سفير الاتحاد الأوروبي، وطالبت بتغييره في أقرب وقت". وأضاف البيان أن السلطات النيجرية "أحيطت علماً بالبيان الصحافي الصادر عن الاتحاد الأوروبي في 23 نوفمبر، والذي عبر من خلاله عن عدم موافقته على أسباب الحكومة النيجرية بشأن إدارة المساعدات الإنسانية".

اتهامات بالإهانة والاستغلال

كانت السلطات النيجرية قد أوضحت سابقاً أنها لم تطلب أي مساعدات إنسانية من الاتحاد الأوروبي بعد الفيضانات التي اجتاحت البلاد، والتي خلفت آلاف المشردين والمئات من القتلى، مشيرة إلى أنها قررت تغطية الأضرار من مواردها الخاصة. هذا القرار جاء في وقت عصيب بالنسبة للنيجر التي عانت من واحدة من أسوأ الفيضانات في تاريخها.

وهاجم الناشط الحقوقي النيجري آدم سايفو تصرفات السفارة الأوروبية، واصفًا إياها بأنها "تتنافى مع الأعراف الدبلوماسية"، لافتًا إلى نشر صور للمساعدات الإنسانية دون التنسيق مع السلطات المحلية. وقال سايفو في تصريحات صحفية إن "ما فعلته السفارة هو محاولة لإهانة الشعب النيجري واستغلال مأساتهم لأغراض سياسية".

وأكد سايفو أن قرار النيجر بسحب السفير الأوروبي يعكس استياءً عميقًا من التصرفات غير الدبلوماسية، محذرًا من أن هذا التطور قد يقود إلى قطيعة دبلوماسية بين النيجر والاتحاد الأوروبي، ما قد يؤثر سلبًا على العلاقات المستقبلية بين الجانبين.

تغيرات في السياسة الخارجية للنيجر

تأتي هذه التوترات في وقت حساس بالنسبة للنيجر، التي شهدت تغييرات جذرية في سياستها الخارجية، بعدما طردت القوات الغربية والبعثة الدبلوماسية الفرنسية عقب الانقلاب العسكري الذي أطاح بالحكومة السابقة. في خطوة غير مسبوقة، تحولت النيجر نحو روسيا، التي أرسلت جنودًا ومدربين عسكريين إلى نيامي لدعم الجيش النيجري في مواجهته مع الجماعات المسلحة المنتشرة في أنحاء البلاد.

وبحسب المحلل السياسي المتخصص في الشؤون الإفريقية، محمد الحاج عثمان، فإن "التصعيد بين النيجر والاتحاد الأوروبي جاء نتيجة نشر السفارة الأوروبية صورًا على وسائل التواصل الاجتماعي دون موافقة من السلطات النيجيرية، وهو ما عجل بتدهور العلاقات". وأضاف عثمان في تصريحات صحفية أن "الاستعلاء الغربي" كان وراء تصعيد التوترات بين النيجر والاتحاد الأوروبي، مما قد يؤدي إلى مزيد من الانعكاسات السلبية على العلاقات الثنائية.

وتابع عثمان: "الغرب لا يزال يستخدم شراكة النيجر مع روسيا كذريعة لاتهام البلاد واتهام قيادتها بتبني سياسات معادية للمصالح الغربية، دون النظر إلى حقائق الوضع على الأرض".

آفاق العلاقة المستقبلية

في ظل هذه التوترات، يتوقع الخبراء أن يسعى الاتحاد الأوروبي إلى إصلاح علاقاته مع النيجر، خاصة في ظل الضغوط الاقتصادية والإنسانية في المنطقة. إلا أن الاستمرار في التمسك بمواقف متشددة تجاه الحكومة النيجيرية قد يؤدي إلى مزيد من القطيعة، مما يعزز التحالفات غير الغربية التي بدأت في التشكل مؤخراً.

وبينما تواصل النيجر تعزيز علاقاتها مع روسيا، يبقى المستقبل الدبلوماسي بين النيجر والاتحاد الأوروبي في مهب الريح، وسط تطورات قد تكون لها تداعيات بعيدة المدى على التوازنات السياسية في المنطقة.


موضوعات متعلقة