اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارون رئيس التحرير محمود نفادي

حرب الظلال.. كيف تساهم الأسلحة الأجنبية في تأجيج الصراع السوداني؟

الحرب في السودان
الحرب في السودان

أفادت صحيفة واشنطن بوست في تقرير حديث لها بأن أحد الأسباب الرئيسية لاستمرار الحرب الأهلية في السودان هو التدفق السري للأسلحة من دول أجنبية إلى طرفي الصراع، الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

وأشار التقرير، الذي استند إلى دراسة تمويلها وزارة الخارجية الأمريكية، إلى أن كلًا من الإمارات وإيران تلعبان دورًا رئيسيًا في تزويد الطرفين بالأسلحة. حيث تزود الإمارات قوات الدعم السريع بالذخيرة والطائرات المسيرة، بينما تمد إيران الجيش السوداني بطائرات مسيرة مزودة بأسلحة.

كما أظهر التقرير أن مسؤولين عسكريين سودانيين سمحوا لمراسلين من الصحيفة بزيارة موقع في مدينة أم درمان حيث عُرضت طائرة استولت عليها القوات المسلحة من قوات الدعم السريع. وعرض المسؤولون أيضًا صورًا لصناديق ذخائر تحمل علامات تشير إلى أنها صنعت في صربيا وتم إرسالها إلى قيادة اللوجستيات المشتركة للقوات المسلحة الإماراتية.

وذكرت الصحيفة أن مرصد الصراع السوداني، الذي يتلقى تمويلًا من وزارة الخارجية الأمريكية، قد قام بتتبع 32 رحلة جوية بين يونيو 2023 ومايو 2024، وأكد أن هذه الرحلات كانت تهدف إلى نقل الأسلحة من الإمارات إلى قوات الدعم السريع.

في المقابل، نفت قوات الدعم السريع تلقي أي دعم عسكري من الإمارات، بينما رفض الدبلوماسيون الإماراتيون هذه الادعاءات بشدة عند طرحها في الأمم المتحدة. وأكدت وزارة الخارجية الإماراتية، في بيان لها، أنها لا تقدم أي دعم أو إمدادات لقوات الدعم السريع أو لأي من الأطراف المتنازعة.

تسلط صحيفة واشنطن بوست الضوء على أن هذه الأسلحة المستوردة تمثل عاملًا رئيسيًا في تفاقم الصراع وتعقيد جهود السلام في السودان. وأشار الخبراء إلى أن استمرار تدفق الأسلحة إلى البلاد قد يؤدي إلى مزيد من تدهور الأمن والاستقرار في المنطقة.


حميدتي يستدعي تصعيد القتال.. عودة مفاوضات السودان إلى نقطة الصفر

استدعى قائد قوات الدعم السريع في السودان، محمد حمدان دقلو "حميدتي"، وفده المفاوض للعودة إلى السودان فورًا، في خطوة تعكس تراجعه عن مسار التفاوض وتصعيده للقتال في الفترة الراهنة. يأتي هذا التطور في وقت شهدت فيه المواجهات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع تصعيدًا ملحوظًا، بعد فترة من الهدوء النسبي في معظم أنحاء البلاد.

يسعى الجيش السوداني لاستعادة السيطرة على مناطق جديدة في العاصمة الخرطوم، بعد سلسلة من الانتصارات على الأرض. وقد أثار خطاب دقلو، الذي ألقاه الأسبوع الماضي، الكثير من الجدل، حيث جاء بعد تقدم الجيش في منطقة جبل موية غربي ولاية سنار، مما يزيد من حدة التوتر.

دعا حميدتي قواته إلى الالتحاق بوحداتهم فورًا، مؤكدًا عزيمته على القتال حتى لو استغرق الأمر سنوات. تتباين ردود الفعل حول هذا الخطاب، حيث يعتبره البعض إشارة إلى تصعيد عسكري قادم، بينما يراه آخرون دليلًا على الهزائم التي تعرضت لها قواته ونقص العتاد.

في المقابل، دعا مسؤولون محليون إلى ضرورة إعلان وقف الحرب، معربين عن قلقهم من أن الوضع قد يتجه نحو "حرب الكل ضد الكل"، ما ينذر بتصاعد الصراع في السودان.